اليتيم السوري يحتفل بيومه المضاء بالوطن والفرح والعطاء
حلب – غالية خوجة
تحدياً لكافة أشكال العنف والإرهاب والحصار، وسعياً لبناء إنسان سوي إيجابي، خصصت وزارة الثقافة يوماً احتفالياً لليتيم انطلقت أشعته في المحافظات السورية، 20 و26 نيسان، وصولاً إلى حلب المحتفية في المركز الثقافي العربي بالعزيزية ببرنامج فني أدبي ثقافي منوع، بالتضافر مع عدة جهات وجمعيات خيرية، منها الأيتام الإسلامية، دار الفتاة اليتيمة، جمعية بشرى الغد، الجمعية الخيرية الإسلامية، والمدارس مثل الغسانية والرشيد والحيلان والتحرير.
تضمّنت الاحتفالية فقرات تراثية ووطنية متنوعة بين الغناء والفنون الشعبية، كما حضر الحكواتي، ولوحات هادفة بين المشاهد الاستعراضية والمسرحية والراقصة، ليعبّر الأطفال عن أحلامهم وحياتهم، وهم يتحركون مع القدود الحلبية والأغاني العالمية مثل أغاني شاكيرا والجاز والرقص العربي والإيقاعي، والملاحظ أنهم أجادوا لكنهم بحاجة إلى مزيد من التدريب المتناسق، إضافة إلى مزيد من التنظيم بين المنصة والحضور.
وعن هذه الفعالية، سألت “البعث” جهاد الغنيمة مدير المركز الثقافي بالعزيزية عن الأهداف القريبة والبعيدة؟ فأجاب: تظاهرة كرنفالية تعطي اليتيم فرصة وجزءاً من حقه وتثبت التضامن الاجتماعي، خصوصاً، بعد الحرب الظالمة التي مورست على سورية، كما أنها لفتة إنسانية ثقافية تكتشف المواهب، مسندركاً: المؤسسات الحكومية بمفردها لا تستطيع تقديم كل شيء، لذا لا بد من التضامن الاجتماعي والاقتصادي، ولا بد من إعادة صياغة التشريع في هذا المجال من أجل إيجاد قالب قانوني يؤطر عمل الجهات العامة والخاصة في مجال خدمة اليتيم. وأضاف: نحتاج لمذكرات تفاهم واتفاقيات وتعاقدات من أجل المشردين والمتسولين وعمالة الأطفال من خلال إشراك الأوقاف والفعاليات الاجتماعية.
وشاركنا مصطفى علي من المركز الثقافي بالعزيزية رأيه قائلاً: نحتاج لتضافر جميع الجهود لتسليط الضوء على هذه الآلام والآمال، ليقوم العمل المجتمعي التنويري بواجبه ومهامه ومسؤولياته كما يجب، خصوصاً، وأننا حالياً بأمسّ الحاجة لهذا التضافر.
وبدورها، أكدت المشرفة عهد بريدي أن المجتمع السلبي هو اليتيم وليس من فقد أحد والديه أو كليهما، والأطفال المشاركون في هذه التظاهرة يعون دورهم وحياتهم ويتحدون الصعاب بإيجابيتهم.
وعبر الأطفال لـ “البعث” عن سعادتهم بهذه الاحتفالية، ومنهم عبد الرحمن الزربو- جمعية الأيتام الإسلامية: أدرس الصف الخامس وأتمنى أن أكون طبيباً لأعالج الناس، أبي مفقود وأمي متوفاة ونحن 14 ولداً.
وأخبرتنا الطفلة زين الشام حموتو عن مشاركها بقراءة أدبية: أحببتُ هذه الكلمات: أنا يا أبي مذ فقدتك، ما زلتُ أحيا في ذلك الميتم، ليطلع الناس على حياتنا وكيف نستمر رغم كل شيء. بينما قال الطفل عصام جنيد مقدّم الاحتفالية: ما زلت أحلم بأن أكون شاعراً في المستقبل.