الشعب.. موضع قدسه الرئيس كيم إيل سونغ طول حياته..
مثلما يعبد المسيحيون الرب، يكون ثمة لدى الرئيس كيم إيل سونغ (1912 – 1994)، مؤسس كوريا الاشتراكية موضع قدسه طول حياته، ألا وهو الشعب. بالنسبة له، كان الشعب كائنا كلي القدرة والعلم ذا أعظم قوة ومعلما الأكثر حكمة.
منذ الفترة الأولى لانطلاقه على طريق الثورة لاسترجاع البلاد من الاحتلال العسكري من جانب الإمبرياليين اليابانيين (1905 – 1945)، أحس كثيرا ما بعظمة الشعب في أعماق قلبه.
ثمة أمر حدث حينما كان الرئيس يخوض النضال المسلح المناهض لليابان بعد إنشاء قواعد حرب العصابات في منطقة شمال شرقي الصين في حياض نهر دومان.
في عام 1934، شن الإمبرياليون اليابانيون هجوما على قاعدة سياووانغتشينغ لحرب العصابات، بتعبئة قوات ضخمة يبلغ قوامها أكثر من 5000 فرد، تحت حماية المدافع والطائرات. ولكن قوام الجيش الثوري الشعبي الكوري الذي يدافع عن سياووانغتشينغ لم يكن يتعدى واحدا بالمائة بالقياس إلى قوام العدو ولم يتسلحوا سوى بالبنادق والرشاشات الخفيفة. فبينما كان الرئيس يبحث عن سبيل الدفاع عن منطقة حرب العصابات الواقعة في الخطر، أوحى الشعب إليه السبيل الوحيد وذلك انطلاق أبناء الشعب فيها إلى المعارك المصيرية الحاسمة كرجل واحد. استلهاما من إرادتهم الثابتة للمقاومة، دعا جميع أفراد الجيش وأبناء الشعب إلى المعركة المصيرية، فجاءت أخيرا المقاومة الشعبية الشاملة التي جرت بتضافر قوى الجيش والشعب، بالمعجزة ألا وهي الانتصار في معركة الدفاع عن منطقة حرب العصابات.
كما وضع الرئيس كيم إيل سونغ خطة عمليات الهجوم النهائي لقهر الإمبريالية اليابانية التي كانت تدعى بأنها “سيد” آسيا كخطة المقاومة الشعبية الشاملة المرتبطة بالهجوم العام للجيش الثوري الشعبي الكوري، واثقا بقوة الشعب المنظمة بكل ثقة.
ويمكن القول إن تحقيق الانتصار في الحرب الكورية الماضية (1950- 1953) بصد عدوان القوى الإمبريالية المتحالفة يغدو معجزة ثانية أحرزها الرئيس باستنفار قوى الشعب. بسبب قوة الشعب الفوارة المتحدة ككيان واحد بقيادة الرئيس، تحققت المهام التاريخية للتصنيع الاشتراكي خلال مدة لا تزيد على 14 سنة، وتحولت كوريا إلى دولة اشتراكية مقتدرة تأخذ بأسباب السيادة والاستقلال الاقتصادي والدفاع الوطني الذاتي.
وكرس الرئيس كل ما لديه من أجل الشعب الذي يقدسه كالسماء.
ثمة أبرز أمثال لما اعتبر الرئيس إرادة الشعب ومطالبه كأقدس شيء في الدنيا. ذات مرة بعد الحرب، أرسل إليه أحد العجائز رسالة تقول إن بيونغ يانغ سميت بـ”ريوكيونغ” منذ قديم الزمان بسبب كثرة أشجار الصفصاف ولكن حاليا، لماذا تنغرس الأشجار الأخرى بدلا من الصفصاف على جانبي الطرق. قرأ الرئيس رسالته هذه، واتخذ الإجراءات لغرس كثير من أشجار الصفصاف على جانبي الطرق في بيونغ يانغ، وفاء لطلبه.
بعيد تحرر البلاد، لم تعمل في كوريا إلا مصانع الفولاذ المعدودة، ولكن الرئيس حرص على تفجير عملية الإنتاج المؤذية بكاملها في أحد مصانع الفولاذ قلقا على أرواح العمال وصحتهم.
ذات يوم، زار الرئيس مصنع بيونغ يانغ لغزل الحرير (في ذلك الحين). كان المعمل في هذا المصنع مضببا بالبخار لتصليح خط الأنابيب. فأشار الرئيس إلى ضرورة توفير ظروف العمل للعمال، مؤكدا على بناء المصنع مجددا على أروع صورة. وبعده، عقد جلسة التشاور مع العمال للاستماع إلى آرائهم، أصحاب المصنع، وقال فيه إنه لا يجوز الضن بتوظيف الاستثمارات من أجلهم، فمن الأحرى حساب نفقات البناء بعد إكمال بناء المصنع وتوفير كل الظروف لهم.
من أجل حل مسألة مأكل الشعب، سلك الرئيس الطريق في منطقة الأراضي المغمورة بالمد غير آبه بمياه الطمي المتطايرة حينا، وحينا آخر، زار القرية الجبلية النائية عن طيب خاطر. وكان دائما بين أبناء الشعب ورأى بعينيه وسمع بأذنيه ليس أقوال الناس فقط، بل حتى أنفاسهم ونظراتهم، وتعابير وجوههم، أساليب نطقهم، وإيماءاتهم باليد، ووقفاتهم ليستشف نبضات العصر ومطالبهم الملحة ويطرح سياسات جديدة على أساس كل ذلك.
لا تزال تمارس حتى الآن كوريا الاشتراكية السياسات الحكومية مثل نظام العلاج المجاني الشامل ونظام التعليم الإلزامي المجاني ونظام الراحة والاستجمام وتوزيع البيوت السكنية لأبناء الشعب بلا مقابل، إذ أن هذه الإجراءات ظهرت إلى حيز الوجود من قبل المثل السياسية للرئيس الذي اعتبر الشعب كالسماء.