في ذكرى تأسيس الحزب الماسية .. دار البعث تنظم ندوة سياسية
دمشق – بشار محي الدين المحمد
بمناسبة الذكرى الماسية لتأسيس حزب البعث العربي الاشتراكي، وبدعوة من “اللجنة الشعبية السورية لدعم الشعب الفلسطيني ومقاومة المشروع الصهيوني”، و”مؤسسة القدس الدولية – سورية”، و”تحالف القوى والفصائل الوطنية الفلسطينية”، أقيمت اليوم على مدرج دار البعث ندوة تحت عنوان “البعث ومواجهة المتغيرات السياسية في المنطقة”و”البعث والقضية الفلسطينية”، تناولت حزب البعث كظاهرة فريدة بين أحزاب العالم العربي بفعل صموده وقوته العقائدية، وقدرته على تأكد حيويته ومرونته باختلاف المراحل والظروف وفي مواجهةالمشاريع المناهضة له بصفته أبرز حركات التحرر العربية.
وبين الرفيق د. مهدي دخل الله، عضو القيادة المركزية للحزب، رئيس مكتب الإعداد والثقافة والإعلام، أن الحزب استطاع الصمود مدة 75 عام كظاهرة فريدة، رغم اندثار أو ضعف الأحزاب العربية التي نشأت في حقبة الأربعينيات والتي تراجع دورها بشكل ملحوظ، مؤكداً أن هذه الظاهرة تستدعي البحث من قبل المختصين وليس النظر إليها من جانب العاطفة.
وأشار الرفيق دخل الله أن حركة الشارع العربي كانت تضم تيارات أربعة: الأول ماركسي يدعمه مادياً ومعنوياً الفكر الماركسي والحركة الاشتراكية العالمية، والثاني تيار “الإخوان المسلمين” الذي كان يستمد دعمه من استغلال الجانب الديني، والثالث “القوميون السوريون” الذي حاز على استعطاف الغرب نتيجة مناهضته للفكر الاشتراكي، وأخيراً كان هناك تيار يتألف من مجموعة من الطلاب والأساتذة والمثقفين الذين يعيشون دون أي دعم، ورغم ذلك حققوا الشعبية، ووصلوا إلى السلطة في سورية والعراق. ورأى دخل الله أن السر في ذلك يكمن في أن البعث لا يملك نصاً مقدساً أو جامداً، ويتعامل مع كل مرحلة وفق متطلباتها، وهناك فقط مبادئ عامة ثابتة لديه ولدى كل مواطن عربي، وقد انتقده البعض مدعياً أنه أصبح حزباً مترهلاً وأفكاره قديمة لكن هذه الانتقادات ضعيفة يدحضها الواقع، فكيف يكون الحزب ضعيفاً في بلد منتصر؟ وهل يعقل أن ينتصر المحكوم دون أن ينتصر الحاكم؟ أما ميدانياً فقد حققت مؤتمرات الشعب الحزبية، أو المناسبات الوطنية، كالاستفتاء على منصب رئيس الجمهورية في المناطق المحررة من رجس الإرهاب في شمال وشرق سورية، حضوراً شبه كامل من قبل الرفاق الأعضاء، رغم صعوبة المواصلات والدمار الشديد وتسلط حواجز “قسد” وغيرها على الطرق، فهل يعقل أن هذا العدد الهائل من الحضور يطمح لمناصب أو مكاسب معينة؟
وقال الرفيق دخل الله إن معظم حركات التحرر الفلسطينية ومنذ نشأتها كانت بقيادة سورية، فعز الدين القسام أول من نقل تجربة الكفاح المسلح إلى فلسطين، وهو ابن الساحل السوري، وحزب البعث أصدر قراراً بتسمية نفسه بحزب فلسطين”.
من جهته، تحدث الرفيق أبو حازم الأمين العام لحركة فتح الانتفاضة عن دور الحزب في دعم القضية الفلسطينية، وأكد أن الفلسطينيين ينظرون لسورية والحزب كجهة واحدة، بسبب وقوفهم إلى جانب القضية الفلسطينية منذ سايكس بيكو وحتى هذه اللحظة، لأن فلسطين كيان أخرج من جسم سورية الطبيعية، وشكل ما يجري في فلسطين الهم الأول للحزب، ونشأت حركة فتح الانتفاضة في سورية وتحت قيادة الحزب، كما تم تأسيس الجيش العربي السوري من قبل البعث وتسليحه بأحدث المعدات والعتاد ليكون في مواجهة العدو الصهيوني، وقد دافع هذا الجيش عن الفلسطينيين في أحداث أيلول الأسود في الأردن، وخلال الاجتياح الإسرائيلي للبنان والذي كان يستهدف تصفية قوى المقاومة الفلسطينية هناك، حيث قدم 14 ألف شهيدا.
بدوره الرفيق نايف القانص عضو المجلس القومي، سفير اليمن السابق في دمشق، بين أن معظم الأحزاب العربية تلاشت بعد ما يسمى بـ “الربيع العربي”، باستثناء حزب البعث الذي أثبت أنه نشأ من الجماهير، واستطاع الصمود والدفاع عن سورية ومبادئها الوطنية، مثبتاً عراقة تجربته النضالية ونجاحه في تخطي كافة الأزمات وأشدها.
وثمن القانص مواقف السيد الرئيس بشار الأسد في مواجهة مشاريع الغدر والعداء للأمة العربية، وإصراره على عدم تحميل العروبة أخطاء بعض أبنائها في كافة الدول، مميزاً بين الثابت والمتغير مهما كانت الأخطاء لا تغتفر.
وتابع: لقد نشأ حزب البعث في اليمن من خلال بعثة طلابية كانت في سورية عام 1947، ونشرت فكر البعث عند عودتها إلى اليمن، وتمدد من صنعاء إلى معظم المحافظات.
وأوضح الدكتور خلف المفتاح، مدير عام مؤسسة القدس، في مداخلة له أن حزب البعث هو خلاصة مشروع النهضة العربية، ونشأ بجهود النخب الفكرية من كل الدول والجامعات والمؤسسات الفكرية العربية، وقدم دستوراً وأفكاراً تصلح كعنوان لكل مرحلة، كما اتصفت مقارباته بالمرونة في مبادئه الأساسية، حيث قدم الرئيس الأسد في المؤتمر القطري العاشر للحزب رؤى جديدة لأهداف الحزب في الوحدة والحرية والاشتراكية. وقال المفتاح: ما يميز البعث أنه حزب قومي جاء بالسلطة وليس حزبا مصنوعا جاءت به السلطة.