“بوتشا”.. إصرار على حماقة السيناريو
علي اليوسف
انتقلت مسرحية مقاطع الفيديو المزوّرة من سورية إلى أوكرانيا، وعلى ما يبدو فإن صاحب السيناريو مصرّ على “حماقته”، ولم يتعلّم أن هذه الألاعيب باتت ممجوجة بعد انفضاح أمرها على كافة المنصات الإعلامية.
في 4 نيسان الجاري، نشرت وسائل الإعلام الغربية فيديوهات مزيفة حول الفظائع المزعومة للقوات المسلحة الروسية في بوتشا الأوكرانية، لكن عدداً كبيراً من المستخدمين شكّك في مصداقية الاتهامات بعد أن تبيّن لكل من شاهد هذه الفيديوهات أنه لم يكن هناك دماء بالقرب من الجثث على الأرض، كما لاحظ المستخدمون أن “الموتى” يتحركون ويحركون أيديهم ويظهرون بصور غير واقعية!.
وما دامت المفاوضات بين روسيا وأوكرانيا جارية، فإن من المؤكد أن هذه الحملة المنظمة لتشويه صورة روسيا الهدف منها الإبقاء على العنف على الأرض، والتشويش على الوفد الأوكراني المفاوض، وممارسة ضغوط سياسية على روسيا.
خلال الوقت الذي كانت فيه هذه القرية تحت سيطرة القوات الروسية لم يتعرّض أي من السكان لأي أذى أو أي أعمال عنف لحين مغادرة جميع الوحدات الروسية لـ بوتشا بالكامل، في 30 آذار الماضي، ولم يتمّ إغلاق مخارج المدينة في الاتجاه الشمالي. بالمقابل، قصفت القوات الأوكرانية، على مدار الساعة، الأطراف الجنوبية، حيث تقع بوتشا، بما في ذلك المناطق السكنية، وبالتالي فإن تصريحات الغرب بشأن جرائم بوتشا هي مجرد أكاذيب، هدفها تضليل المجتمع الدولي بالقصة الزائفة عن كييف.
بعد هذا السيناريو، تداعت الجمعية العمومية للأمم المتحدة، وبدأت تظهر طروحات حول تجميد عضوية روسيا في مجلس حقوق الإنسان، وكأن مسرحية الفيديوهات المزورة كان مخططاً لها أن تصل إلى هذه النتيجة التي أرادها الغرب، وهي بطبيعة الحال نتيجة غير دستورية ومخالفة للأنظمة والقوانين التي تحكم عمل مجلس حقوق الإنسان الذي يسيطر عليه حفنة من الدول الاستعمارية التي دمّرت البشرية على مدى قرون من الزمن.
وباعتبار أن روسيا على قدر هذه المهمة، وأن لديها من الكفاءة والحنكة ما تتمكّن به من إقناع عقلاء العالم بأن هذا الأمر ملفق، وعد وزير الخارجية سيرغي لافروف بأن موسكو ستكشف كل “التزوير” في بوتشا، كما فعلت في قضية القصف المزعوم لمستشفى للولادة في ماريوبول التي لم يتحدث عنها أحد حين ظهرت الحقيقة.
إذاً ما تفعله أوكرانيا والنازيون الجدد المدعومون من الغرب هو محاولة لتشويه روسيا وشيطنتها حتى يتمّ النيل منها قانونياً، وهو أمر معروف في العلوم السياسية باسم “الإزاحة”، حيث يتمّ اختلاق مشكلات خارجية للهروب من المشكلات الداخلية، بحسب مدير مركز آسيا للدراسات. لكن بكل الأحوال، روسيا توثق العمليات العسكرية كاملة، وأن هذه الأمور لن تؤثر على المفاوضات خاصة في اللحظات الحالية التي يشهد فيها النظام الدولي لحظات ولادة لنظام عالمي جديد، ويشهد نجاحاً لدعم موسكو من قبل حلفاء مثل المجر وصربيا، وبدء ميل الصحافة الغربية المقروءة باتجاه روسيا، وخاصة بعد الكشف عن المختبرات البيولوجية في أوكرانيا وما سبّبته من أذى صحي للكرة الأرضية من إيبولا الى الجمرة الخبيثة وأخيراً كورونا.