قرار ويمبلدون يقرع ناقوس الخطر في عالم الكرة الصفراء
بعد الضجة التي أثارها منظّمو بطولة استراليا المفتوحة للتنس باستبعادهم للمصنف الأول عالمياً الصربي نوفاك ديوكوفيتش، جاء الدور الآن على منظّمي بطولة ويمبلدون الانكليزية، أعرق بطولة للكرة الصفراء وأقدمها وأهمها بنظر الكثيرين، ولكن هذه المرة ليس المقصود أي لاعب، وإنما كل اللاعبين من روسيا وروسيا البيضاء من الجنسين، البطولة التي ستبدأ في 27 حزيران المقبل، وتنتهي في 10 تموز، ستحرم جمهورها من اثنين من أفضل اللاعبين في العالم، وهما المصنف الثاني عالمياً الروسي دانييل ميدفيديف، والبيلاروسية أرينا سابالينكا الرابعة عالمياً، ما يجعلنا نتساءل حول مصداقية مواثيق الكرة الصفراء المستقلة تماماً عن سياسات الدول، وإذا حذت بطولات أخرى حذو البطولة الانكليزية، ما هو مصير تصنيف رابطة محترفي كرة المضرب، ورابطة محترفات كرة المضرب؟
الحظر الذي وضعته ويمبلدون قد يؤدي في نهاية المطاف إلى أن تصبح معها الأحداث الرياضية ذكرى من الماضي الجميل، والغريب أنه لو استمرت مثل هذه الإجراءات بعدم السماح لرياضيي بلد معين بالمشاركة في المنافسات الرياضية، لأصبح الرياضيون البريطانيون أو الأمريكيون أو الفرنسيون منافسين من دون تصفيات في كل الرياضات.
أما ردود الأفعال التي أثارها هذا القرار فأبرزها جاءت من رابطة محترفي التنس التي رأت أنه قرار أحادي الجانب، فلا ينبغي معاقبة الرياضيين الأفراد، أو منعهم من المنافسة بسبب بلادهم، أو القرارات التي تتخذها حكومات بلادهم، فالتمييز ضد الرياضيين الذين ينافسون فردياً غير عادل أو مبرر، وكانت الرابطتان العالميتان للاعبي ولاعبات التنس المحترفين قد سمحت للاعبي روسيا وروسيا البيضاء بالمشاركة في البطولات بصفة محايدة.
ووصف النجم الصربي نوفاك ديوكوفيتش القرار بالجنون، مؤكداً أن لاعبي التنس والرياضيين ليست لهم علاقة بالحرب، وعندما تختلط السياسة بالرياضة فالنتيجة لا تكون جيدة، ومن المعلوم أن المصنف الأول نشأ خلال الحرب الأهلية في بلاده عقب انهيار يوغسلافيا.
بدورها لاعبة التنس الأمريكية المعتزلة مارتينا نافراتيلوفا الحائزة على لقب ويمبلدون تسع مرات برقم قياسي بين عامي 1978 و1990 أشارت إلى أن قرار ويمبلدون خاطئ، فالتنس لعبة رياضية، ومن الصعب رؤية السياسة تدمرها.
ولم تمنع ويمبلدون مشاركة لاعبين من دول معينة منذ الحرب العالمية الثانية عندما تم حرمان لاعبين من ألمانيا واليابان من المشاركة في البطولة، والمفاجئ أن الاتحاد الأمريكي للتنس الذي ينظّم بطولة أمريكا المفتوحة لم يتخذ بعد قراراً بشأن مشاركة لاعبي روسيا وبيلاروسيا في نسخة العام الحالي من البطولة الكبرى المقامة على الملاعب الصلبة التي تبدأ في 29 آب.