في ظاهرة غير مسبوقة.. حكام كرة القدم يعتذرون واللجنة المؤقتة تهدد
ناصر النجار
الدوري الكروي الممتاز هذا الأسبوع تعرّض لمطبات عديدة، سواء بفرقه أو كوادره أو حكامه، والمشكلة الكبرى التي واجهت اللجنة المؤقتة تمثّلت بالحكام الذين أبلغ العديد منهم لجنة الحكام العليا اعتذارهم عن متابعة المباريات وتحكيمها لأسباب عديدة، ولم تتحدد مدة الاعتذار، فهل هي لمرحلة واحدة أو لعدة مراحل؟
السبب المعلن هو استدعاء طاقم حكام دولي من الأردن لقيادة مباراة قمة الدوري الممتاز بين الوثبة وتشرين، رغم أن حكامنا المحليين سبق وقادوا مثل هذه المباريات بأهميتها وحساسيتها وإثارتها، ونجحوا بذلك، واللجوء إلى حكام من خارج سورية هو إهانة للتحكيم السوري بكل أركانه ورموزه.
أما السبب غير المعلن فهو تعرّض بعض الحكام للضغط ومحاولات التأثير، خاصة من الفرق التي تعيش أجواء المنافسة الصعبة وتأثيرها السلبي، سواء في المقدمة أو في المؤخرة.
ومن الأسباب المعلنة أيضاً الهجوم المباشر على التحكيم من بعض كوادر اللعبة، ومن المراقبين، ومن جمهور الأندية، والاعتداء على الحكام بالشتم والسب والضرب أحياناً دون أن يجد الحكام الحماية الكاملة، أو من يدافع عنهم في أروقة الاتحاد الرياضي العام، مع افتقادهم لكل متطلبات التطوير والنجاح من تجهيزات ومستلزمات، إضافة لتواضع أجور المباريات وعدم بلوغها الحد الأدنى المطلوب، وللأسف فالحكام هم الحلقة الأضعف في كرة القدم بشكل عام، وفي الدوري، وجميع النشاطات الأخرى بشكل خاص.
الغريب في الموضوع أن رئيس اللجنة المؤقتة لاتحاد كرة القدم تعامل مع هذا الموضوع بغرابة عندما قال: “سيسير الدوري ولو بحكام من الدرجة الثانية”، وهذا الكلام خطير وله مدلولاته السلبية التي لا تصب بمصلحة الأسرة الكروية، فمن غير اللائق إن أعرب الحكام عن احتجاجهم بالكلام أن نواجههم بالتهديد، ومن المفترض أن تكون هناك جلسة نقاش ومتابعة وسماع للرأي الآخر من أجل الوصول إلى حل لأية مشكلة، ومن المفترض أيضاً أن تجتمع اللجنة المؤقتة مع لجنة الحكام لتدارس المشكلة، ومحاولة حلها، وإيجاد الحلول لكل المشكلات التي تعترض الحكام، سواء كانت المشكلات فنية أو مالية أو تقنية.
من الطبيعي أن تحدث بعض الهفوات وبعض المشاكل بين الجهات الرياضية وبين كوادرها، وهذا الأمر يتطلب الحكمة في التصرف، وأهم شيء في هذه الحكمة تجنب رد الفعل المباشر لأنه سيكون خاطئاً بكل تأكيد، الحكام يخطئون ويصيبون، وعندما نشير إلى الخطأ فهو من باب النقد البنّاء الإيجابي ليتم تصحيحه، وتطوير الأداء لأن الجميع يبحث عن مباريات أكثر نظافة بأقل الأخطاء.