بوتين: هدف الغرب تقسيم المجتمع الروسي وتدمير البلاد من الداخل
البعث – وكالات:
أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن الهدف الرئيسي للغرب هو تقسيم المجتمع الروسي وتدمير البلاد من الداخل مشدداً على أن هذا لن يتحقق.
وقال بوتين خلال اجتماع للنيابة العامة اليوم في موسكو “إن روسيا تواجه ضغطاً غير مسبوق من العقوبات إلا أن الاقتصاد الروسي لديه كل الإمكانيات لتجاوز آثار العقوبات”.
وأشار بوتين إلى أن المجتمع الروسي يظهر النضوج والتماسك ويدعم القوات المسلحة التي تواصل عمليتها العسكرية في أوكرانيا مشيداً بالدعم الاجتماعي داخل روسيا لأهالي دونباس الذين عانوا طوال السنوات الثماني الماضية من جرائم النازيين الأوكران بحقهم.
ولفت بوتين إلى أن التشكيلات المتطرفة والمرتزقة الأجانب في أوكرانيا ينتهكون حقوق الإنسان ويتهمون روسيا بذلك بدعم من الغرب الذي يستغل هيمنته في الفضاء الإعلامي لخداع مواطنيه.
وأعلن بوتين إحباط أجهزة الأمن مخططاً إرهابياً استهدف اغتيال إعلامي بارز في روسيا وقال “في ظل تكبدهم هزيمة مطلقة في الجبهة الإعلامية هنا في داخل روسيا انتقلوا إلى الإرهاب والتحضير لاغتيال صحفيينا وصباح اليوم أوقفت هيئة الأمن الفيدرالية أنشطة مجموعة إرهابية كانت تخطط لمهاجمة أحد أشهر الإعلاميين التلفزيونيين الروس واغتياله وبطبيعة الحال سيحاولون الآن النأي بأنفسهم عن هذه القضية ولكن هناك حقائق وأدلة دامغة”.
وأكدت هيئة الأمن الفيدرالية في بيان لها أن الإعلامي الذي تحدث عنه بوتين هو المذيع التلفزيوني سيرغي سولوفيوف مشيرة إلى أن مخطط اغتياله وضع من قبل مجموعة من عناصر تنظيم نازي مدرج على قائمة الإرهاب في روسيا.
وذكرت الهيئة أن هذا المخطط وضع بأمر من جهاز الأمن الأوكراني وأن منفذيه كانوا يخططون للفرار من روسيا بعد تنفيذ عملية الاغتيال لكن تم إلقاء القبض عليهم وهم يدلون الآن باعترافات لأجهزة الأمن.
في الأثناء، أعلن نائب وزير الخارجية الروسي أندريه رودينكو اليوم عدم وجود تحضيرات لإجراء جولة محادثات جديدة بين وزيري الخارجية الروسي سيرغي لافروف والأوكراني دمتري كوليبا في اسطنبول حتى الآن.
ونقلت وكالة نوفوستي عن رودينكو قوله في تصريح للصحفيين: إن إمكانية عقد لقاء حضوري جديد بين وفدي روسيا وأوكرانيا ليست مطروحة على الأجندة الآن لكننا سندرس هذا الموضوع بمجرد توصلنا إلى اتفاقات ذات مغزى يمكن تبادل الآراء بخصوصها بشكل مفصل.
يذكر أن الوفدين الروسي والأوكراني عقدا عدداً من جولات المفاوضات في بيلاروس وتركيا منذ بدء العملية العسكرية الروسية الخاصة لحماية سكان دونباس في الـ24 من شباط الماضي كما اجتمع لافروف مع كوليبا في الـ10 من آذار في أنطاليا بحضور وزير خارجية النظام التركي مولود تشاووش أوغلو.
في سياق متصل، أكدت روسيا أن قيام الغرب وخاصة الولايات المتحدة الأمريكية بإرسال أسلحة إلى أوكرانيا لا يسهم في إيجاد حل دبلوماسي وتسوية للأزمة فيها.
وأفاد السفير الروسي لدى الولايات المتحدة الأمريكية أناتولي أنطونوف في مقابلة مع قناة (روسيا 24) بأن بلاده أرسلت مذكرة إلى واشنطن لوقف توريدها الأسلحة لأوكرانيا عقب إعلانها الأخير عن توريد أسلحة بقيمة 800 مليون دولار.
واعتبر أنطونوف أن هذا الرقم الضخم يدفع نحو زيادة المخاطر وتفاقم الوضع مشيراً إلى أن غاية الولايات المتحدة من ذلك (وعلى حد تعبير بعض أعضاء مجلس الشيوخ الأمريكي) هي منع روسيا من الوقوف على قدميها ومن الحفاظ على مصالحها وسماع صوتها حول العالم.
إلى ذلك، أعلنت وزارة الخارجية الروسية أن موسكو اتخذت إجراءات في الوقت المناسب لتقليل المخاطر الناجمة عن أعمال الغرب ضدها.
وقال مدير دائرة رابطة الدول المستقلة بالوزارة دينيس غونتشار لوكالة نوفوستي “بدأنا في اتخاذ إجراءات مسبقة لتقليل المخاطر المرتبطة بإجراءات الغرب غير النظيفة في الاقتصاد العالمي” موضحاً أن تلك الإجراءات تتمثل في التحول بشكل أكثر فاعلية إلى التسويات بالعملات الوطنية.
وبشأن كيفية تأثير أزمة العلاقات الروسية مع الغرب على تعاون موسكو مع أذربيجان وأرمينيا اعتبر غونتشار ان بنية العلاقات الاقتصادية الروسية الأذربيجانية تتأثر بشكل ضئيل بالعوامل السلبية الخارجية وتتكيف بسرعة مع المواقف غير القياسية كما تبحث روسيا عن مجالات جديدة للتعاون مع أرمينيا التي تم الاتفاق معها على توسيع استخدام العملات الوطنية في التسويات في إطار التجارة المتبادلة.
كما غرمت الوكالة الروسية المختصة بالإشراف على الاتصالات وتقنية المعلومات “روسكومنادزور” شركة غوغل بأكثر من 7 مليارات روبل لعدم حذفها محتوى محظوراً على موقع يوتيوب.
ونقلت وكالة نوفوستي عن نائب رئيس الوكالة سوبوتين قوله أمام منتدى الإنترنت الآمن الذي عقد اليوم في مقر وكالة روسيا سيغودنيا: فرضت محكمة بطلب من وكالة روسكومنادزور على منصة يوتيوب التي اشترتها غوغل غرامات تتجاوز قيمتها 7 مليارات روبل وذلك لعدم حذفها المحتوى المحظور.
وأشار سوبوتين إلى أن إدارة منصة يوتيوب أغلقت في الأشهر الأخيرة الوصول إلى أكثر من 60 وسيلة إعلام روسية وقناة للشخصيات والمؤسسات الاجتماعية الروسية.
وكانت وكالة “روسكومنادزور” طالبت في الثامن عشر من آذار الماضي شركة غوغل الأمريكية بالتوقف فوراً عن نشر التهديدات ضد المواطنين الروس على منصة يوتيوب التابعة لها.