600 رأس جاموس في الغاب.. وتحديات تهدد بالعزوف عن التربية
دمشق – نجوى عيدة
تسجّل تربية الجواميس في سورية تراجعاً ملحوظاً عاماً بعد آخر، ولم يثر ذلك “حمية” المسؤولين في وزارة الزراعة للحفاظ على ما تبقى من رؤوس تندرج تربيتها تحت مسمّى الحفاظ على التنوع لحيوي، ورغم أن سهل الغاب في محافظة حماة يحتضن المحطة “الأخيرة” للجاموس ويعتبر البيئة المناسبة له، لاتزال الصعوبات العالقة فيها ومنذ سنوات هي ذاتها اليوم دون أي تطوير يُذكر.
مدير محطة بحوث شطحة، المهندس نادر درباس، وفي حديث لـ “البعث”، بيّن أن عدد القطيع في المحطة لا يتجاوز الـ 182 رأساً بينها 36 ذكراً، و6 ثيران و146 إناث، منها 46 رأساً منتجة، والباقي قطيع نامٍ، بينما كان عدد القطيع في سورية في الـ 2020 قرابة 3000 رأس، حصة حماة منها 1000 رأس، وتبلغ كمية إنتاج الحليب الحالية 24 طناً وهي مخصّصة لرضاعة المواليد حتى الفطام، وقرابة 23 طناً يتمّ بيعها للعمال بالمحطة بسعر منخفض.
وبالنسبة للمربين – يتابع المهندس درباس – فقد بلغ عددهم، حسب آخر إحصائية، 20 مربياً يملكون 600 رأس جاموس، وتجدر الإشارة هنا إلى أن الجواميس الموجودة هي من نوع جاموس المستنقعات، ولذلك فإن كمية الحليب المنتجة من الجاموسة الحلوب تبلغ فقط 3 – 6 كغ باليوم، وهي نسبة منخفضة لكنها مرغوبة جداً في صناعة الجبنة، علماً أن أفضل إنتاجية من حليب جاموس المستنقعات بالعالم لا تتجاوز ١٥٠٠ كغ في الموسم، أما سعر اللحم فهو أقل من لحم البقر بحدود 15%، رغم الطلب عليه كونه قليل الدهن.
وتمنى درباس استيراد سلالات الموراة أو السورتي كونها تعطي إنتاج حليب ضعف الجاموس السوري، مع الحفاظ على الجاموس الحالي كبنك وراثي، مبيناً أن الموراة النهري تنتج كمتوسط حليب 2000 كغ بالموسم، وهي ذات مردودية اقتصادية عالية قد تزيد من عدد المربين كما حصل عند استيراد سلالة أبقار الهولشتاين والفريزان.
وتطرق مدير محطة بحوث شطحة إلى مشكلة الكهرباء العالقة منذ سنوات وحاجتهم لمولدة خاصة، إضافة لقلة المياه، حيث تبلغ حاجة المحطة يومياً من مياه الشرب قرابة ثمانية آلاف لتر. وفيما يتعلق بالأعلاف فإنها تستجر عن طريق مؤسسة الأعلاف وقسم منها إنتاج حقول مركز بحوث الغاب، أما الأدوية فتأتي من مديرية الصحة الحيوانية في هيئة تطوير الغاب كما يتمّ شراء أدوية العلاجات من السوق المحلية. وأبدى درباس تخوفه من عزوف المربين عن تربية الجواميس وانخفاض عدد القطيع إذا بقيت أسعار الأعلاف والأدوية مرتفعة، فالمربي يرغب بالربح لا الخسارة، مشدداً على ضرورة دعم المربين بأعلاف ذات سعر منخفض /مدعوم/ كون عدد قطيع الجاموس لا يتجاوز ٦٠٠ رأس في منطقة الغاب، منوهاً بنيّة المحطة بيع عجول محسنة للمربين وبعض إناث الجاموس.
واعتبر بعض المربين ممن تواصلنا معهم أن مهنتهم خاسرة، غير أنهم ورثوا تربية الجاموس عن آبائهم وأجدادهم ولا يرغبون بالتخلي عنها حالياً، رغم أن ربحهم لا يتجاوز أجور العمال، واشتكوا من ارتفاع تكاليف التربية بسبب ارتفاع أسعار الأعلاف وعدم توفر المراعي الكافية، إلى جانب وجود مكب قمامة لبلدية شطحة في المرعى أدى إلى نفوق العديد من رؤوس الجاموس بحسب حديثهم، وفشلت جميع المحاولات لنقل المكب وإبعاده عن المراعي.
وأكد المهندس درباس مراسلة محافظة حماة لأكثر من مرة عن طريق رئيس مركز بحوث الغاب للتوجيه لبلدية شطحة بنقل مكب القمامة التابع لها.
وبالاتصال مع رئيس بلدية شطحة، أمير محفوض، أكد أن المكب أُحدث منذ ثلاث سنوات وحُدّد مكانه بالاتفاق مع مدير المحطة السابق، وبحضور لجنة أملاك الدولة وضمن المخطط التنظيمي، وهو غير مؤذٍ ويتمّ إغلاقه صيفاً وفتحه شتاءً. وقد وعد بإغلاق المكب نهائياً ريثما يتمّ تخصيص أرض أخرى ضمن المخطط لحماية المحطة ودرءاً للمخاطر.