دراساتصحيفة البعث

العجوز جو اختار الحرب!

هيفاء علي

ركز الصحفي الكندي أوسكار فورتن خلال مقاله المنشور على موقع “ريزو انترناسيونال” على الإنذار الذي وجّهه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى جو بايدن في 16 شباط 2022، ومدته 7 أيام، يطلب منه إرسال وثيقة رسمية له، يؤكد فيها أن الأنشطة العسكرية لحلف شمال الأطلسي وأوكرانيا لن تعرّض أمن الشعب الروسي للخطر، وفي حال عدم تلقي هذه الوثيقة الرسمية، فستتخذ روسيا إجراءات على الفور.

هذا الطلب المتعلّق بأمن الشعب الروسي كان قيد المناقشة لعدة أشهر، إلا أن الجانب الغربي ماطل بالردّ، وبإرسال هذه الوثيقة الرسمية التي طالبت بها روسيا الحفاظ على أمن الشعب الروسي، وسرعان ما أدرك بوتين أن شركاءه الغربيين كانوا يكسبون الوقت في خطتهم لغزو روسيا. وبالتالي، هذا القرار الذي اتخذه جو بايدن بعدم تقديم مثل هذا الضمان الأمني ​​لروسيا يجعله هو صاحب هذه الحرب بين روسيا وأوكرانيا.

ويضيف الصحفي الكندي، في 23 شباط 2022، أوضح الرئيس بوتين الأهداف الرئيسية لهذا التدخل، معلناً أن روسيا لا تريد احتلال أوكرانيا، بل تطهير كل ما من شأنه أن يكون أو يصبح تهديداً لأمن روسيا. وكان على حق بعد اكتشاف وتدمير معامل تصنيع الأسلحة الكيماوية والبيولوجية، والتي تكفي لقتل شعوب بأكملها، ومؤلفو هذا المشروع معروفون للجميع، وهم جو بايدن وابنه. في هذه الأثناء، استهدف الغرب بوسائل إعلامه الرئيس بوتين لتشويه صورته من خلال بث مقاطع فيديو مفبركة لا تُعدّ ولا تُحصى، وتحاول إظهار الجنود الروس يسيئون المعاملة، بالإضافة إلى مقاطع فيديو تظهر حالات وفاة تُنسب إلى جنود روس، ولكن سرعان ما عاد القتلى إلى الحياة بعد أن التقطت الكاميرات أكثر الصور “تأثيراً”، بحيث تكفي لإثارة غضب العالم بأسره ضد بوتين وجنوده!.

بالتأكيد، هدف بوتين الوحيد هو ضمان سلامة شعبه، وهو ما ينبغي أن يكون عليه الحال بالنسبة لجميع رؤساء الحكومات. لكن العجوز جو اختار الحرب، لذلك لن يكون الشعب الأوكراني سوى وقود للمدافع، بينما يحرص أسياد العالم على عدم التعرض للبلل في مثل هذه الظروف، وبالتالي، إذا كان على وسائل الإعلام الغربية تشويه سمعة بوتين لأنه حريص على ضمان سلامة شعبه وسلامة سكان دونباس الذين كانوا هدفاً لهجمات حكومة كييف لمدة 8 سنوات، فيجب أن تنتقل إلى فضح صورة الشخص الذي اختار الحرب على التفاوض على تسوية سلمية.. وبالنسبة لجو بايدن وجوقته، فإن كل ما يعنيه هو تدمير روسيا.