بوتين: حماية سكان دونباس هدف واضح وسيتحقق
البعث – وكالات:
أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن أهداف العملية العسكرية الروسية الخاصة لحماية سكان دونباس ستحقق مهامها وأهدافها مشيراً إلى أن صدام روسيا مع قوى النازية الجديدة التي بدأت تنتشر في أوكرانيا كان أمراً حتمياً.
وقال بوتين خلال زيارة اليوم إلى مطار فوستوتشني الفضائي بمقاطعة آمور شرق روسيا بمناسبة يوم الفضاء وفقاً لموقع روسيا اليوم: “أهداف العملية الخاصة في أوكرانيا مفهومة تماماً وهي نبيلة وهدفها مساعدة شعب دونباس” مبيناً أن بلاده اضطرت للقيام بهذه العملية “لأن سلطات كييف رفضت بتشجيع من الغرب الامتثال لاتفاقات مينسك الهادفة إلى حل سلمي لقضية دونباس”.
ولفت بوتين إلى أن “أوكرانيا بدأت تتحول إلى موطئء قدم مناهض لروسيا حيث بدأت براعم القومية والنازية الجديدة التي كانت موجودة منذ فترة طويلة في النمو هناك وتمت تغذية نمو هذه النازية بشكل متعمد ما جعل صدام روسيا معها أمراً حتمياً”.
ونوه بوتين بأداء القوات الروسية في أوكرانيا وتقديمها المساعدة لجمهوريتي دونباس الشعبيتين والتصرف بشجاعة وكفاءة مهنية وفعالية مع استخدام أحدث أنواع الأسلحة.
ولا تزال العملية العسكرية الخاصة التي أطلقتها روسيا منذ الـ 24 من شباط الماضي مستمرة حتى الآن وبالتوازي معها تجري روسيا وأوكرانيا مفاوضات للتوصل إلى اتفاق ينهي القتال ويحقق الأهداف التي أعلنت عنها موسكو منذ بداية العملية وهي حماية سكان دونباس وإعلان حياد أوكرانيا ونزع النازية منها.
في الأثناء، حثت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية، ماريا زاخاروفا، بعثة المراقبة لمنظمة الأمن والتعاون الأوروبي على التفسير بشكل تفصيلي للمهام التي كانت تنفذها في دونباس.
وقالت زاخاروفا، اليوم الثلاثاء في بث قناة “روسيا-24”: “يجب تفسير ما هي المهام التي كانت تنفذها. على الرغم من أنني أقوله مرة أخرى، فإن كلمة “المهمة” ليست مناسبة جدا هنا، لأنهم يسمون أنفسهم هكذا، على الرغم من أنهم لم يكونوا كذلك لبعض الوقت. هذا ما يجب تحديده. ولكن يبدو لي أنه يجب على هذه المنظمة الآن أن تدلي ببيانات ذات صلة وأن توضح ما الذي تعمله وأي شكل تقوم به في هذه المنطقة”.
وكتبت وزيرة الخارجية لجمهورية دونيتسك الشعبية، ناتاليا نيكونوروفا، سابقا، في صفحتها على “تلغرام” أنه يجب على منظمة الأمن والتعاون الأوروبي وقف نشاطها في أراضي الجمهورية بحلول 30 نيسان الجاري. وقالت إن عمل البعثة لا يجب أن يتواصل في أراضي الجمهورية بسبب تغير الحقيقة السياسية، وتوقف سريان مفعول اتفاقيات مينسك، كما تغير الوضع القانوني بسبب الاعتراف بجمهورية دونيتسك الشعبية من جانب روسيا.
في السياق ذاته أكدت زاخاروفا أن المرتزقة الذين يقاتلون في أوكرانيا سينخرطون في صفوف النازية الدولية الجديدة في المستقبل مشددة على أنهم سيشكلون خطراً مستقبلياً على أمن الولايات المتحدة وحلفائها الأوروبيين.
ونقل موقع روسيا اليوم عن زاخاروفا قولها على قناتها في تلغرام إن “شركاءنا الأوروبيين والأمريكيين لا يحسبون حساباً للعواقب التي تنجم عن التحريض على القتال ضد روسيا والتغاضي عن هؤلاء المتطوعين… وهم يخضعون قراراتهم لمنطق العداء الأعمى لموسكو حتى إذا هددهم ذلك في المستقبل” مشيرة إلى أن المرتزقة “الذين لم يهربوا في الأيام الأولى سيتم تدريبهم ويبقون في صفوف التشكيلات شبه العسكرية الأوكرانية التي تقاتل إلى جانب النازيين وبعدها سيعودون إلى ديارهم وسيعانون من أمراض نفسية وسيشبعون بأيديولوجية كراهية البشر”.
وتساءلت زاخاروفا عما إذا كانت “السلطات والأجهزة الأمنية للبلدان التي تسمح وتسهل مغادرة المرتزقة إلى أوكرانيا ستلقي اللوم على موسكو في هذا الموضوع كما هي العادة دائما بدل محاسبة أنفسهم على مثل هذه الأخطاء”.
في حين أكد المندوب الروسي الدائم لدى منظمة الأمن والتعاون في أوروبا الكسندر لوكاشيفيتش أن الغرب لا يريد تسوية دبلوماسية للصراع في أوكرانيا وهو يواصل دفع سلطات كييف باتجاه النزاع العسكري.
ونقلت وكالة تاس عن وزارة الخارجية الروسية قولها إن لوكاشيفيتش حذر خلال اجتماع خاص للمجلس الدائم لمنظمة الأمن والتعاون في أوروبا أمس من أن الرعاة الأجانب للسلطات الأوكرانية الحالية يواصلون ثنيها وتحريضها على الابتعاد عن السبل السياسية والدبلوماسية لحل الصراع.
وأوضح أنه “بعد الإشارات المشجعة من العواصم الغربية للمضي في التصعيد فإن القيادة الأوكرانية غيرت خطابها لتراهن على النزاع العسكري مرة أخرى”.
وكان وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف انتقد بشدة تصريح منسق السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل بشأن حتمية الحسم العسكري للصراع في أوكرانيا ووصفه بأنه خارج عن المألوف ويغير قواعد اللعبة بشكل كبير.