كرتنا تدفع ضريبة القرارات الخاطئة.. والتدخل الحازم مطلوب
ناصر النجار
الأحداث المؤسفة التي تشهدها مباريات الدوري الكروي الممتاز تبدو نتيجة حتمية لمجمل القرارات الخاطئة المتخذة في الدورة الرياضية الحالية.
والأخطاء المتراكمة بدأت منذ عامين وشاهدنا فيها كيف اختل ميزان الكثير من الأندية بالتغيير المباشر وغير المباشر، وللأسف لم تأت هذه التغييرات ثمارها فعاشت الكثير من الأندية أسوأ أيامها وهذا ما شاهدناه تحديداً بأندية الاتحاد والكرامة والوحدة وهي من أكبر الأندية الجماهيرية.
فعندما تهتز الأندية من الداخل سينعكس هذا كله على الخارج، لذلك لم تعد الأمور بخير، وزاد منها ضعف القرار في كرة القدم ما أدى إلى تمادي الكثير من الكوادر واللاعبين على كرة القدم وحكامها.
القصص في هذا الشأن كثيرة والظلم الذي يلحق الأندية والفرق جلي ، لذلك كان لا بد من التعبير عن هذا الظلم بفعل ما، في مباراة الوحدة والفتوة تعرض الفتوة لظلم تحكيمي واضح خسر على أثرها المباراة فعبر الجمهور عن غصبه واحتجاجه على الظلم بعنف غير مقبول في الملعب.
وجمهور حطين عبر عن رأيه بخسارة فريقه أمام تشرين في آخر المباراة برمي الملعب بالحجارة والزجاجات فأصيب الحكم فتوقفت المباراة، الاحتجاج هنا تعبير عن أسى الخسارة وألمها.
طريقة التعامل السلبية والخفيفة والناعمة مع هذه الحالات وقبلها حالات كثيرة تم تسوية وضعها داخل الملاعب أدت بما لا يدع للشك إلى مثل هذا الخرق والفوضى، ولو أن اتحاد الكرة كان حازماً في كل المخالفات والاتهامات السابقة لما وصلنا إلى هذه الحال السيئة من المستوى الفني والإداري والتنظيمي.
وما يحدث في ملاعبنا لم نشهده بهذه القتامة من ذي قبل، حيث لعبت الفرق الكبيرة الكثير من المباريات وخسرتها بأرقام كبيرة مثل الوحدة والكرامة والاتحاد وجبلة وتشرين ولم نشهدها تنسحب من المباريات، هذه الانسحابات التي نشهدها اليوم والتوقفات غير المبررة من أجل الضغط على الحكام وأصحاب القرار يجب أن تواجه بالشدة والحزم صوناً للنشاط الرسمي وقدسيته.
ما حصل بلقاء الوحدة وتشرين كاد أن يحدث في عدة مباريات سابقة لكن فتنة ذلك ردمت في وقتها، فالانسحاب بكل الأبعاد كان غير مقبول مهما كانت أسبابه ومبرراته.
لكن الأسوأ من الانسحاب كانت بالتصريحات التي سمعناها بعد المباراة وخصوصاً تصريحات رئيس نادي الوحدة الذي اتهم نادي تشرين صراحة بطلب تبادل الفوز بين فريقه والوحدة في الدوري والكأس، بحيث يفوز تشرين بمباراة الدوري مقابل أن يفوز الوحدة بمباراة الكأس.
هذا الكلام خطير جداً، وسبق أن سمعناه في مباريات سابقة ومن كوادر ولاعبين من أندية مختلفة، لذلك المطلوب اليوم فتح تحقيق يحدد فيه طبيعة هذا الاتهام وهل هناك أدلة ملموسة على هذا الكلام أم إنه مجرد زوبعة في فنجان؟.
موضوع الرياضة وكرة القدم بات بحاجة إلى تدخل قوي يضع النقاط على الحروف من أجل إعادة التوازن إلى العملية الرياضية والقدسية إلى نشاطاتها والأخلاق إلى ملاعبها، فهل نجد هذا التدخل قريباً أم أن الحال سيبقى على ما هو عليه؟.