مع الوعود الخلبية.. مزارعو الزبداني يهددون بترك أراضيهم
ريف دمشق – عبد الرحمن جاويش
أرخت العاصفة الجوية الأخيرة بظلالها على القطاع الزراعي بشكل عام، وريف دمشق بشكل خاص، إذ بلغت نسبة الأضرار في منطقة الزبداني 60% وفق تقديرات مختصين، وما زاد الطين بلة ارتفاع أسعار المستلزمات الزراعية، وأجور النقل، واليد العاملة، واستغلال التجار للمواسم، حتى وصل الأمر بالفلاحين إلى ترك الأرض والتوقف عن الزراعة، حسب تأكيدات الفلاحين الذين تحدثوا – عبر “البعث” – عن صعوبة استثمار أراضيهم في ظل الوعود الخلبية من المعنيين التي لم تجد طريقها للتنفيذ لغاية الآن، علماً أن 80% من نسبة السكان بالمنطقة تعتمد اعتماداً كلياً على الزراعة كمصدر رزق لها، وطالب مزارعون بالدعم من قبل الجهات المعنية من أجل إعادة تأهيل الأراضي وزراعتها من جديد، مع ضرورة المستلزمات الزراعية، وأهمها المازوت الزراعي الذي وصل سعر 20 ليتراً منه بالسوق السوداء إلى 125 ألف ليرة، ومازال الفلاحون يأملون باستجابة المعنيين لمطالبهم، لاسيما أنهم قدموا مقترحات عديدة وشكاوى كثيرة في كل لقاء خدمي أو اجتماع مع المعنيين، لكنها ذهبت مع الرياح الشديدة.
رئيس الرابطة الفلاحية بالزبداني المهندس كمال الكويفي خالف كلام المزارعين بتأكيده أن الرابطة أمنت بالتعاون مع مديرية الزراعة جميع المستلزمات الخاصة بتنفيذ الخطة من أسمدة، وبذار، ومحروقات، وفق ضوابط معينة، وتعمل على تأمين وصول الأسمدة إلى مستحقيها الحقيقيين، وبالنسبة لمادة المازوت، لفت الكويفي إلى ضرورة دعم المحافظة لتأمين احتياجات المزارعين منها، علماً أن هناك شحاً بالمازوت الزراعي.
بدوره أوضح مدير الزراعة المهندس عرفان زيادة أن المديرية مستمرة في تأمين مستلزمات الزراعة كون المنطقة تشهد إعادة تأهيل القطاع الزراعي منذ أربع سنوات لترميم الوحدات الإرشادية، وتأمين الغراس والبذار والأسمدة، وهناك بحث دائم مع كافة الجهات لإيجاد طرق لدعم الفلاحين في هذه المناطق، خاصة إيصال مادة المازوت لهم، وتوزيع الغراس المثمرة بأسعار رمزية، وتقدم الحكومة، حسب تعبيره، مختلف أنواع الدعم الممكنة لهذا القطاع الحيوي الهام ليستمر الفلاح في أرضه وعمله وإنتاجه، لكن العقوبات الاقتصادية حجّمت حركة استيراد وتصدير مستلزمات الإنتاج الزراعي من أسمدة وبذار، ما أدى إلى انخفاض كميات الإنتاج الزراعي، وفق كلام زيادة.