احذروا الحرب الأمريكية بالوكالة في آسيا
هناء شروف
لا تكتفي الولايات المتحدة بالتحريض على الأزمة في أوكرانيا والاستمرار في صبّ الزيت على نيران الصراع هناك، بل هي عازمة أيضاً على تأجيج التوترات في منطقة آسيا والمحيط الهادئ.
يجب أن تكون تصريحات الأدميرال صمويل بابارو، قائد أسطول البحرية الأمريكية في المحيط الهادئ قبل أيام، بمثابة ناقوس الخطر، لأنها تشير إلى أن الولايات المتحدة تحاول الربط بين الأزمة في أوكرانيا، ومسألة تايوان في محاولة لقيادة العالم إلى مستنقع مماثل في منطقة آسيا والمحيط الهادئ.
قال بابارو خلال مناقشة طاولة مستديرة مع المراسلين المقيمين في واشنطن من دول المحيطين الهندي والهادئ إن “الصين تراقب بلا شك ما حدث في أوكرانيا وتدوّن الملاحظات وتتعلّم منها، وتجري تعديلات على خططها لتوحيد الجزيرة بقوة مع البر الرئيسي”. لم يصوّر بابارو الصين كقوة عدوانية فحسب، بل سلّط الضوء أيضاً على محاولة واشنطن تشكيل تحالف ضد الصين في المنطقة. ولهذه الغاية لم تنفث واشنطن حياة جديدة في الحوار الأمني الرباعي فحسب، بل شكّلت أيضاً تحالفاً عسكرياً ثلاثياً جديداً للمنطقة مع المملكة المتحدة وأستراليا.
وفي خطوة من شأنها تأجيج سباق التسلح في منطقة آسيا والمحيط الهادئ وزيادة احتمال المواجهة العسكرية، أعلنت “أكوس” التي تُعرف بالمجموعة الثلاثية أنها تسعى لتطوير صواريخ تفوق سرعة الصوت.
في المقابل، قالت الصين إن أزمة أوكرانيا ومسألة تايوان مختلفتان في طبيعتهما، لأن أوكرانيا دولة مستقلة وذات سيادة، في حين أن تايوان جزء لا يتجزأ من الصين. كما أوضحت أنها تسعى إلى إعادة التوحيد السلمي، لكنها ستلجأ إلى القوة إذا تجاوز الانفصاليون في الجزيرة خطها الأحمر.
إن أولئك الذين يؤجّجون التوترات عبر المضيق من خلال إقامة صلة بين الأزمة الأوكرانية ومسألة تايوان يفعلون ذلك في محاولة لتصوير الصين كقوة قسرية في المنطقة، بينما يسعون في الوقت نفسه لإبقاء بكين في حالة التأهب القصوى، لأن الاستفزازات المستمرة بشأن مسألة تايوان لم تؤدِ فقط إلى تصعيد التوترات في مضيق تايوان، بل عزّزت عزم البر الرئيسي الصيني على تحقيق إعادة التوحيد الوطني.
تؤدي المناورات الإستراتيجية الأمريكية على أطراف الصين إلى تدهور البيئة الأمنية للصين، مما يدفع البلاد إلى اتخاذ إجراءات مضادة واستباقية. لذلك يبدو أن ما تفعله الولايات المتحدة وحلفاؤها يهدف إلى تحويل مضيق تايوان إلى ساحة معركة لحرب بالوكالة، مثل تلك التي حدثت في أوكرانيا. لذلك يجب على دول منطقة آسيا والمحيط الهادئ أن تحذر من الانغماس في ألعابها، لأنه يوجد في المنطقة ندوب كثيرة ستظهر ما يحدث عندما تقرّر واشنطن التدخل في شؤونها.