موسكو: مئات المرتزقة الأجانب قدموا إلى أوكرانيا من 47 دولة
البعث- وكالات:
أعلنت لجنة التحقيق الروسية اليوم أنها تمتلك قائمة بأسماء حوالي 600 من المرتزقة الأجانب الذين وصلوا إلى أوكرانيا من 47 دولة.
ونقلت وكالة تاس عن اللجنة قولها في بيان في أعقاب اجتماع ترأسه رئيس اللجنة ألكسندر باستريكين اليوم إن الأخير استمع إلى تقرير بشأن التحقيق في وقائع مشاركة المرتزقة الأجانب في النزاع بأوكرانيا.. وحتى الآن بحوزة المحققين قائمة تضم أسماء ما يقرب من 600 شخص وصلوا إلى أراضي أوكرانيا من 47 دولة. وأضافت اللجنة أن العمل جار الآن لتحديد أماكن وجودهم وملابسات مشاركتهم في النزاع.
وفي السياق نفسه وجهت لجنة التحقيق الروسية اتهامات غيابية لأربعة قادة عسكريين أوكرانيين بقصف المدنيين في دونباس وجاء في بيان اللجنة لدينا معلومات عن 59 وحدة عسكرية والجهات التي تنتمي اليها وأماكن تمركزها وتم تحديد أربعة قادة جدد للقوات المسلحة الأوكرانية متورطين في قصف المدنيين في أعوام 2018 و2020و2021 وتم توجيه اتهامات غيابية ضدهم.
كما اشارت اللجنة إلى امتلاكها معلومات تؤكد تورط سيرغي فيليتشكو وقسطنطين نيميشيف القياديين في كتائب القوميين المتطرفين آزوف في التعدي على حياة ثمانية جنود روس على الأقل من خلال إلحاق أضرار جسدية متعددة بهم بما في ذلك استخدام الأسلحة النارية في أراضي مقاطعة خاركوف شمال شرق أوكرانيا.
وأضاف البيان أنه تم اتهام فيليشكو ونيميشيف غيابيا بارتكاب جريمة التعدي على حياة العسكريين ويجري اتخاذ خطوات للبحث عنهم والقبض عليهم.
وذكرت لجنة التحقيق أنه تم أيضاً خلال الاجتماع مناقشة تفاصيل التحقيقات في الجرائم التي ارتكبت ضد سكان ماريوبول والتي تتضمن احتجاز رهائن وتعذيب المدنيين وقصف الممرات الإنسانية واستخدام مدنيين كدروع بشرية.
في الأثناء، أعلنت وزارة الدفاع الروسية أن قواتها واصلت استهداف منشآت البنية التحتية العسكرية الأوكرانية في إطار العملية الخاصة لحماية سكان دونباس.
وأفاد المتحدث باسم الوزارة اللواء ايغور كوناشينكوف في إحاطة إعلامية اليوم بأن الطيران العملياتي التكتيكي التابع للقوى الجوفضائية الروسية دمر الليلة الماضية 29 منشأة حربية اوكرانية بينها مركزان للقيادة ومحطة رادارية للاكتشاف والتصويب تابعة لمنظومة صاروخية مضادة للجو من طراز “اس 300” في منطقة كوراخوفا و7 بطاريات للمدفعية ومستودع للأسلحة والذخائر الصاروخية والمدفعية و10 مواقع محصنة ومواقع لحشد المعدات القتالية الأوكرانية.
وأشار كوناشينكوف إلى أنه تم أيضاً ومن خلال صواريخ عالية الدقة أطلقت من الجو والبحر تدمير 4 مخازن للوقود ومواد التشحيم في بلدات نيكولايف وزاباروجيا وخاركوف وتشوغوييف كان يجري منها تزويد القوات الأوكرانية بالوقود في ضواحي خاركوف ونيكولايف وفي دونباس.
ولفت إلى أن وسائط الدفاع الجوي الروسية أسقطت في الجو 5 مسيرات في بلدات نوفوسيلوفكا فتارايا وتشيرنوفايا ونوفوغرادوفكا وايلوفايسك وخارتيسيسك مشيراً إلى أن وحدات جمهورية دونيتسك الشعبية واصلت هجومها وطهرت بالكامل بلدة سلادكويه من النازيين.
في سياق متصل أعلن المتحدث باسم قوات جمهورية دونيتسك الشعبية إدوارد باسورين انتهاء المعارك الرئيسة وسط مدينة ماريوبول وبدء دخول الميناء.
وقال باسورين لوكالة نوفوستي الروسية: “المعارك الرئيسة وسط مدينة ماريوبل انتهت وانتقلت إلى ميناء المدينة وإلى المناطق التابعة لمصنع الحديد والصلب (آزوف ستال).
وأكد العديد من سكان المدينة الذين لم يستطيعوا الخروج حتى الآن أن الجنود الروس يتصرفون معهم بمنتهى الإنسانية وينظمون إمدادات المساعدات الإنسانية لهم.
في سياق متصل، كشفت شبكة إن بي سي الإخبارية الأمريكية أن مسؤولين أمريكيين نفوا معلومات استخباراتية مسربة غير دقيقة ولا تستند إلى أدلة موثوقة عن استعداد روسيا لاستخدام أسلحة كيميائية في أوكرانيا مشيرين إلى أن ما تتداوله وسائل الإعلام الغربية يندرج في إطار حرب المعلومات ضد موسكو.
وأشارت الشبكة في تقرير لها إلى أن مسؤولي الاستخبارات الأمريكية قاموا بتسريب معلومات غير مؤكدة وغير موثوقة حول الأزمة في أوكرانيا والعملية العسكرية الروسية الخاصة فيها وروجوا لمزاعم تندرج ضمن خطة كسب حرب المعلومات كما أنهم تفاخروا بنشرهم هذه المعلومات الخاطئة.
وأوضحت الشبكة أن وسائل الإعلام الأمريكية والرئيس الأمريكي جو بايدن شاركوا في حملات التضليل هذه بعد نشرهم معلومات استخباراتية مزعومة تحذر من استعداد روسيا لاستخدام أسلحة كيميائية في أوكرانيا .
وذكر تقرير الشبكة أن مسؤولين أمريكيين رفضوا الكشف عن هويتهم أقروا أنه لا يوجد دليل على أن روسيا تستعد لاستخدام أي أسلحة كيميائية أو أنها جلبت مثل هذه الأسلحة إلى حدود أوكرانيا .
وأشار التقرير إلى أن المعلومات الأخيرة واحدة من سلسلة أمثلة استخدمت فيها إدارة بايدن معلومات استخبارية رفعت عنها السرية كجزء من حرب المعلومات ضد روسيا.
وقال المسؤولون الأمريكيون الذين نقلت شبكة ان بي سي كلامهم “إن إدارة بايدن استخدمت مثل هذه المعلومات رغم كونها غير موثوقة لإبقاء الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في وضع غير متوازن”.
وذكرت الشبكة أن إدارة بايدن بدأت بالإفراج عن كم هائل من المعلومات الاستخبارية حول ما زعمت أنه خطط ونوايا بوتين حتى قبل بدء أزمة أوكرانيا فيما لفت مسؤول حكومي غربي مطلع على الاستراتيجية إلى أن الفكرة هي استباق وتعطيل لتكتيكات الكرملين وتعقيد لحملته العسكرية ومنع روسيا من تحديد كيف ينظر العالم إلى الحرب.
وأكد الكثير من المسؤولين الأمريكيين أن الولايات المتحدة استخدمت المعلومات كسلاح حتى عندما لم تكن الثقة في دقة المعلومات عالية حيث أنه وفي بعض الأحيان استخدمت معلومات استخباراتية منخفضة الثقة من أجل تحقيق التأثير الرادع كما هو الحال مع الأسلحة الكيميائية.
في السياق ذاته، صدق مجلس الشيوخ الأمريكي على مشروع قانون يقضي بإحياء برنامج قديم يعود لأيام الحرب العالمية الثانية بهدف تكثيف المساعدات العسكرية التي تقدمها الولايات المتحدة للنظام في أوكرانيا.
وذكرت صحيفة بوليتيكو الأمريكية أن مجلس الشيوخ صوت بالإجماع الليلة الماضية لمصلحة تبني قانون جرى استخدامه ابان الحرب العالمية الثانية تحت مسمى “الإعارة والاستئجار” وهو يلغي مؤقتاً بعض القيود المفروضة على صلاحيات الرئيس الأمريكي جو بايدن فيما يخص إعارة أو تأجير أسلحة ومعدات عسكرية إذا كانت مخصصة لسلطات كييف.
كما يقضي مشروع القانون بتسريع تسليم معدات عسكرية وإمدادات مهمة أخرى إلى أوكرانيا من خلال تسهيل الإجراءات البيروقراطية ويسمح أيضاً بتصدير هذه المعدات إلى كييف مجانا ًمع سداد ثمنها في المستقبل.
ويشمل برنامج “الإعارة والاستئجار” بنسخته الحديثة إمداد الولايات المتحدة كييف بقدرات ووسائل سيبرانية ويقترح اعتبار أي عمليات سيبرانية روسية مزعومة تستهدف منشآت بنى تحتية رئيسية في أوكرانيا “هجوماً مسلحاً”.
وستتم إحالة مشروع القانون إلى مجلس النواب ومن ثم إلى بايدن بعد التصديق عليه كي يدخل حيز التنفيذ.
وكانت وزارة الدفاع الأمريكية أعلنت قبل أيام أن حزمة مساعدات عسكرية أمريكية جديدة بقيمة 800 مليون دولار بدأت تصل إلى أوكرانيا.
كما، كشفت صحيفة التايمز البريطانية عن خطط جديدة لإرسال بريطانيا مزيداً من الأسلحة الفتاكة إلى أوكرانيا بما فيها عربات مدرعة وإمدادات إضافية لأنظمة الصواريخ المحمولة المضادة للطائرات والدبابات.
ونقلت الصحيفة عن مصادر حكومية بريطانية لم تكشف هويتها قولها إن لندن “قد ترسل عدداً من عربات “ماستيف” أو عربات من نوع “جاكال” لدعم السلطات في كييف ” مبينة أنه من ضمن الخطط الجديدة أيضا إرسال عسكريين إلى إحدى الدول المجاورة لأوكرانيا بهدف تدريب العسكريين الأوكرانيين على استخدام المعدات والأسلحة البريطانية.
وأكدت المصادر ذاتها أن بريطانيا ستواصل زيادة إمدادات الأسلحة الفتاكة إلى أوكرانيا لاعتقادها ان الأسابيع الثلاثة المقبلة ستكون “حاسمة” حسب وصفها من ناحية تحديد نتائج العمليات القتالية في البلاد.
وكشفت وكالة بلومبيرغ الأمريكية أمس أن الولايات المتحدة مستمرة في إرسال الأسلحة إلى أوكرانيا بما في ذلك دفعة جديدة تشمل معدات عسكرية وطائرات دون طيار من طراز “سويتش بليد 600” المسلحة برؤوس حربية لخرق الدبابات.