فلسطينيو الضفة والقدس يواصلون التصدي لاعتداءات الاحتلال ومستوطنيه
البعث – وكالات:
أصيب عدد من الفلسطينيين بجروح خطيرة واعتقل العشرات اليوم، أثناء التصدي لتوغل قوات الاحتلال الإسرائيلي في عدد مدن الضفة الغربية.
وذكرت وسائل إعلام فلسطينية، أن قوات الاحتلال اقتحمت بلدة اليامون في مدينة جنين وقرية طورة جنوبها ، وقرية حوسان في مدينة بيت لحم، وقرى المزرعة الغربية وكفرعين وقراوة بني زيد شمال رام الله، وبلدة الطور في مدينة القدس المحتلة، وسط إطلاق الرصاص باتجاه الفلسطينيين ما أدى إلى إصابة 7 منهم بجروح خطيرة، كما اعتقلت 26 فلسطينياً.
في سياق متصل، اعتدى مستوطنون إسرائيليون على الفلسطينيين في شمال مدينة أريحا.
وذكرت وسائل إعلام فلسطينية، أن مجموعة من المستوطنين اقتحمت تجمع رأس عين العوجا شمال المدينة، واعتدت على الفلسطينيين برشقهم بالحجارة وسرقة ممتلكاتهم.
كما اقتحم مستوطنون منطقتي برك سليمان وأحراش الزير جنوب مدينة بيت لحم، ونفذت جولات استفزازية فيها بحراسة مشددة من قوات الاحتلال.
فيما أغلقت قوات الاحتلال الطرق الواصلة بين القرى في منطقة مسافر يطا جنوب مدينة الخليل بالضفة الغربية.
وأوضح منسق لجان الحماية والصمود في جنوب الخليل فؤاد العمور في تصريحات صحفية، أن قوات الاحتلال أغلقت الطرق الواصلة بين القرى بالسواتر الترابية ابتداء من قرية جنبا القريبة من الأراضي الفلسطينية المحتلة 1948، مشيراً إلى أن قوات الاحتلال تقوم بأعمال تجريف منذ يومين في المنطقة.
وتهدد اعتداءات الاحتلال بتهجير أكثر من 3 آلاف فلسطيني قسراً من منطقة مسافر يطا، التي تشكل تجمعاً لـ 19 قرية فلسطينية تبلغ مساحة أراضيها نحو 38500 دونم.
من جانبها توغلت 10 آليات للاحتلال توغلت شرق دير حانون جنوب قطاع غزة المحاصر، وقامت بتجريف مساحات من أراضي الفلسطينيين.
في الأثناء، اقتحمت قوات الاحتلال المسجد الأقصى واعتدت على الفلسطينيين فيه واجبرتهم على إخلاء ساحاته، فيما وفرت الحماية لعشرات المستوطنين لاقتحامه.
وذكرت وسائل إعلام فلسطينية، أن قوات الاحتلال اقتحمت الأقصى بأعداد كبيرة، واعتدت على الفلسطينيين المصلين فيه، والمرابطين في باحاته، في محاولة لإخراجهم منها، تمهيداً لاقتحامات المستوطنين الاستفزازية، كما فرضت حصاراً على المصلى القبلي، واعتدت على النساء في محيط قبة الصخرة، واعتقلت معتكفاً من باحات المسجد.
وانتشر عدد من قناصة الاحتلال فوق أسطح المسجد والبنايات المجاورة له، وأطلقوا الرصاص من سطح المصلى القبلي باتجاه المحاصرين داخله وباتجاه نوافذه، وعرقلت قوات الاحتلال عمل الطواقم الطبية والصحفية الموجودة في باحات المسجد، كما منعت الشبان تحت سن 25 عاماً من دخول الأقصى، وأغلقت محيط شارع الواد بالبلدة القديمة من القدس.
كما اقتحم أكثر من 200 مستوطن باحات المسجد ونفذوا جولات استفزازية فيها.
في وقت، أغلقت سلطات الاحتلال الحرم الإبراهيمي الشريف بمدينة الخليل أمام الفلسطينيين تمهيدا لاقتحامه من قبل المستوطنين.
ونقلت وسائل إعلام فلسطينية عن مديرية أوقاف الخليل قولها في بيان، أن قوات الاحتلال أغلقت الحرم من الساعة العاشرة ليل الأحد ويمتد الإغلاق لمدة يومين، مشددة على أن هذا الإغلاق إجراء سافر على حرمة الحرم واعتداء استفزازي على حق المسلمين بالوصول إلى أماكن العبادة الخاصة بهم.
سياسياً، أكدت خارجية السلطة الفلسطينية أن إجبار قوات الاحتلال الإسرائيلي الفلسطينيين على إخلاء المسجد الأقصى تمهيداً لاقتحامه من قبل المستوطنين تطور خطير، يستدعي تحركاً عاجلاً من الأمم المتحدة والمجتمع الدولي لمنع الاحتلال من تطبيق إجراءاته الهادفة إلى تغيير الواقع القانوني القائم في المسجد الأقصى.
وحذرت خارجية السلطة في بيان، من أن الاعتداءات الوحشية المستمرة التي ترتكبها قوات الاحتلال ضد المسجد الأقصى والفلسطينيين المرابطين فيه، بما في ذلك استمرار الاقتحامات وعمليات القمع والتنكيل والتضييق التي تتم بحق المصلين، تهدف لتهويد المسجد الأقصى بالقوة كأمر واقع يجب التسليم به.
إلى ذلك، وثقّ تقرير أعدته وزارة إعلام السلطة الفلسطينية أن سلطات الاحتلال لا تزال تحتجز جثامين 105 شهداء في الثلاجات، بالإضافة لـ 256 شهيداً في مقابر الأرقام، من بينهم 9 أطفال، و3 شهيدات، و8 أسرى أمضوا فترات مختلفة في سجون الاحتلال.
وقالت الوزارة في بيان، إنه منذ مطلع نيسان الجاري ارتقى 16 شهيداً وشهيدة في الضفة الغربية وداخل أراضي عام 1948، بينهم سبعة محتجزة جثامينهم.
وأضافت، أن عدد جثامين الشهداء المحتجزة منذ مطلع العام الجاري وفقا للبيانات الواردة من الحملة الوطنية لاسترداد جثامين الشهداء وصل إلى (13) شهيداً، من بينهم 3 شهداء من داخل أراضي عام 48.
ونوهت إلى أن جريمة احتجاز جثامين الشهداء الفلسطينيين منذ بداية احتلالها للأراضي الفلسطينية عام 1948، والتي استمرت بعد عام 2015، رغم توقفها قليلا بعد 2008، في احتجاز بعضهم في ثلاجات الموتى.
وأكدت أن احتجاز الجثامين- التي تمثل حالات “قتل متعمد للمواطنين الفلسطينيين”، وهي “جرائم اعدام خارج القانون”- في مقابر الأرقام وثلاجات الاحتلال يشكل “امتهاناً للكرامة الإنسانية للإنسان في حياته وبعد موته، وعقوبة جماعية ومخالفة لمبادئ القانون الدولي الإنساني والأعراف الدولية ذات العلاقة”.
وأوضحت أن الاحتلال يتخذ الاحتجاز وسيلة لابتزاز أهالي الشهداء الذين يعيشون في قلق وخوف وترقب على مصير أبنائهم، وبلهفة أمل للقاء الأخير.
من جهة أخرى، قالت هيئة شؤون الأسرى والمحررين، إن أعداد المعتقلين الإداريين المحتجزين في سجون الاحتلال ارتفع ليصل إلى 650 معتقلاً.
وأوضحت الهيئة في بيان، أن السبب وراء ارتفاع أعداد الأسرى الإداريين خلال فترة وجيزة، يأتي بسبب حملات الاعتقال المسعورة التي نفذتها قوات الاحتلال بمختلف المدن الفلسطينية، لا سيما مدينة القدس المحتلة، والتي تشهد في الآونة الأخيرة هجمة شرسة بحق مواطنيها، كذلك نتاجاً لقرارات الاعتقال الإداري المكثفة والتي أصدرتها سلطات الاحتلال بحق العديد من أبناء شعبنا خلال شهري آذار الماضي، ونيسان الجاري.
وأشارت إلى أن الاعتقال الإداري سيف مسلط على رقاب الفلسطينيين بمختلف فئاته وشرائحه الاجتماعية، وبسبب هذه السياسة العنصرية يخوض الأسرى العديد من المعارك لإسقاطها، حيث يواصل ثلاثة أسرى فلسطينيين في معتقلات الاحتلال إضرابهم المفتوح عن الطعام احتجاجاً على جرائم الاحتلال المتواصلة بحق الأسرى.
وأوضحت الهيئة أن الأسير خليل عواودة يواصل إضرابه لليوم الـ 46 وسط تدهور في وضعه الصحي فيما يواصل الأسير خليل مصباح إضرابه لليوم الـ 13 والأسير رائد ريان لليوم الـ 12.
وجددت الهيئة مطالبة المؤسسات الحقوقية والإنسانية والمجتمع الدولي بالخروج عن صمته وتحمل مسؤولياته تجاه الأسرى الفلسطينيين والضغط على الاحتلال لوقف انتهاكاته بحقهم.