خبير: روسيا وحلفاؤها سيرسمون الخارطة اقتصادية للعالم
دمشق- بشار محي الدين المحمد
كثير ما يحضرنا السؤال عن سبب عدم تأثر روسيا بحزم العقوبات الضخمة والشبه يومية التي فرضت قبل وأثناء العملية العسكرية الخاصة في أكرانيا والتي على العكس ظهرت آثارها على الغرب وأمريكا وكل الاقتصاد العالمي باستثناء روسيا
المحلل الاقتصادي وعضو مجلس إدارة جمعية حماية المستهلك بدمشق وريفها عامر ديب بين أن أي بلد يقف في وجه الهيمنة الغربية أو الهيمنة الأمريكية من عقوبات تصيب اقتصاده مسببة له الركود والشلل تمهيداً لإنهياره اقتصادياً للوصول إلى إخضاع الدول لإرادتها لتصبح تابعة لها سياسياً، وعلى الرغم من اختلاف أثر العقوبات حسب ظروف وخصائص كل بلد، إلا أن البلدان مادمت تقاوم فستنتصر لطالما اتبعت تكتيكات وإستراتيجيات اقتصادية كما الاستراتيجيات المتبعة في المعارك العسكرية.
ويرى ديب أن روسيا انتصرت من خلال توجيه ضربة للدولار واليورو، فهناك نقطة غفل عنها الكثيرون، بل ولم يفهموها وهي العقوبات المفروضة من مطاعم كماك دونالدز وكنتاكي، وماركات عالمية شهيرة وشركات عطور وسيارات حيث استخدم الغرب التسويق الاقتصادي كنوع من أنواع الحرب النفسية الاقتصادية كما فُرضت عقوبات شاملة على كافة القطاعات ورؤوس الأموال وتسببت فعلاً بإحداث شلل تام تمهيداً لإحداث الانهيار الاقتصادي وارتفع سعر صرف الدولار مقابل إلى١٥٠ روبل.
لكن بالمقابل روسيا ولم تستلم أو تقف عاجزة عن مواجهة العقوبات، ولم تستنسخ تجربة أي دولة بل صنعت تجربتها وأدواتها الخاصة من خلال مؤسساتها، وليس الأفراد، واليوم نقف على عتبة ال٧٣ روبل لكل دولار خلال أقل من شهر وهو سعر أفضل من سعر الروبل فيما قبل الأزمة الأكرانية، وهذا بذاته يعتبر انتصاراً عجزت عنه أعظم الدول بما فيها أمريكا.
ووفقاً لديب تتلخص الإجراءات الروسية في تسعير عقود النفط بالروبل وبعد عدم تصديق هذه الخطوة من قبل كثير من الدول سارعت المجر لإبداء استعدادها لدفع عقودها بالروبل، وهنا أصبحت قاعدة العرض والطلب صحيحة، ثم تبعها إعلان الصين والهند لقبول التبادل بالروبل والروبيه، كما أن الروبل موجود كعملة عالمية للتداول على منصات البورصات العالمية وهذا يعطي مرونة للروس في اعتماد الروبل كوسيلة مدفوعات لسلعه التي توسعت لتشمل القمح وتمتد لباقي السلع الأخرى، وعمل البورصات ليس محدداً بالتعامل بالدولار بل يمكن استخدام أية عملة ضمن سلة العملات العالمية والمسموحة للتداول لجميع المستثمرين، أما الضربة الأقوى تكمن في أن روسيا سعرت الذهب ب٥٠٠٠ روبل لكل أونصة فأصبح ادخار الروبل والذهب سواء، وبشكل يدعم الاقتصاد والعملة، ولا توجد لديهم جمعية أو جهة خاصة تسعر الذهب على هواها، كما تم منح قروض تشغيلية بالروبل بعد استعادة الروبل قوته وقيمته الشرائية الأمر الذي يشجع دوران عجلة الاستثمار، إضافة لتخفيض نسبة الفائدة الذي جاء بنتائج كبيرة وإيجابية على العملة الروسية، فتخفيض الفائدة قوة ورفعها ضعف لأن رفع الفائدة استدانة وتضخم وضرر مستقبلي.
وتابع ديب إن الروس حققاو نصراً اقتصاديا ضد اقتصاد أمريكا وأوروبا الوهميين، واثبتوا للعالم أن الخارطة الاقتصادية الجديدة سيرسمها الروس وحلفائهم.