في الذكرى الخامسة والسبعين لتأسيس “البعث” .. النضال ما زال مستمراً
المحرر السياسي
يحتفل حزب البعث العربي الاشتراكي اليوم بالذكرى الخامسة والسبعين لتأسيسه وسط أحداث وتحديات كبيرة في المنطقة والعالم تنحو باتجاه إعادة تشكيل نظام عالمي ينهي التفرد الأحادي الأمريكي بالعالم، ما يعني أن الاحتفال بهذه المناسبة الماسية يفرض على الحزب المزيد من التحديات والمسؤوليات في الحفاظ على دوره الطليعي والوطني والقومي، وعلى المكتسبات التي تحققت طوال العقود الماضية ولغاية اليوم، وتالياً تطوير العمل ومرتكزاته بما يتواءم مع الواقع الجديد، فالحزب بطبيعته الطليعية المتجددة وتجربته النضالية الكبيرة ومرونته في تحمل المسؤوليات، ولاسيما في القضايا الكبرى، قادر على تجدي المسار بما يضمن لسورية الصمود والمقاومة الاستمرار في موقعها الرائد في المنطقة والعالم.
لقد شكلت ولادة حزب البعث نقطة تحول كبيرة في مسار سورية والوطن العربي، ولاسيما في مواجهة التحديات والمشاريع الإمبريالية والغربية التي تستهدف سورية، الدولة والموقع والحضور القومي، لذا كان واضحاً شراسة المشاريع التي تريد النيل من سورية وبعثها، ولا أدل على ذلك سوى العشرية السوداء التي تعرضت لها تحت ما يسمى بـ “الربيع العربي”، حيث كان واضحاً مدى الاستهداف لـ “البعث” وبنائه المتجذّر في المجتمع من خلال ضرب كل المفاهيم والقضايا التي تربط الفرد بوطنه، الأمر الذي رآه وعاينه البعثيون بأم العين على الأرض خلال مواجهتهم العصابات التكفيرية ومشغليها، فكانت ردة الفعل كبيرة من الحزب وكوادره في التصدي لهذه الهجمة البربرية والقضاء عليها، انطلاقاً من الحفاظ على الدور الريادي والقومي لسورية.
إن ما تشهده الساحة الدولية من متغيرات، ولاسيما في ظل العملية الروسية الخاصة في أوكرانيا لحماية الدونباس والقضاء على النازية الجديدة، وما يجري خلالها من مواجهة علنية يرمى من خلالها الغرب الأطلسي إلى الإبقاء على تفرده بقيادة العالم وتقسيمه وفق مصالحه ومشاريعه، يؤكد أن التحديات كبيرة وأن المشاريع مستمرة لفرض الهيمنة، وأن الانتصار في جولة لا يعني أن الحرب انتهت، بل هي صراع مستمر حتى تحقيق الانتصار النهائي، وهذا ما أكده الرفيق الأمين العام للحزب، السيد الرئيس بشار الأسد، حين قال إن “ما يحصل اليوم هو تصحيح للتاريخ وإعادة للتوازن إلى العالم الذي فقده بعد تفكك الاتحاد السوفيتي، وأن الهيستريا الغربية تأتي من أجل إبقاء التاريخ في المكان الخاطئ لصالح الفوضى التي لا يسعى إليها إلا الخارجون عن القانون”.
ومن هنا، فإن حزب البعث وكوادره اليوم، وهي تحيي ذكرى الولادة، أمام مسؤولية تاريخية في حشد جهود جميع القوى الوطنية والتقدمية، وإعادة تأصيل مشروع الحزب الوطني والقومي على أسس سليمة تنظيمية وفكرية تراعي مستجدات المرحلة، وتلبي تطلعات شعبنا وأمتنا في الحرية والكرامة والاستقلال والانتصار للحقوق وللقضايا الإنسانية..
إن الذكرى الخامسة والسبعين لتأسيس حزب البعث العربي الاشتراكي تمثّل بالنسبة للبعثيين، ولكل الشرفاء على امتداد الساحة العربية، مناسبة قومية ووطنية تعطيهم المزيد من القوة والثقة بالنفس، وبالنصر والنجاح في تحقيق الأهداف التي آمنوا بها جميعاً ونذروا أنفسهم لتحقيقها.