بوتين: العقوبات المفروضة على روسيا هي ثمن لحقها في الحرية والاستقلال والحفاظ على مصالحها وقيمها
البعث- وكالات:
قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، اليوم الخميس، إن الولايات المتحدة ستحاول الاستفادة من عدم الاستقرار العالمي كما فعلت في الحربين العالميتين الأولى والثانية.
وأكد بوتين خلال اجتماع حكومي أن “الولايات المتحدة ستحاول حل مشاكلها على حساب الآخرين من خلال خلق موجات جديدة من العجز العالمي”، مضيفا أن “الدول الغربية تحاول إلقاء اللوم على روسيا في أخطائها”.
وأشار إلى أن العقوبات المفروضة على روسيا هي ثمن “لحق روسيا في الحرية والاسقلال والحفاظ على مصالحا وقيمها”.
وقع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، اليوم الخميس، مرسوما حول آلية سداد ثمن الغاز الطبيعي المورد للدول غير الصديقة، بما في ذلك الاتحاد الأوروبي، بالروبل الروسي.
وبناء على المرسوم يتوجب على العملاء في الدول غير الصديقة، بما في ذلك في الاتحاد الأوروبي، فتح حسابات بالعملة الروسية في البنوك الروسية، ويدخل المرسوم حيز التنفيذ اعتبارا من 1 أبريل 2022.
وجاء ذلك بحسب ما صرح به الرئيس الروسي اليوم خلال اجتماع حكومي عقد حول مشاكل صناعة الطيران، حيث أعلن أنه وقع مرسوما حول تجارة الغاز الطبيعي مع الدول غير الصديقة بالروبل.
وقال الرئيس الروسي: “نقدم للعملاء من هذه الدول (غير الصديقة لروسيا) آلية واضحة وشفافة من أجل شراء الغاز الطبيعي الروسي، يجب عليهم فتح حسابات بالروبل في البنوك الروسية، من هذه الحسابات سيتم سداد مدفوعات الغاز (الروسي)”.
وأضاف بوتين أن روسيا ستعتبر أن مشتري الغاز الطبيعي في الدول غير الصديقة قد خرقوا العقود المبرمة إذا رفضوا شراء الغاز الروسي بالروبل، وفي هذه الحالة سيتم إيقاف العقود الحالية.
وشدد الرئيس الروسي على أن روسيا لن تقوم بأعمال خيرية فيما يتعلق بإمدادات الغاز الطبيعي، وقال: “لا أحد يبيع لنا أي شيء مجانا، ولن نقوم بأعمال خيرية أيضا. أي سيتم إيقاف العقود الحالية (في حالة عدم دفع ثمن الغاز بالروبل)”.
وبناء على المرسوم الذي نشر على الموقع الرسمي للكرملين، يعتبر “غازبروم بنك” مصرفا مرخصا لتنفيذ التعاملات المالية المرتبطة ببيع الغاز الطبيعي للدول غير الصديقة.
ويتوجب على العملاء من الدول المذكورة فتح حسابين في مصرف “غازبروم بنك” الأول بالروبل الروسي والثاني بعملات أجنبية وذلك لسداد مدفوعات الغاز الطبيعي المورد.
في الأثناء، أعلن الكرملين عن غياب أي جدول زمني محدد حتى الآن للقاء قمة محتمل بين الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين والأوكراني فلاديمير زيلينسكي.
وصرح المتحدث باسم الرئاسة الروسية دميتري بيسكوف للصحفيين اليوم الخميس بأن موقف موسكو إزاء إمكانية عقد هذه القمة لا يزال ثابتا، موضحا أنه لا يمكن عقد مثل هذا اللقاء إلا بعد صياغة اتفاقية ستتيح وضع حد للأعمال القتالية بين الطرفين.
وقال: “سبق أن أكدنا أن اللقاء على أرفع مستوى يجب أن يسبقه إتمام العمل على صياغة نص الاتفاقية وتنسيقها وتوقيعها من قبل مسؤولين رفيع المستوى، وبعد ذلك فقط يمكن الحديث عن لقاء على أرفع مستوى”. وتابع: “لا أود تحديد أي جدول زمني محدد”
وفي موضوع أخر أوضح بيسكوف، أنّ “البنتاغون يجهل ما يحدث في الكرملين، ولهذا فهو على ضلال”، مضيفاً “للأسف، لا وزارة الخارجية ولا البنتاغون لديهما معلومات حقيقية حول ما يحدث في الكرملين، ولا يعرفون ما يحدث في الكرملين، ولا يفهمون الرئيس بوتين، ولا يفهمون آلية صنع القرار، ولا يفهمون الطريقة التي نعمل بها”. وتابع: “سوء الفهم هذا يؤدي إلى استنتاجات خاطئة ومتهورة لها عواقب وخيمة للغاية”.
ويأتي كلام بيسكوف رداً على تصريحات صادرة عن البيت الأبيض، تقول إنّ الرئيس الروسي “يتعرض لتضليل مستشارين خائفين للغاية من إخباره بمدى سوء الحرب في أوكرانيا”.
كذلك، قال البنتاغون إنّ “بوتين لم يُبلغ أيضاً بالتأثير الكامل للعقوبات على الاقتصاد الروسي، ولم يتم إبلاغه بكل التفاصيل من قبل وزارة دفاعه، خلال غزو أوكرانيا”.
في سياق متصل، قال رئيس الأركان السابق في الجيش البريطاني، نيك كارتر، إنّ “حلف الناتو تعرّض لهزيمة”، لأنّه لم يتمكن من منع روسيا من الدخول إلى أوكرانيا.
وخلال مقابلة مع إذاعة “بي بي سي”، قال كارتر إنّ “حلف شمال الأطلسي بات يحتفظ بخط توسع العام 2004 على طول حدود دول البلطيق وبولندا والمجر ورومانيا، وما عليه فعله هو الدفاع عن هذا الخط، وهذا ما يمكن تسميته عسكرياً بالموقف الدفاعي”.
وفي السياق نفسه، كشفت وكالة “بلومبيرغ”، يوم أمس، عن وثائق تؤكد حدوث انقسام في صفوف دول حلف شمال الأطلسي حول قضايا متعلقة بالملف الروسي الأوكراني.
وبحسب الوكالة، فإنّ الانقسام بين دول “الناتو” يكمن في قضيتين، الأولى هي نوعية الأسلحة التي ينبغي دعم أوكرانيا بها، والأخرى هي الفائدة المرجوة من التواصل والحديث مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
إلى ذلك، أعلن نائب المبعوث الصيني في مجلس الأمن، داي بينغ، أنّ العقوبات المفروضة على روسيا ستؤثر سلباً في البلدان النامية، وستضرب أسواق الغذاء والطاقة العالمية.
وأضاف أنّ العقوبات والحصار الاقتصادي سيؤديان إلى نقص مصطنع في الغذاء وتقلبات في الأسعار، ما سيزيد العبء على الدول النامية، مشيراً إلى أنّ “المزيد من النزاعات لن يحقق فائدة لأحد”.
ودعا نائب المبعوث الصيني الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي والاتحاد الأوروبي إلى الحوار مع روسيا.
كلام المبعوث الصيني جاء عقب إعلان الرئيس الأميركي جو بايدن، خلال اتصال مع عدد من الزعماء الأوروبيين، أنّ بلاده “ستستمر بفرض العقوبات على روسيا، وتوفير الأسلحة للأوكرانيين”.
كما أفادت وزارة الخارجية الصينية بأنّ بكين لا تستبعد إمكانية التحوّل إلى عملة “الروبل” أو “اليوان” في سياق تجارة الطاقة مع روسيا.
وجاء في بيان الوزارة: “لا تستبعد السلطات التحول إلى الروبل أو اليوان في تجارة الطاقة مع روسيا”، مشيراً إلى أنّ الشركات الصينية تعتزم استخدام عملاتها بنشاط أكبر في التجارة مع روسيا “على أساس المساواة والمنفعة المتبادلة، مع مراعاة التغيّرات في وضع السوق”.
وأضافت: “عند إجراء تسويات متبادلة ثنائية، يمكن لكيانات السوق اختيار عملة وفقاً لاحتياجاتها الخاصة… فيمكن أن يساعد استخدام عملتك الوطنية في عملية التجارة المنتظمة والتفاعل الاقتصادي في تجنّب مخاطر العملة وتقليل التكاليف المرتبطة بصرف العملات”.
وفي وقت سابق، نقلت صحيفة “وول ستريت جورنال” عن مصادر قولهم: “السعودية تدرس استخدام اليوان بدلاً من الدولار لدفع مستحقات جزء من النفط الذي تصدّره إلى الصين”.