الجيش الروسي يحرر ماريوبول عاصمة النازية في أوكرانيا
بعد أن أبلغه وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو بتحرير مدينة ماريوبول “عاصمة كتيبة آزوف” الأوكرانية المتطرفة، حيث حوصر نحو ألفي مسلح بمنطقة مصنع “أزوفستال” في المدينة، وجّه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قوات الجيش بعدم اقتحام منطقة المصنع، مشدّداً على ضرورة إحكام الطوق عليها “كي لا تقدر حتى الذبابة على المرور”.
وقال بوتين خلال اجتماع مع وزير الدفاع سيرغي شويغو اليوم الخميس: “أعتبر الاقتحام المقترح للمنطقة الصناعية أمراً غير مجدٍ، وآمر بإلغائه”.
وعلل بوتين إلغاء اقتحام “آزوفستال” باعتبارات إنقاذ أرواح الجنود الروس وقال: “هذا هو الحال عندما يجب أن نعتني – أكثر من أي وقت آخر – بالحفاظ على حياة وصحّة جنودنا وضباطنا. ليست هناك حاجة للنزول إلى السراديب والزحف تحت أرض هذه المنشآت الصناعية”. وأضاف: “أغلقوا هذه المنطقة الصناعية حتى لا تستطيع الذبابة المرور بها”.
وأكد بوتين أن روسيا تضمن الحياة والمعاملة اللائقة لعناصر الجيش الأوكراني إذا قرّروا الخروج من “آزوفستال”.
بدوره قال وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو بأن التشكيلات المسلحة الأوكرانية في ماريوبول كانت بحوزتهم أسلحة قادرة على الوصول إلى مناطق روسية.
وأفاد شويغو بأن الأسلحة التي حشدتها التشكيلات المسلحة الأوكرانية في المدينة تضمّنت أنظمة صواريخ تكتيكية من طراز “توتشكا أو” قادرة على إصابة أهداف في “تاغانروغ” و”روستوف نا دانو” داخل الأراضي الروسية.
وقال شويغو بهذا الشأن: “جرى حشد كمية كبيرة من الأسلحة الثقيلة والمعدات العسكرية، بما في ذلك الدبابات والمدفعية الصاروخية، سميرش وأوراغان، وأنظمة المدفعية العالية القوة وأنظمة الصواريخ، وأنظمة الصواريخ (توشكا أو) إلى المدينة. يبلغ مدى توشكا أو 120 كيلومتراً، وتقع تاغونروغ على بعد 94 كيلومتراً من ماريوبول، كما أن روستوف، عاصمة المنطقة الفيدرالية الجنوبية على هذه المسافة تقريباً”.
وأضاف: تم تكوين مخزون من الصواريخ والذخائر والوقود ومواد التشحيم والمواد الغذائية للعمليات القتالية الطويلة المدى في المدينة، كما تم تفخيخ العناصر الرئيسة للبنية التحتية المدنية، بما في ذلك الميناء والممر المائي، وإغلاقها بواسطة الرافعات العائمة.
وأوضح وزير الدفاع الروسي أن الجانب الأوكراني في ماريوبول كانت لديه 179 دبابة ومدرعات قتالية و170 قطعة مدفعية ومنصة هاون.
وصرح المتحدث الرسمي باسم وزارة الدفاع في الاتحاد الروسي إيغور كوناشينكوف في 16 نيسان بأن أراضي المدينة بأكملها قد تم تطهيرها من الجيش الأوكراني والمرتزقة الأجانب والنازيين الجدد من فوج آزوف، بينما تمت محاصرة فلول القوات الأوكرانية في مصنع آزوفستال.
وكان رئيس جمهورية الشيشان رمضان قديروف قال في وقت سابق: إنه سيتم تحرير مصنع “آزوفستال” في ماريوبول بالكامل من أيدي المتطرفين الأوكرانيين.
وشدّد قديروف على أن هذا المجمع الصناعي، سيخضع لسيطرة القوات المسلحة الروسية مع حلول ظهر يوم 21 نيسان.
وأضاف قديروف: “اليوم، قبل أو بعد الغداء، سيكون مصنع آزوفستال تحت السيطرة الكاملة للقوات المسلحة الروسية. الاستراتيجية جاهزة والمقاتلون على أهبة الاستعداد، وهناك حاجة لبعض الوقت فقط”.
ووفقاً له، لن يكون هناك بعد الآن أي مجال لمعاناة الناس في دونباس، ولن يكون هناك قوميون متعصبون في أوكرانيا.
وقال رئيس الشيشان: “بالنسبة للغرب وأوروبا، هذه أخبار غير سارة، ولكن بالنسبة للأشخاص العاديين الذين يرغبون في العيش في سلام ووئام، فهذا أمر سار جداً”.
وأضاف، مخاطباً المتشددين الأوكرانيين: كان يجب عليهم “الاستسلام في وقت سابق”، لكن حتى لو قرّروا الاستسلام في الصباح، فإنه يؤكد أن قيادة القوات المسلحة الروسية ستتخذ “القرار الصائب”.
ميدانياً أيضاً، قالت وزارة الدفاع الروسية في بيانها اليومي: إن القوات الصاروخية والمدفعية الروسية قصفت خلال 24 ساعة 1001 هدف عسكري أوكراني.
وأضافت الوزارة في بيانها اليوم: إن القوات المسلحة الروسية تمكّنت مع قوات لوغانسك من السيطرة بالكامل على المركز السكني “كريمينايا”، الذي حوله النازيون الأوكرانيون إلى منطقة محصّنة. وبفضل التنسيق الجيد من جانب المهاجمين، تم تجنب حدوث دمار كبير في البنية التحتية الحضرية والمباني السكنية.
وذكر البيان، أن الطيران الحربي الروسي قصف الليلة الماضية 20 موقع تمركز للقوات والمعدات العسكرية الأوكرانية في مناطق شوركي، ونوفونيكولايفكا، وألكساندروفكا.
وأشارت الوزارة إلى أن القوات الصاروخية والمدفعية الروسية قصفت خلال الـ24 ساعة الماضية، 1001 هدف عسكري أوكراني، بما في ذلك: 58 موقعاً للقيادة، و162 موقع إطلاق نار للمدفعية الأوكرانية، و771 نقطة محصّنة ومناطق تكديس الأفراد والمعدات العسكرية الأوكرانية في المراكز السكنية ماياكي وديبرفنيو ودلبينا كراسنوبوليه، وكاميشيفاخا فيليكويه وتشيرفونو، وفيرنوبولي وباشكوفا ودميتروفكا، وسلاتينو وفيسكويه وتشيرنوغلازكويه وغيرها.
وتمكن الدفاع الجوي الروسي من تدمير 13 طائرة دون طيار أوكرانية في بلدات ومدن بيريزوفايا وبرازكوفا وفيركهنيتوريتسكو وديبروفكا وإيزيوم، وكالينوفكا وكيسليفكا ولوزوفايا ونوفوبوغدانوفكا، ونوفوبوغدانوفكا ونوفوكاند، كما تم تدمير صاروخ أوكراني من طراز “توتشكا أو” قرب دونيتسك.
وفيما يتعلّق بإدارة المناطق المحررة، صرّحت الإدارة المدنية المؤقتة للأراضي المحرّرة في مقاطعة خاركوف بشرق أوكرانيا، بأن استفتاء أو استطلاع رأي حول المستقبل السياسي للمنطقة قد يجري فيها بعد استقرار الأوضاع.
وقال رئيس الإدارة المدنية المؤقتة فيتالي غانتشيف لوكالة “نوفوستي”: “كما تدركون فإنه في مجتمع ديمقراطي يعود القرار إلى السكان قبل غيرهم. لذلك أعتقد، أنه عندما يتم تحرير المنطقة بأكملها واجتثاث النازية منها، سيُتخذ عندها على الأرجح قرار بشأن إجراء استطلاع أو استفتاء بين السكان”.
ولفت غانتشيف إلى أن مصطلح “أوكرانيا الجديدة” قد ترسّخ في أذهان السكان المحليين، وأوضح قائلاً: “هذا ليس مصطلحاً سياسياً. الآن يوجد بين الناس مفهوم “تلك أوكرانيا” للإشارة إلى الكيان الذي كان قائماً قبل العملية العسكرية، والذي تميّز بالصبغة النازية، حيث قام القوميون الذين نشروا فكرتهم في جميع أنحاء أوكرانيا، بالاستيلاء على السلطة من خلال انقلاب بمساعدة الرعاة الغربيين”.
وتابع: “أما الكلام الذي يُتداول على ألسنة السكان، فيشير إلى رغبتهم بالعيش في أوكرانيا مختلفة خالية من المظاهر التي شاهدوها فيها على مدى السنوات الثماني الماضية”.
وفي الشأن الأوكراني أيضاً، وفيما يخصّ المساعدات العسكرية المقدّمة للنظام في كييف، أفادت وكالة أنباء “كيودو” بأن الهند رفضت استقبال طائرة تابعة للقوات الجوية اليابانية تحمل مساعدات إلى أوكرانيا.
وكان من المفترض في نهاية نيسان، أن تنقل الطائرة شحنة من المساعدات الإنسانية إلى بولندا ورومانيا، المجاورتين لأوكرانيا، عبر مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، بينما يجري استخدام الهند والإمارات العربية المتحدة كنقاط عبور لهذا الغرض.
وأشير إلى أن القضية تمّت تسويتها مع دلهي على المستوى العملي، ولكن في 20 نيسان تم استلام الرفض، حيث عزت السلطات الهندية السبب في ذلك إلى التنسيق غير الكافي. وسيتم اتخاذ القرار النهائي بشأن هذه القضية يوم الجمعة.
وكان وزير الدفاع الهندي راجناث سينغ قال في وقت سابق: إن الولايات المتحدة تدرك أن دلهي وموسكو “حليفان طبيعيان” وتحافظان على علاقات مستقرة، ولكن في الوقت نفسه، لن تسمح الهند لعلاقاتها مع دولة ثالثة أن تؤثر سلباً في المصالح الوطنية للولايات المتحدة”.