دوري شباب الممتاز.. مسابقة فقيرة المضمون وسيئة الشكل
يسدلُ الستار عصر اليوم على آخر جولات دوري فئة الشباب للدرجة الممتازة بكرة القدم، والذي حافظ فيه أهلي حلب على اللقب وهبط العربي والجهاد إلى الدرجة الأولى في حصيلة متوقعة، بالنظر إلى تفوق أهلي حلب الواضح على كل منافسيه ونقص الخبرة لدى العربي وقلة الإمكانية لدى الجهاد.
المشكلة أن نسخة هذا الموسم جاءت مكررة عما سبقها دون أي تحسّن خصوصاً من النواحي التنظيمية، والبداية كانت في التأجيلات الكثيرة التي أصابت الدوري لأسباب متعدّدة جعلت الفرق تتخبط وتدخل دوامة الفراغ لفترات طويلة، كما أن الملاعب التي احتضنت المباريات خاصة في بعض المحافظات غير مناسبة لإظهار إمكانيات اللاعبين وتفتقد للأساسيات من (أرضية، مشالح، مرافق)، إضافة لانتقال حساسيات مباريات دوري الرجال لفئة الشباب وبالتالي خروج عدة مباريات عن النص!.
طبعاً هذه التفاصيل المهمّة أثرت بشكل واضح على المستوى الفني الذي كان ضعيفاً في أغلب اللقاءات، وأوضح مقدار ضعف التحضير والاهتمام بهذه الفئة من خلال التقلبات التي ظهرت خلال الموسم، فتقدمت فرق ثم تراجعت ثم تقدمت ما جعل سلم الترتيب متغيراً باستمرار وبشكل مثير للاستغراب.
هذه الوضعية السيئة للدوري فنياً وتنظيمياً جعلت الناتج عنه هزيلاً وهو ما ظهر من خلال منتخبنا الوطني للشباب الذي كان حصيلة عمل أندية هذه الفئة، حيث ظهر بشكل شاحب في مبارياته الودية العديدة، فضلاً عن مشاركته المخيبة في بطولة غرب آسيا، لتستمر الخيبات في هذه الفئة التي كانت في يوم من الأيام مصدر الفرح والإنجاز لكرتنا.
وتبقى المشكلة الكبيرة أن الدوري لم يفرز نجوماً واعدين رغم وجود بعض المواهب التي يمكن أن تصل للنجومية، فسابقاً كانت فرق الشباب تزود فرق الرجال بشكل مستمر بلاعبين مميزين، لكننا اليوم نجد فجوة كبيرة في هذا المجال ولنا في معدل أعمار لاعبي الدوري الممتاز خير دليل.
عموماً ما وصلت إليه مسابقة هذه الفئة يتطلب من الاتحاد الكروي المقبل أن يضع خطة طوارئ لإنقاذها، فمن غير المقبول أن يكون مستقبل كرتنا مرتبطاً بدوري وصلت أموره من السوء أن تختتم منافساته ولم يعرف الترتيب النهائي لفرقه في ظل مباريات مؤجلة لم تلعب وربما لن تلعب!!.
المحرر الرياضي