روسيا والصين جاهزتان للتعامل بعملتيهما الوطنيتين بعيداً عن الدولار
البعث – وكالات:
كشف مسؤول في وزارة الخارجية الروسية أنّ “موسكو وبكين أعدّتا البنية التحتية الكاملة لتنفيذ التعاملات التجارية بينهما بالعملات الوطنية لبلديهما”، ويعني ذلك أنّ البلدين ابتعدا عن الدولار الأميركي في التجارة.
وأفاد نائب وزير الخارجية الروسي إيغور مورغولوف، في مقابلة مع وكالة “نوفوستي” الروسية، نشرت اليوم الثلاثاء، بأنّ “موسكو وبكين شيدتا البنية التحتية الكاملة للانتقال إلى التجارة بالعملات الوطنية”.
وقال مورغولوف: “فيما يتعلق بالتسويات التجارية، فقد أظهرت الأحداث الأخيرة بوضوح أنّ العملات الوطنية هي أكثر طرق الدفع موثوقية وأماناً”، مضيفاً: “لقد قمنا ببناء البنية التحتية اللازمة مع الصين في هذا المجال، وهناك بنك في روسيا لتنفيذ إجراءات مقاصة اليوان، وقد تمّ إبرام اتفاق بشأن مقايضة العملات بين البنوك المركزية في البلدين”.
وأشار المسؤول الروسي إلى أنّ “حصة التعاملات التجارية بين روسيا والصين بالعملات الوطنية نمت على مدى السنوات الماضية”، موضحاً أنه “في النصف الأول من العام الماضي بلغت حصة التعاملات 25%”، معرباً عن ثقته من أنّ “روسيا والصين سيشهدان في المستقبل القريب مزيداً من النمو السريع”.
وفيما يتعلق بالتوجه الروسي نحو الشرق أثر العقوبات الغربية على خلفية العملية العسكرية الخاصة لحماية سكان دونباس قال مورغولوف: “إعادة توجيه استراتيجيتنا الاقتصادية الخارجية نحو الشرق لم تبدأ اليوم وهذه العملية موضوعية بطبيعتها وتعزى أولاً وقبل كل شيء إلى تحول منطقة آسيا والمحيط الهادئ إلى قاطرة للتنمية الاقتصادية العالمية” لافتاً في هذا السياق إلى أن “حصة دول آسيا والمحيط الهادئ في التجارة الخارجية لروسيا تضاعفت منذ عام 2010 بأكثر من ثلاثة أضعاف وأنه بحلول عام 2022 تجاوزت الـ30 بالمئة”.
ولفت مورغولوف إلى أن ذلك يضع أساساً متيناً لمزيد من بناء التعاون مع الشركاء الآسيويين الذين لا ينضمون إلى العقوبات المناهضة لروسيا من بينهم ليس فقط الصين وإنما أيضاً العملاق الاقتصادي مثل الهند واللاعبون الاقتصاديون الإقليميون الكبار مثل إيران وباكستان وبنغلاديش وسريلانكا وفيتنام وإندونيسيا وماليزيا وتايلاند ودول أخرى في جنوب شرق آسيا.
وأوضح أن كل هذه الاقتصادات النامية مهتمة بالحصول على مجموعة واسعة من السلع الروسية مثل موارد الطاقة والأسمدة والمعادن الحديدية وغير الحديدية والأغذية عالية الجودة والمنتجات الهندسية.
من جهة أخرى وبخصوص المخاوف من تحول حلف (كواد) والذي يضم الهند وأستراليا واليابان والولايات المتحدة إلى حلف (ناتو آسيوي) قال مورغولوف: “أعتقد أن خطط هؤلاء المهندسين السياسيين الذين يودون أن يروا فيها النموذج الأولي لحلف الناتو الآسيوي القائم على تضامن المحيطين الهندي والهادئ المشابه لحلف شمال الأطلسي لن تتحقق”.
واعتبر أن عدم تحقق ذلك يعود للعديد من الأسباب منها عدم تجانس تكوين التحالف المذكور فضلاً عن أنه لا يمكن العثور بين الدول المسؤولة عن هذه المنطقة من يريد الانجرار إلى المواجهة التي تستعد الولايات المتحدة وحلفاؤها لخوضها وخاصة من أجل ردع الصين النامية بسرعة.
ومنذ سنوات تعمل روسيا على تقليص اعتمادها على الدولار، في ظل سياسة العقوبات التي تتبعها الولايات المتحدة، ودول الغرب، حيث تستخدم واشنطن أخيراً العملة الأميركية كأداة في العقوبات، بعد إطلاق روسيا عمليتها العسكرية الخاصة في أوكرانيا.
وقال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، خلال اجتماع حكومي، أمس الإثنين، تناول القضايا الاقتصادية، إنّ “الاقتصاد الروسي مستمر في الاستقرار، تزامناً مع تباطؤ وتيرة التضخم وتعزيز الروبل الروسي مواقعه”.
وخلال زيارة الرئيس الروسي إلى بكين في شهر شباط الماضي، كشف بيانُ مشترك بين موسكو وبكين عن الشراكة الإستراتيجية، عبر صفقات يتجاوز عددها 15 اتفاقية، بينها التوقيع على اتفاقية لتوريد الغاز الروسي إلى الصين من خلال خط أنابيب جديد.
كذلك كشفت إدارة الجمارك الصينية، في شهر آذار، ارتفاع حجم التبادل التجاري بين روسيا والصين خلال أول شهرين من عام 2022 بنسبة 38.5%.
ويواصل الروبل الروسي ارتفاعه أمام العملتين الأميركية والأوروبية، وذلك في أعقاب إجراءات المصرف المركزي الروسي للتقليل من آثار العقوبات.