دراساتصحيفة البعث

البروفسور الفرنسي باتريك غيبيرتي ينتقد موقف بلاده

هيفاء علي 

أدان المرشحون الرئاسيون الغربيون الغزو الروسي، لكنهم صموا آذانهم عن جرائم الحرب التي ارتكبها ويرتكبها النازيون الأوكرانيون، حيث هناك كم من مقاطع الفيديو التي صورها صحفيون شجعان تشهد على ذلك. بالمقابل، سمحت شبكات التواصل الاجتماعي للأوكرانيين بنشر مقاطع فيديو وتعليقات معادية لروسيا. وبحسب البروفسور الفرنسي باتريك غيبيرتي، لا تقدم وسائل الإعلام سوى نصف الحقائق وهي تتحدث عما أسمته “الغزو الروسي”، لكنها لا تتحدث عن وجود النازيين الذي ينكره الغرب. وينتقد البروفسور الفرنسي هذا الغرب الذي يكّن كل هذا الكم من الحقد على روسيا ويريد القضاء عليها. ويشير إلى أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مهتم فقط بالجزء الناطق بالروسية من أوكرانيا، الجزء الذي تعرض لانتهاكات ميليشيا “آزوف”، وأن المفاوضات انطلقت ولكن بايدن يدفع باتجاه الأسوأ.

ويرى البروفسور الفرنسي أن إغلاق الجسر البري في منطقة البحر الأسود الأوراسي سيضيف ضغطاً على طرق التجارة البحرية المزدحمة، اذ تعد روسيا مصدراً للعديد من المعادن الأساسية، حيث تستورد حوالي 25 دولة أفريقية أكثر من ثلث قمحها من روسيا أو أوكرانيا. وكانت ذراع التنمية التابع للأمم المتحدة “الأونكتاد” قد حذرت من أن أفقر الدول تواجه “اضطرابات اجتماعية عميقة، و دوامة هبوط من الإعسار والركود، وتوقف التنمية”. والأسوأ من ذلك أن الغربيين انتهكوا مبادئ نظام “برايتون وودز” بتجميدهم احتياطيات الذهب والعملات الروسية الموجودة في الخارج، وسيتذكر الصينيون وغيرهم هذا الأمر، وسيتوقف الدولار تدريجياً عن كونه العملة الدولية للتجارة.

ويضيف البرفسور: في الماضي ومن خلال استغلال كراهيتهم للروس، تمكن القادة الأوكرانيون من جذب انتباه القادة النازيين، فانضم حوالي 200.000 أوكراني إلى صفوف قوات الأمن الخاصة، وارتكب هؤلاء النازيون الجدد مذبحة “بابي يارا”، إحدى ضواحي كييف، كما قاتل “المتعاونون” الأوكرانيون في فرنسا، وظلت قوات الأمن الخاصة الأوكرانية التابعة للفرقة “الجاليكية” موالية للرايخ حتى النهاية. في نهاية الحرب، حارب نازيون أوكران سابقون السوفييت حتى عام 1955، ولم تتم محاكمة رجال قوات الأمن الخاصة الأوكرانية الذين استسلموا للقوات البريطانية والأمريكية في “نورمبرغ”، حيث بدأت الحرب الباردة.

ومن وجهة نظر البرفوسور الفرنسي، فإن تأثير مثل هذه الأحزاب مهم أكثر بكثير مما يخرج من صندوق الاقتراع، وبعض القادة الأمريكيين والأوروبيين والصحافة الغربية يتحملون المسؤولية الكاملة، لأن أوهام الرخاء والسعادة لم تتوقف أبداً عن التعلق بالسكان الأوكرانيين الذين كانوا ضحية لسنوات من البؤس الاجتماعي، والذين يتطلعون بشكل مشروع إلى الحياة الطبيعية. وما من أحد يعلم ما ستكون عليه عواقب الكراهية المعادية للأجانب التي تم إطلاقها مع تواطؤ أوروبا الغربية ووسائل إعلامها ضد هذا الجزء من أوروبا الذي هو روسيا. ولكن على العكس من ذلك، كل هذا الحقد وهذه العقوبات على روسيا عززت من قوة روسيا وقوة بوتين، ورد فعل الغرب على العملية الخاصة في أوكرانيا هو في النهاية، في نسخته الفرنسية، عَرَض مريع إلى حد ما للسلطة الحاكمة في فرنسا.

ويختم: إن هذيان المحارب الغاضب الذي سيطر على النخب الفرنسية، إلى جانب الغرب الذي لا يمكن إصلاحه، يمنعهم من الوصول إلى الواقع والقيام بتحليل يسمح لهم بتجريد أنفسهم من التحيزات التي تعطي الواقع. وهذا يعني أن تأخذ رغباتك على أنها حقائق، بحسب البروفسور.