في ذكرى الإبادة الأرمنية.. جرائم العثمانيين لا تسقط بالتقادم
يحيي الشعب الأرمني في وطنه الأم والمهجر هذه الأيام الذكرى السابعة بعد المئة للابادة الجماعية التي تعرض لها الأرمن على يد العثمانيين والتي بدأت في مثل هذا اليوم عام 1915 وأودت بحياة أكثر من مليون ونصف المليون شخص من الأبرياء.
ورغم مرور هذه السنوات الطويلة على ارتكاب العثمانيين لهذه الجريمة إلا أن أصداءها ما زالت تتردد حتى اليوم في شتى أرجاء العالم لكونها تعد من أبشع صور الانتهاكات المرتكبة بحق الإنسانية جمعاء والتي تتكرر في وقتنا الراهن على يد نظام رجب طيب أردوغان بحق شعوب ودول المنطقة سائراً في ذلك على خطا أجداده العثمانيين.
ويمكن القول إن مصطلح “الإبادة الجماعية” هو الأكثر قدرة على وصف ما قام به العثمانيون من جرائم وانتهاكات يندى لها الجبين بحق الأرمن بين ربيع عام 1915 وحتى خريف 1916 حيث أقدموا على ارتكاب أبشع حالات الاضطهاد والقتل والمجازر بحق الأرمن إضافة إلى إبعاد عشرات الآلاف من الأطفال قسراً عن أسرهم.
ولم يكتف العثمانيون بقتل الرجال والنساء والشيوخ بل عمدوا إلى اتباع سياسة الترحيل الجماعي من الأناضول الى مناطق أخرى وخلال المسيرات القسرية عبر الصحراء تعرضت قوافل كبار السن والنساء والأطفال الناجين إلى هجمات وحشية من العصابات الإجرامية والمدنيين وعمليات سرقة واغتصاب وابتزاز وتعذيب وقتل.
ويؤكد المؤرخون الأرمن أن القوات العثمانية آنذاك استهدفت أسلافهم بشكل ممنهج بالقتل والاعتقال والتهجير وهو ما يستدعي تصنيف هذه الأعمال كإبادة جماعية تستحق الاعتراف من قبل النظام التركي وتقديم تعويضات وهو الأمر الذي لا يزال نظام أردوغان يصر على إنكاره ورفضه وتسايره في ذلك دول غربية عدة رغم تشدقها المستمر بحقوق الإنسان والدفاع عنها.
ولعل من أكبر مخاوف هذا النظام من الاعتراف بالإبادة الجماعية للأرمن أن يدفع ذلك دولاً وجماعات أخرى لتبني مطالب مماثلة حيث ارتكب العثمانيون سلسلة طويلة من المجازر والجرائم بحق العديد من الشعوب في المنطقة فيما لا يزال النظام الحالي يسير على نفس النهج ويرتكب الانتهاكات والجرائم بحق دول المنطقة وشعوبها وفي مقدمتهم الشعب السوري الذي يعاني حالياً من تبعات الاحتلالين التركي والأمريكي لأراضيه وسرقة موارده وثرواته.
واليوم ورغم مرور السنوات والعقود على هذه الإبادة الجماعية إلا أنها لا تزال حاضرة ببشاعتها وصورها الدامية في الذهن العالمي ما يؤكد بشكل قاطع أن الجرائم ضد الإنسانية التي ارتكبها العثمانيون ويرتكبها حالياً نظام أردوغان في شمال سورية وكيان الاحتلال الإسرائيلي في فلسطين والجولان السوري المحتل والولايات المتحدة في العديد من دول العالم لا يمكن أن تسقط بالتقادم.