الطوائف المسيحية تحتفل بالفصح المجيد: سوف تنكفئ المؤامرات مهما حاولوا طمس الحقيقة بالمال والكذب
البعث – محافظات
احتفلت الطوائف المسيحية في سورية التي تتبع التقويم الغربي اليوم بعيد الفصح المجيد عيد قيامة السيد المسيح رسول المحبة والسلام بإقامة الصلوات والقداديس في الكنائس ودور العبادة.
ففي كاتدرائية سيدة النياح للروم الملكيين الكاثوليك البطريركية في حارة الزيتون بدمشق أقيم قداس ديني ترأسه غبطة البطريرك يوسف العبسي بطريرك أنطاكية وسائر المشرق للروم الملكيين الكاثوليك وعاونه النائب البطريركي العام المطران نيقولا أنتيبا وعدد من الكهنة الأجلاء بينما قامت جوقة الكاتدرائية بخدمة القداس.
وقال البطريرك العبسي خلال كلمة: اذا لم يصنع إيماننا الشخصي تحولاً في حياتنا نحو حياة إنسانية أفضل وأسمى وأجمل فمن الصعب أو المستحيل أن ننقل هذا الإيمان إلى من هم بعدنا فقد قام السيد المسيح من أجل أن نحصل على حياة أخرى جديدة خالدة مع الله تعالى ولكن ليحصل لنا ذلك لا بد أن نؤمن أولاً لأن القيامة هي البوصلة التي تحدد سلوكنا على الأرض وتزرع فينا الفرح والغفران والأمل والسلام والأخوة.
وأضاف العبسي: إيماننا أن الحياة سوف تزهر وفي سورية بشكل خاص بفضل صلابة إيمان الشعب السوري وإرادته وصموده ومحبته لبعضه البعض وسوف ترفع العقوبات الجائرة وتذلل الصعوبات وتنكفئ المؤامرات وتطل سورية بحلة جديدة مهما حاولوا طمس الحقيقة بالمال والكذب.
وتابع العبسي: اليوم ننهي صيامنا وبعد أسبوع أخوتنا الأرثوذكس وبعد أسبوعين أخوتنا المسلمون نطلب إلى الله ان يتقبل صيام الجميع وأن يكافئنا عنه ببركاته وبفرح العيد وإعادة الوئام والاستقرار والازدهار إلى أبناء سورية وبإحلال السلام في منطقتنا والعالم أجمع.
ودعا العبسي إلى الصلاة من أجل أن يكون العيد للجميع وان يجعلنا نتشارك ونتعاون ما استطعنا من أجل الا يبقى جائع أو مشرد أو محتاج وختم كلمته بالدعاء إلى الله تعالى أن يحفظ سورية وشعبها وجيشها وقائدها وأن يرحم الشهداء.
المطران نالبنديان : عيد الجلاء قيامة لوطننا من الظلم والاستعباد
وفي دمشق (ملده شويكاني): احتفلت الطائفة الأرمنية الأرثوذكسية، في كنيسة مار سركيس للأرمن الأرثوذكس بعيد الفصح المجيد. وترأس المطران آرماش نالبنديان مطران أبرشية دمشق وتوابعها صباح اليوم القداس الإلهي بحضور حشد كبير من أبناء الطائفة والمحبين، يعاونه الأب الأرشمندريت كابرييل سركيسيان، والأب الكاهن درطارد كيراجيان، والسيد ديكران كيفوركيان سفير جمهورية أرمينيا لدى الجمهورية العربية السورية والسيدة عقيلته، والسادة أعضاء المجلس الملي في مطرانية الأرمن الأرثوذكس، والسادة ممثلو الجمعيات الخيرية والثقافية الأرمنية في دمشق، وأصحاب السيادة مطارنة الكنائس الشقيقة في دمشق.
وألقى المطران نالبنديان عظة العيد تحدث فيها بإسهاب عن المعاني السامية التي يحملها عيد الفصح المجيد، ودعا المؤمنين إلى الاقتداء بالسيرة الجليلة التي كرّسها السيد المسيح رسول المحبة والسلام في نقله رسالة السماء إلى الأرض، والتي توجها في تضحيته بجسده كنموذج رائع للفداء في سبيل خلاص البشرية من رجس الخطايا، وتعميم مبادئ المحبة والخير والعدل والسلام بين الناس أجمعين.
وتابع قائلاً: “المسيح قام من بين الأموات حقاً قام” نحتفل اليوم بعيد الفصح المجيد عيد قيامة السيد المسيح من بين الأموات، في هذا اليوم المبارك قد تمّ وعد الله للإنسان والبشرية جمعاء بالخلاص.
وتوقف المطران نالبنديان عند معاني قيامة السيد المسيح التي تبعث لنا رسالة أمل بأن الظلام لن يدوم، ورسالة رجاء تقول: إن المشاكل لابد أن لها حلولاً، المتاعب لها نهاية، الضعف سيتحول إلى قوة، الهزيمة ستتحول إلى نصرة، الخطيئة سيتم سحقها، وفي إيماننا بالمسيح لايوجد يأس مهما تعاظمت الشدائد والضيقات وأظلم الكون من حولنا، وأشار نالبنديان في عظته إلى أن السيد المسيح بقيامته جدد حياتنا ومنحنا القوة لنقول دائماً المسيح قام حقاً قام.
وهنأ أبناء الكنائس المسيحية الشقيقة والشعب السوري عامةً متمنياً لكل عائلة ولكل فرد فصحاً مجيداً وعيداً سعيداً.
ونوّه إلى أن هذا العيد يصادف الذكرى السادسة والسبعين لعيد جلاء المستعمر الفرنسي عن أرض بلادنا، هذا العيد الذي كان بمثابة قيامة لوطننا من الظلم والاستعباد، ليخرج إلى حياة جديدة متمنين لهذا الوطن دوام الخير والازدهار، فالشكر كل الشكر لأبطال جيشنا العظيم وقيادته الشجاعة، وعلى رأسها السيد الرئيس بشار الأسد في قيادة هذه المعركة الشرسة.
ومن مصر، أكد المطران كريكور كوسا أسقف الإسكندرية للأرمن الكاثوليك أن الشعب السوري شعب واحد لا يستطيع أحد تفريقه أثبت دائماً استعداده للتضحية بالروح والدم لكي تبقى بلاده قوية جبارة وشاهدة على بناء السلام في العالم.
وقال المطران كوسا عقب قداس عيد القيامة اليوم: نحن نصلي كي يعم السلام العالم وينهي الشرور والحروب والإرهاب الذي يزداد شراسة مشدداً على أن الشعب السوري المؤمن بالله وبالرغم من الحرب التي شنت على بلاده والصعوبات التي يواجهها ما زال يداً بيد يبني الوطن من جديد ويمسح عنه غبار الأعداء.
وأضاف: نحن كنا ولا نزال في الماضي والحاضر والمستقبل شعباً واحداً ونسيجاً واحداً ولا أحد يستطيع أن يفصلنا عن بعضنا البعض، وكلنا لبناء وطننا مستعدون أن نضحي بأنفسنا وبدمائنا لتبقى سورية حية وقوية جبارة وشاهدة لبناء السلام في العالم.
ووجه المطران كوسا تحية إجلال لسورية ولشهدائها الأبطال وللشعب السوري الصامد.
حضر القداس السفير الدكتور بسام درويش رئيس البعثة الدبلوماسية للجمهورية العربية السورية لدى القاهرة.