كاتب أمريكي: الاعتداءات الأمريكية في سورية والعراق وأفغانستان تشكل جرائم حرب
انتقد الكاتب الأمريكي ديف ليندورف انصياع الجمعية العامة للأمم المتحدة للضغوط الأمريكية والغربية بتعليق عضوية روسيا في مجلس حقوق الإنسان في الوقت الذي تتجاهل فيه الجرائم والممارسات الخارجة عن القانون الدولي التي ارتكبتها الإدارات الأمريكية على مدى عقود في سورية والعراق وأفغانستان وغيرها.
وفي مقال نشره موقع “اوراسيا ريفيو” ذكر ليندورف أمثلة على انتهاكات واشنطن بما فيها العدوان الجوي المتكرر على أراضي سورية بأوامر من الرئيس الامريكي السابق دونالد ترامب مشدداً على أن هذه الاعتداءات تعد جرائم حرب نظراً لأن سورية لا تشكل أي تهديد على الولايات المتحدة كما أن التواجد العسكري الأمريكي فيها لم يحصل مطلقاً على تصريح من الأمم المتحدة.
وأضاف: كذلك الأمر بالنسبة لجورج بوش الذي أمر بغزو العراق عام 2003 متخذاً من المزاعم الغربية حول “امتلاك بغداد أسلحة دمار شامل” ذريعة لذلك .. مشيراً إلى أن حجم التدمير الذي وقع في أوكرانيا منذ بداية العملية العسكرية الروسية يبدو طفيفا للغاية أمام الدمار الذي تسببت به القوات الأمريكية في مدن عراقية كبغداد والفلوجة والموصل ومدينة الرقة السورية.
وأشار الكاتب إلى أن جميع التدخلات العسكرية الأمريكية غير الشرعية في العراق وأفغانستان وسورية وليبيا وصولاً إلى أوكرانيا جاءت دون أن تشكل أي من هذه البلدان خطراً على الأمريكيين ولم تطرح أيا من الجرائم الأمريكية المرتكبة فيها لأي تصويت في مجلس الأمن الدولي.
أفغانستان أيضاً وفقاً للكاتب الأمريكي من الدول التي كانت ضحية لأكبر جرائم الولايات المتحدة حيث استمر الاحتلال الأمريكي لها على مدى 20 عاماً شهدت فيه البلاد الخراب والدمار ودخلت دوامة من الفوضى والفقر حتى بعد انسحاب القوات الأمريكية.
وأوضح ليندورف وهو كاتب وصحفي أمريكي مقيم في ولاية فيلادلفيا أن الولايات المتحدة مسؤولة بشكل مباشر عن مقتل ما لا يقل عن 363 ألف مدني كثير منهم من الأطفال منذ أيلول عام 2001 معظمهم في العراق وأفغانستان وكذلك في العديد من العمليات العسكرية الأخرى غير الشرعية التي استهدفت فيها واشنطن بلدانا أخرى تحت ذريعة “الحرب على الإرهاب” أو”الدفاع عن الحرية”.
وسخر ليندورف من الادعاءات والمزاعم التي لجأت إليها الولايات المتحدة وحلفاؤها في حلف شمال الأطلسي “ناتو” لمهاجمة العملية العسكرية الروسية الخاصة في أوكرانيا في الوقت الذي تتستر فيه وسائل الإعلام الغربية والأمريكية على جرائم الحرب التي ارتكبتها واشنطن على الرغم من أنها موثقة جيداً.
واستغرب ليندورف من جهل المواطنين الأمريكيين بوقائع الأمور وبالجرائم التي ترتكبها إداراتهم المتعاقبة بذريعة الدفاع عن أمنهم واندفاعهم دون أي إدراك بالحقائق الى المطالبة بفرض عقوبات على روسيا وليس على بلدهم التي ارتكبت أبشع الجرائم بحق الإنسانية.
وأكد ليندورف أن على وسائل الإعلام الأمريكية التي تزعم أنها مستقلة ونزيهة أن تشير ولو مجرد إشارة إلى جرائم واشنطن معرباً عن شعوره بالخزي من كونه صحفياً في الولايات المتحدة.