الاحتلال يعتدي على المرابطين في الأقصى ويغلق الحرم الإبراهيمي أمام الفلسطينيين
البعث – وكالات:
أصيب عشرات الفلسطينيين واعتقل آخرون اليوم، خلال اقتحام قوات الاحتلال الإسرائيلي ومستوطنيه المسجد الأقصى. وذكرت وسائل إعلام فلسطينية، أن قوات الاحتلال اقتحمت الأقصى بأعداد كبيرة، واعتدت على المعتكفين والمرابطين فيه، وأجبرتهم على إخلاء ساحاته، كما أرغمت النساء على المغادرة إلى صحن مسجد قبة الصخرة، وحاصرت الرجال في المصلى القبلي، وأطلقت تجاههم قنابل الغاز السام، ما أدى لإصابة العشرات بحالات اختناق.
بدورهم اقتحم مئات المستوطنين الحرم الإبراهيمي في مدينة الخليل بالضفة الغربية بحراسة مشددة من قوات الاحتلال، التي كثفت وجودها في محيطه، وأقامت الحواجز على المفارق والمداخل المؤدية إليه، ومنعت الفلسطينيين من الوصول إليه.
وكانت سلطات الاحتلال أعلنت إغلاق الحرم أمام الفلسطينيين تمهيداً لاقتحامه من قبل المستوطنين منذ الساعة العاشرة ليلاً يوم الأحد الماضي حتى فجر يوم غد الأربعاء.
في الأثناء، شن طيران الاحتلال فجراً سلسلة غارات مستهدفاً بعدة صواريخ مناطق في محافظة خان يونس جنوب قطاع غزة المحاصر ما ألحق أضراراً جسيمة بممتلكات الفلسطينيين دون أن يبلغ عن وقوع إصابات.
من جانبهم اعتدى مستوطنون على أراضي الفلسطينيين في قرية الجبعة جنوب مدينة بيت لحم وقطعوا 40 شجرة زيتون.
فيما اعتقلت قوات الاحتلال تسعة فلسطينيين في الضفة الغربية.
و اقتحمت قوات الاحتلال بلدة صانور في جنين وقرية حوسان ومخيم الدهيشة في بيت لحم واعتقلت تسعة فلسطينيين.
كما اقتحمت بلدة برقة ومنطقة المسعودية الأثرية في نابلس وأغلقت كل مداخلها بالسواتر الترابية في ظل دعوات من قبل المستوطنين لاقتحامات ضخمة فيهما.
سياسياً، دعا عضو المكتب السياسي لحركة الجهاد الإسلامي، الأستاذ خالد البطش، جامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامي إلى عدم التنصل من المسؤولية تجاه ما يجري في المسجد الأقصى من تصاعد للعدوان والاستفزازات الصهيونية في الأقصى.
وقال البطش في تصريح صحفي: “في ظل استمرار الاعتداءات الصهيونية المتكررة والمتصاعدة على المسجد الأقصى ومحاولات إقامة الهيكل المزعوم كمقدمة لهدم المسجد الأقصى، ندعو الجامعة العربية ومنظمة التعاون الإسلامي لجلسة طارئة ليتحملوا مسؤولياتهم التاريخية في حماية القدس والمقدسات ووقف الاعتداءات الصهيونية على المصلين من النساء والرجال والأطفال في الأقصى، وعدم التهرب من مسؤولياتهم القومية والإسلامية تحت أي ظرف من الظروف”.
وأكد البطش أن الأقصى في خطر حقيقي وأن المنطقة كلها ستدخل في التصعيد حال تنفيذ العدو لمخططاته.
بدورها، جددت وزارة خارجية السلطة الفلسطينية إدانتها عدوان الاحتلال الإسرائيلي المتواصل على المقدسات الإسلامية والمسيحية والأماكن الأثرية والتاريخية في فلسطين المحتلة.
واعتبرت خارجية السلطة في بيان، أن اكتفاء المجتمع الدولي ببيانات الإدانة والتعبير عن القلق إزاء الانتهاكات التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني، يشجع الاحتلال على تعميق مخططاته الاستعمارية التوسعية في أرض دولة فلسطين.
وقالت: إن ازدواجية المعايير الدولية باتت توفر الغطاء والحماية للاحتلال وانتهاكاته وجرائمه وتهويد الأماكن المقدسة والتراثية، وتشكل ضربة للقانون الدولي ومصداقية الأمم المتحدة والمؤسسات الدولية المختلفة، وتهدد أركان النظام العالمي.
وطالبت خارجية السلطة مجلس الأمن الدولي بتحمل مسؤولياته القانونية والأخلاقية تجاه معاناة الشعب الفلسطيني، وتوفير الحماية الدولية له، بهدف تمكينه من ممارسة حقه في تقرير مصيره، وإقامة دولته المستقلة على خط الرابع من حزيران عام 1967 بعاصمتها القدس.