الدوري الممتاز في وضعية صعبة.. وقرارات اللجنة المؤقتة بحاجة لتفسير
ناصر النجار
بلغت مباريات الدوري الكروي الممتاز مرحلة النهايات الهادئة بعد أن خفّ مستوى التنافس على اللقب، وحسم أمر الصراع على مقاعد الهروب بدرجة كبيرة، ولم تعد مباريات الدوري القادمة تحمل طابع التنافس المثير أو الكبير، بل إن أغلب الفرق تلعب من أجل تحسين مواقعها على سلم الترتيب ليس إلا. ولعل العامل النفسي هو من أفشل المنافسة على القمة بين الوثبة وتشرين، فبعد الأحداث التي رافقت مباراة الوثبة مع أهلي حلب، وما آلت إليه المباراة الأولى ومباراة الإعادة، شعر فريق الوثبة بالظلم، وأن الظروف ليست معه، فانهارت معنويات الفريق، وخسر ثانية أمام الجيش، فابتعد تشرين بالصدارة بفارق خمس نقاط بعد أن كان متأخراً بفارق نقطة.
ومن المنطقي أن نقول إن فرق: عفرين والنواعير والشرطة وحرجلة أكثر الأندية ترشيحاً للهبوط إلى الدرجة الأولى.. حسابياً، فقد عفرين كل الأرقام التي تؤهله للبقاء، أما بقية الفرق فتحتاج للفوز بكل مبارياتها القادمة، على أن يتعثر القريب منهم بنصف مبارياته على الأقل، ومن أوصل الدوري إلى هذه الحالة المزرية من الشكل والمضمون هو اللجنة المؤقتة التي تبيّن للصغير والكبير أن قيادة كرة القدم أكبر منها ومن إمكانياتها، وللأسف لم يشهد النشاط المحلي حالة أسوأ من الحالة التي عليها كرتنا في هذا الموسم، والمؤسف في القرارات الأخيرة التي صدرت عن اللجنة المؤقتة أنها لم تكن منطقية، ولا نعرف على أي مبدأ استندت اللجنة المؤقتة في إصدارها للعقوبات، والمشكلة تتبيّن للجميع عندما نضع الأحداث في سلة واحدة، فنجد أن المعاملة تجري ضمن مبدأ “الخيار والفقوس”.
والملاحظ أن العقوبات التي فرضت بحق نادي الوحدة كانت ظالمة إذا قورنت بالإجراءات التي صدرت بحق نادي أهلي حلب. وبالمقابل، وجدنا أن عقوبة فريق حطين كانت كبيرة أيضاً بالمقارنة مع الإجراءات المتخذة بحق نادي أهلي حلب، ولكن بالوقت ذاته تم التهاون بتنفيذها، فعقوبة نقل المباراة خارج اللاذقية لن تنفذ، والدليل أن الكرامة لعب مع حطين بجبلة، فهل مدينة جبلة خارج اللاذقية؟
والمسألة التي يمكن التعليق عليها: لماذا تمت معاقبة لاعب الأهلي محمد الأحمد طوال أربع مباريات، علماً أن المباراة ألغيت، أي بصريح العبارة، كل التفاصيل ألغيت فيها، ولا يوجد أي مبرر للعقوبة، لأن المباراة صارت بحكم العدم، ومشكلة الأهلي والوثبة انتهت بإعادة المباراة، ومعاقبة لاعب الأهلي لشتمه الحكم، ورغم الحديث عن تدخل الجمهور، وتقرير الحكم الذي أشار إلى ذلك، وعدم وجود حالة انضباطية من جمهور الأهلي، إلا أن اللجنة المؤقتة – كما قالوا – “طنشت” عن كل شيء، وجاء قرارها يعاكس الواقع وكأنه أراد أن ينهي الوثبة فيه.
كل هذه العقوبات ترسم إشارات استفهام عريضة، ويحق لنا أن نسأل: إلام استندت اللجنة في قراراتها؟