الصفحة الاخيرةصحيفة البعث

إيطاليا تتحرك من أجل “الإسبريسو”

تسعى إيطاليا للحصول على اعتراف من منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو) بطقوسها اليومية في شرب الإسبريسو في جميع أنحاء البلاد، حسب تقرير صحيفة “التايمز” البريطانية.

يستهلك سكان إيطاليا، البالغ عددهم 59 مليون نسمة، 30 مليون فنجان إسبريسو يومياً، وهي طقوس تساعد في بدء الصباح وتُسهِّل بقية اليوم بلحظات من التعايش، وفقاً للمعجبين، كما أن الإيطاليين يستهلكون نحو 5.9 كيلوغرام من القهوة للفرد سنوياً.

في يوم الإسبريسو الوطني الأسبوع الماضي، جُمِعَت توقيعات لدعم العرض، وستقرر لجنة اليونسكو يوم الثلاثاء 29 آذار، ما إذا كانت ستقدم الطلب إلى المقر الرئيسي لمنظمة الأمم المتحدة في باريس.

قال سيرجيو باولانتوني، رئيس مشغلي الحانات في روما: “يتحدث الناس عن السياسة والرياضة أثناء تناول القهوة في الحانة في الصباح. إنها ليست مجرد عادة استهلاك ولكنها ظاهرة ثقافية، طقوس يومية نقدِّرها لأنها تعبير عن أسلوب حياتنا”.

فيما وصف جيانماركو سينتينيو، نائب وزير الزراعة، طقوس شرب الإسبريسو بأنها “جزء لا يتجزأ من هويتنا الوطنية”، التي توحِّد شمال وجنوب إيطاليا.

إذا وافق اليونسكو على طلب إيطاليا، فإنَّ الإسبريسو سينضم إلى حوالي 12 ممارسة ثقافية إيطالية في قائمة التراث الثقافي للمنظمة، إلى جانب البيتزا ومسرح الدمى وجمع الكمأة.

خلال العام الماضي، قررت جامعة فلورنسا منحَ أول دورة دراسية في إيطاليا للحصول على درجة الماجستير في كل ما يتعلق بالقهوة، في مسعى لإضفاء الجدية الأكاديمية على المشروب الذي يحتل مكانة بارزة في الثقافة الإيطالية، ويعتبره مواطنوها طقساً لا غنى عنه كل صباح.

بدأ أول 24 طالباً من طلاب الدراسات العليا الدورةَ التي تستغرق 9 أشهر في كانون الثاني الماضي، وتهدف الدورة إلى اكتساب المعرفة العلمية والنظرية في كل ما يخص القهوة، التي تعد ثاني أكثر المشروبات شعبية في العالم بعد الشاي.

يقول فرانشيسكو غارباتي بيغنا، رئيس قسم الزراعة والغذاء والبيئة والغابات بالجامعة، والأكاديمي المشرف على الدورة: “ستتناول الدورة جميع جوانب صناعة القهوة، منذ استخراجها من أصولها إلى تحضير المشروب وتقديمه، الدورة هي الوحيدة من نوعها على حد علمي”.

بالإضافة إلى دراسة تاريخ القهوة وتقنيات صناعتها ومكوناتها الكيميائية واقتصادها التجاري، يُبعث الطلاب إلى بعض الشركات النشطة في هذا القطاع لاكتساب الخبرة العملية.

من جانبه، قال غارباتي إن فلورنسا جديرة بأن تكون الموقع الطبيعي لدورةٍ تدريبية حول “عالم القهوة”.