الحسكة.. مؤتمرات التحدي والمقاومة
عكست مؤتمرات الشعب الحزبية في فرع الحسكة، والتي اختتمت قبل أيام، الوعي الوطني المتجذر لدى الرفاق البعثيين من أبناء الجزيرة السورية. ولعل ما ميزها عن مؤتمرات بقية الفروع أنها كانت بمثابة تحد للاحتلالين الأمريكي والتركي ومرتزقتهما، ولميليشيا “قسد” العميلة، فقد كان الحضور لافتا ومميزا ومعظم الرفاق الذين حضروا هذه المؤتمرات قدموا من المناطق والنواحي والقرى التي دنسها الاحتلالان وأدواتهما، متحدين الحواجز اللاشرعية، فمنهم من جاء مشيا على الأقدام ليجدد انتماءه البعثي، ومنهم من استقل دراجة واتبع طرقاً فيها الكثير من المخاطرة والمصاعب، ومعظم الذين حضروا يعلمون جيدا بأنهم سوف يلاحقون وسوف ينكل بهم من قبل العصابات الإجرامية التي اختطفت العديد من رفاقهم خلال الفترة الماضية، واقتادتهم إلى مناطق مجهولة، لا يعرف مصيرهم إلى الآن، ولا كيف تمت محاكمتهم من قبل هذه الأدوات العميلة، ومنهم لا يزال مختطفا لدى تلك الميليشيات منذ أكثر من عامين.
إنها مؤتمرات التحدي، فالرفاق البعثيون في الحسكة يدركون تماما أن لا خوف ولا مهادنة ولا مساومة ولا خيار سوى الرفض والمقاومة، فثمن المقاومة أهون ألف مره من ثمن الخنوع والذل والانكسار، فقد هددت المليشيات العميلة وتوعدت أعضاء المؤتمرات بالاعتقال والملاحقة وخطف أبنائهم وذويهم، ومصادرة منازلهم وأملاكهم، إلا أن انتماءهم البعثي الخالص والنقي لم يكن إلا ليدفعهم لأداء المهمة الوطنية والبعثية، وليكرسوا هذه المهمة من خلال طروحات مفعة بروح الإصرار والإيمان والعزم على مقاومة الاحتلال وعملائه، وإعلان التمسك بالمقاومة الشعبية التي باتت ثقافة لدى أبناء الجزيرة.. جزيرة النخوة والشهامة والكرامة، فمن خلال هذه الثقافة سوف يهزم المحتل وسوف يطرد شر طردة من كامل مناطق الجزيرة العربية السورية التي كانت، ومازالت، وستبقى، وفيه لوطنها وحزبها وقائدها، الأمين العام للحزب، السيد الرئيس بشار الأسد.
اسماعيل مطر
ismael72 mattar@gmail.com