كيف تخلّصت روسيا من الدولار الأمريكي؟
هيفاء علي
أعلنت روسيا أن الدول المدرجة في قائمة الدول غير الصديقة يجب أن تدفع بالروبل مقابل حصولها على الغاز الروسي، وفي غضون ساعات، استعاد الروبل قيمته قبل الحظر في الأسواق الدولية.
وبحسب محللي الاقتصاد، أثبت الروبل نفسه أيضاً كعملة احتياطية في الاتحاد الأوروبي، تماماً مثل البترودولار في الشرق الأوسط، بعد أن تخلت أوروبا عن الفحم والطاقة النووية، ولم يتبق لديها بديل للغاز الروسي.
وفي الأسبوع المقبل، ستوفر روسيا والصين وصولاً سهلاً إلى أكبر سوق في العالم من خلال معاملات رخيصة وآمنة وخالية من التلاعب الحكومي وتقلبات العملة والحظر والعقوبات.
في هذا السياق، تفيد آخر المعلومات أنه بعد مساعدة الولايات المتحدة على الخروج من الأزمة المالية العالمية، أشار محافظ البنك المركزي الصيني، تشو شياوتشوان، إلى أن العالم يحتاج إلى عملة احتياطي دولي قادرة على البقاء مستقرة على المدى الطويل، وعلى إزالة أوجه القصور الملازمة لاستخدام العملات الوطنية القائمة على الائتمان، وعلاوة على ذلك، اقترح “تشو” حقوق السحب الخاصة، وهي عملة احتياطي اصطناعية يُعاد تقييمها ديناميكياً مقابل سلة من العملات والسلع التجارية، وهذه العملية بمثابة نظام واسع وعميق ومستقر ومن المستحيل التلاعب به.
بالمقابل أجمع خبراء الاقتصاد: فريد بيرجستين، وروبرت مونديل، وجوزيف ستيغليتز، الحائزون على جائزة نوبل، على فكرة أنه من شأن إنشاء عملة عالمية أن يعيد التماسك المطلوب بشدة إلى النظام النقدي الدولي، ويمنح صندوق النقد الدولي وظيفة تساعده على تعزيز الاستقرار، ويكون حافزاً للاقتصاد.
التجارة الروسية الصينية واستخدام الدولار
عام 2012 بدأت بكين وموسكو في تقييم عملاتهما مقابل سلة دولية من العملات/ السلع، وفي عام 2014، منح صندوق النقد الدولي أول قرض من حقوق السحب الخاصة، وفي عام 2016 أصدر البنك الدولي أول سند في حقوق السحب الخاصة، كذلك أصدر بنك ستاندرد تشارترد في 2017 أول سندات تجارية في حقوق السحب الخاصة، وعلى أثر ذلك بدأت جميع البنوك المركزية في 2019 الإعلان عن احتياطاتها من العملات الأجنبية في شكل حقوق سحب خاصة في 14 آذار 2022.
وفي الأول من شهر نيسان القادم، ستكشف الصين والاتحاد الاقتصادي الأوراسي الذي يضم كلاً من روسيا وأرمينيا وبيلاروسيا وكازاخستان وقيرغيزستان النقاب عن نظام نقدي ومالي دولي مستقل سوف يعتمد على عملة دولية جديدة محسوبة من مؤشر العملات الوطنية للدول المشاركة، وعلى أسعار السلع الدولية.
الجدير ذكره أن حقوق السحب الخاصة هي عملة تركيبية تستمد قيمتها من سلة كبيرة من العملات والسلع العالمية، وهي مقاومة تماماً للمناولة، ومستقرة مثل الهرم، وبحسب خبراء الاقتصاد، تعد حقوق السحب الخاصة بديلاً جذاباً للدولار الأمريكي الذي أصبح ساماً للاتحاد الاقتصادي الأوروبي والدول الـ 143 الأعضاء في مبادرة الحزام والطريق، ومنظمة شنغهاي للتعاون، ورابطة دول جنوب شرق آسيان، وهي منظمات لا تعتبر الولايات المتحدة من بين أعضائها، بينما روسيا من بين أعضائها، إما كعضو كامل العضوية، أو كمشارك.