العبرة بالنتائج…!!
في خطوة غابت عن المشهد منذ ما يقرب العقد من الزمان إثر الحرب الجاهلية المجنونة التي شنت على الشعب السوري بأطفاله وكباره رجالا ونساء وما تلاها من حرب اقتصادية مسعورة شرسة منحطة وقذرة تكيل بمليون مكيال ومكيال عادت اللقاءات الجماهيرية رغم كل شيء إلى الواجهة من جديد في محافظة طرطوس على الأقل، ومهما قيل، فهي تظل خطوة تفاعلية مهمة بالاتجاه الصحيح لكن العبرة دائما تكمن بالنتائج وما سينجم ويتحقق عنها وإلا سنكون أمام نتائج عكسية تماما لا مصلحة لأحد بها لأنها ستزيد الطين بلة وترفع منسوب الامتعاض من الأداء القائم.. هذا أولا..!!
الأمر الثاني الذي تجدر الإشارة إليه والتوقف عنده هو الوقت والجهد والاستنفار الذي يتطلبه التحضير لهكذا لقاءات والنفقات والتكاليف التي تتكبدها الخزينة من دعوات وتنقلات وتعطيل لعمل الإدارات وإشغالها بتحضير المذكرات والردود… إلخ
بتقديرنا أنه لابد من توظيف اللقاء وتحويله لنوع من المكاشفة والمصارحة التي يجب أن تتوطد وتترسخ لتوضيح الصورة حول العلاقة مع المؤسسات والإدارات والجهود التي تبذل لمن يريد أن يعرف أو يستفيد أكثر بدل أن نكون ريشة تتقاذفها رياح الفيسبوك والتويتر وأخواتها سيما في هذه الظروف العصيبة التي نمر بها…
من هنا، فإن من الأهمية بمكان أن تأتي “العزيمة على قدر أهل العزم”، وإلا فإننا نضيع وقتنا ونهدره بكلام ووعود لا نقوى على تنفيذها لذلك من المفيد متابعة ماتؤول عنه مع الجهات ذات العلاقة على المستويين المحلي والمركزي وصولا للمعالجات المطلوبة…
ولا بأس من اتخاذ القرارات الفورية عند اللزوم في القضايا التي لا تحتاح لمرجعيات واستشارات وتحميل المقصرين مسؤولية أعمالهم وأدائهم ما سيجعل الكثيرين يتهيبون تلك اللحظة ويحسبون لها ألف حساب…
وغني عن البيان ما تكشفه اللقاءات المباشرة مع الناس فاعلية وتواجد الإدارات على الأرض بعيدا عن لغة التملق والتنميق الدارجة هذه الأيام والتقارير الوهمية “ربما” التي تسطر ما يقرب المسؤول من إصدار قرارات أكثر واقعية وقربا ومحاكاة لوجع الناس…
بالمجمل، تظل اللقاءات خطوة مشكورة تعجل الحلول وتقدم الصورة بلا رتوش لكننا لانريدها أن تتحول إلى” بروباغاندا” للتلميع فقط حتى لا تفقد معناها ومضمونها وهدفها…
أليس كذلك..؟
وائل علي