لافروف: الغرب يستخدم سياسة الترهيب لإجبار الدول على إدانة روسيا
البعث – وكالات:
اعتبر وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن الغرب يحاول عن طريق الابتزاز والتهديدات والإنذارات إجبار الدول على إدانة روسيا. وقال لافروف خلال استقباله رئيس الحزب الديمقراطي اللبناني طلال أرسلان وفقاً لوكالة نوفوستي: “عندما أدرك زملاؤنا الغربيون أنه تم إحباط خططهم لتحويل أوكرانيا إلى نقطة انطلاق للعدوان على روسيا، ومن أجل مهاجمة كل ما هو روسي بدؤوا باستخدام الابتزاز والتهديدات والإنذارات لإجبار الدول في جميع المناطق على إدانة روسيا”.
وأشار لافروف إلى أن لبنان يمرّ بأوقات عصيبة، مبيّناً أن “الأطراف الدولية نفسها التي تحاول تقليدياً استخدام المنطقة لمصالحها الأنانية تسعى الآن للتأثير في الوضع في أوكرانيا”.
من جهة ثانية، حذّرت وزارة الخارجية الروسية من أن العملية السيبرانية الواسعة النطاق التي تشنّها الولايات المتحدة وحلفاؤها ضد روسيا تمثل عدواناً وإرهاباً مفتوحاً عواقبه وخيمة على محرّضيه ومنفذيه.
وقالت الوزارة في بيان اليوم أوردته وكالة نوفوستي: “في ضوء العملية العسكرية الخاصة للدفاع عن جمهوريتي دونيتسك ولوغانسك ونزع سلاح أوكرانيا وجعلها خالية من النازية تشنّ الولايات المتحدة وحلفاؤها عملية سيبرانية مكثفة ضد بلادنا”.
وجاء في البيان: “كل يوم تقريباً تتعرّض هيئات الدولة ووسائل الإعلام ومنشآت البنية التحتية المهمة وأنظمة ضمان الحياة لضربات قوية باستخدام التكنولوجيات المعلوماتية الحديثة، وإنه بناء على اقتراح من نظام كييف تم الإعلان عن دعوة دولية للمتخصصين في الكمبيوتر المناهضين لروسيا والذين يشكّلون في الواقع قوات إلكترونية هجومية لشنّ هجمات خبيثة ضدنا وصلت إلى مئات الآلاف في اليوم”.
وأشارت الوزارة إلى أن النطاق غير المسبوق لهذه الأعمال وطبيعتها المنسقة يشير بوضوح إلى أنه إضافة إلى القوات المعلوماتية الأوكرانية الخاصة التي درّبتها الولايات المتحدة وأعضاء حلف شمال الأطلسي “ناتو” فإن القراصنة الإلكترونيين المجهولين يشاركون بشكل متزايد في هذه الحرب الإلكترونية ضد روسيا وذلك بناء على تعليمات المحرّضين الغربيين لنظام كييف.
وختم البيان بالقول: “يشنّ جيش من المرتزقة السيبرانيين حرباً ضدنا وتُطرح أمامهم مهام قتالية محدّدة تقترب غالباً من الإرهاب المفتوح”.
وفيما يخص المفاوضات الأوكرانية الروسية، أعلن رئيس الوفد الروسي في المفاوضات مع أوكرانيا فلاديمير ميدينسكي أن وفد بلاده عبّر عن اعتراضه بشأن حالات التعذيب التي تعرّض لها الأسرى الروس في أوكرانيا.
وصرّح ميدينسكي للصحفيين بعد انطلاق الجولة الجديدة من المفاوضات بين الوفدين الروسي والأوكراني في اسطنبول صباح اليوم، بأن كييف وعدت باتخاذ أشد الإجراءات ضد المجرمين الذين قاموا بتعذيب الجنود الأسرى الروس.
وقال ميدينسكي: “سلّمنا احتجاجاً للجانب الأوكراني بشأن معاملة الأسرى الروس وتم قبول الاحتجاج ووعدونا باتخاذ إجراءات إذا تمكّنوا من القبض على الجناة”.
وأشار ميدينسكي إلى أن المفاوضات مستمرة من الساعة التاسعة والنصف صباحاً وسيتم تقديم موجز بالنتائج بعد عدة ساعات.
وكانت قد انطلقت اليوم في مدينة اسطنبول التركية جولة جديدة من المفاوضات الروسية الأوكرانية شارك فيها وفدان يمثلان موسكو وكييف، حيث من المقرر البحث في عدد من القضايا للوصول الى اتفاق حول وقف لإطلاق النار في أوكرانيا.
وأعرب وزير الخارجية الروسي في تصريحات أمس عن أمل موسكو في أن تتوّج جولة المفاوضات في تركيا بنجاح يتمثل في المقام الأول بوقف قتل المدنيين في دونباس، لافتاً إلى أن أي اتفاق مستقبلي مع كييف يجب أن يتضمّن نزع سلاحها واجتثاث النازية منها.
إلى ذلك، أكد نائب رئيس الوزراء في جمهورية القرم الروسية غيورغي مرادوف أن السياسة الغربية المتعلقة بأوكرانيا تسبّبت بإقامة نظام متطرّف في البلاد.
ونقلت وكالة تاس عن مرادوف الذي يشغل أيضاً منصب ممثل القرم الدائم لدى الرئيس الروسي قوله خلال الدورة التاسعة والأربعين لمجلس حقوق الإنسان في جنيف: “إن تجاهل الغرب لانتهاكات حقوق الإنسان في أوكرانيا أدّى إلى إقامة نظام متطرّف في البلاد”، مشيراً في هذا السياق إلى “الموافقة الضمنية لدول الغرب على عمليات الإعدام خارج نطاق القضاء التي ينفذها النازيون في شوارع المدن الأوكرانية ورفض توفير ممرات إنسانية للمدنيين والقمع الجماعي ضد معارضي نظام كييف”.
ولفت مرادوف إلى أن السلطات الأوكرانية جرّدت معظم سكان البلاد من الحق في استخدام لغتهم الأم الروسية ودمّرت حرية الدين، مشدّداً على ضرورة “تفعيل الآليات الخاصة لمجلس حقوق الإنسان من أجل التحقيق في جرائم السلطات الأوكرانية”.
وسلّط الوفد الروسي في الجلسة الضوء على الحوادث التي تضمّنت ضغوطاً نفسية وجسدية على الأطفال الناطقين بالروسية في المدارس وحتى رياض الأطفال في الدول الغربية بما في ذلك فرنسا وألمانيا والسويد.
وردّاً على العقوبات الغربية الأحادية الجانب المفروضة على موسكو بتحريض أطلسي، أعلنت وزارة الخارجية الروسية اليوم إلغاء اعتماد 10 موظفين من بعثات ليتوانيا ولاتفيا وأستونيا الدبلوماسية وطردهم من روسيا في ردّ بالمثل على خطوات تلك الدول.
وقالت الخارجية الروسية في بيان لها اليوم وفقاً لموقع روسيا اليوم: “تم تقديم احتجاج شديد لرؤساء البعثات الدبلوماسية بشأن التصرّفات الاستفزازية غير المبررة المتمثلة في طرد موظفين في السفارات الروسية في دول البلطيق هذه”.
وجاء في البيان: “بناء على مبدأ المعاملة بالمثل تم الإعلان عن إلغاء اعتماد 4 موظفين في سفارة ليتوانيا و3 في سفارة لاتفيا و3 موظفين في سفارة إستونيا ومكتب بيسكوف للقنصلية العامة الأستونية في مدينة بطرسبورغ”.
وطالبت الخارجية الروسية بأن يغادر الدبلوماسيون المعنيون أراضي روسيا خلال المهلة نفسها التي منحت للدبلوماسيين الروس لمغادرة دول البلطيق.
وكانت الوزارة استدعت في وقت سابق اليوم سفراء الدول المذكورة لتبليغهم بقرار طرد عدد من دبلوماسيي بلدانهم من أراضي روسيا.
وقرّرت سلطات لاتفيا وأستونيا وليتوانيا في الـ18 من الشهر الجاري طرد عدد من الدبلوماسيين الروس من أراضيها بدعوى ممارستهم أنشطة لا تتوافق مع وضعهم الدبلوماسي في خطوة تأتي على خلفية العملية العسكرية الروسية الخاصة في أوكرانيا.