منتخبنا الوطني أمام فرصة تحسين الصورة في آخر لقاءات التصفيات المونديالية
ناصر النجار
يخوض منتخبنا الوطني عصر غد، الثلاثاء، مباراته الختامية في التصفيات الآسيوية المؤهلة لكأس العالم بمواجهة نظيره العراقي في مدينة دبي الإماراتية، المباراة من حيث المبدأ قوية ومهمة للمنتخب العراقي الذي يعوّل عليها الكثير لبلوغ دور الملحق بمواجهة استراليا، وآماله قائمة، ويتنافس على هذا المركز مع المنتخب الإماراتي الذي سيواجه كوريا الجنوبية في دبي بالتوقيت نفسه.
حظوظ المنتخب الإماراتي أكبر وأفضل، وهو يبتعد عن المنتخب العراقي بفارق نقطة وخمسة أهداف، لكن آمال العراقيين تنحصر بالفوز مع خسارة الإمارات، أو تعادلها على الأقل مع كوريا الجنوبية، وحسابات التأهل كثيرة لسنا هنا بصدد الخوض فيها، فما يهمنا هو منتخبنا، وكيف سيكون في هذه المباراة؟.
استناداً إلى الأداء الذي قدمه منتخبنا أمام لبنان فإنه سيدخل المباراة مع العراق كبيراً ومنافساً، ونأمل أن يبتعد عن كل الحسابات، وأن يلعب لنفسه، ولإعلاء سمعة كرتنا بعيداً عن الآخرين، فلا يعنينا من سيتأهل، ومن سيخسر هذه الفرصة.
ونحن ننتظر هذه المباراة فإن الحسرة تنتابنا لأن منتخبنا أضاع على نفسه فرصة ذهبية لبلوغ المركز الثالث للرعونة والمصالح الخاصة التي أبعدته عن مستواه، فأضاع هويته، ومحا شخصيته، ونحن عندما نرى العراق والإمارات وهما في أسوأ وضع كروي لهما نندم على ما فات.
بالمحصلة العامة، لن تكون المباراة سهلة على منتخبنا لأنه سيواجه منتخباً قوياً وكبيراً يعيش حالة من التحدي، ترافقه روح معنوية عالية بعد الفوز الذي حققه في الجولة الماضية على الإمارات بهدف نظيف، هذا الفوز أحيا آماله، وسيدفعه ليقدم مباراة كبيرة على أمل الفوز بها.
منتخبنا مدعو لإثبات ذاته، ولتأكيد فوزه على لبنان بفوز آخر يكون خير وداع للتصفيات الآسيوية، وهذا كله يمنحه الإشادة الكاملة بعيداً عن الأقوال التي اعتبرت الفوز على لبنان طبيعياً لضعف المنتخب اللبناني بسبب غياب أبرز لاعبيه.
بكل الأحوال، المباراة تشكّل تحدياً للاعبينا ولمدربهم ليقدموا لنا وجبة كروية ممتعة وجميلة على أمل الفوز الذي لم نحققه على العراقيين في تصفيات كأس العالم أبداً، وسبق أن تقابلنا معهم في التصفيات أربع مرات فخسرنا 1/2 بتصفيات بطولة 1982، وتعادلنا صفر/صفر، وخسرنا 1/3 بتصفيات 1986، كما تعادلنا في ذهاب التصفيات الحالية 1/1.
غسان معتوق مدرب المنتخب مطالب بتشكيلة جيدة قادرة على مواجهة العراقيين، وعودة محمود المواس ستعزز خط الوسط، ويمكن أن يشكّل وجوده إضافة جيدة، وثبات خط الدفاع مع الحارس أحمد مدنية الذي نجح بلقاء لبنان سيكون عاملاً مهماً في مسك الخطوط الدفاعية أمام المهاجمين العراقيين.
أخيراً نترك للمدرب عامل المباغتة، وهو ضروري في هذه المباريات، ولا ندري بأي شيء سيباغت العراقيين، هل سيكون بالتشكيلة أم بالأسلوب، ولابد من الحرص والهدوء وعدم الوقوع بالأخطاء فمنتخبنا يلعب بلا ضغوط، ومن الممكن أن يجر ضيفه العراقي إلى ارتكاب الأخطاء نظراً للشد العصبي والنفسي الذي ينتابه، خاصة أن المباراة بالنسبة له حاسمة وفاصلة.