“الناتو” يواصل إمداد أوكرانيا بأحدث الأسلحة
البعث – وكالات:
في الوقت الذي تستمر فيه القوات الروسية في تدمير البنية التحتية العسكرية الأوكرانية، يواصل الغرب إمداد كييف بالسلاح أملاً في إطالة أمد النزاع، وبالتالي استنزاف الجيش الروسي حتى النهاية.
فقد أعلنت وزارة الدفاع الروسية أن قواتها دمّرت بصواريخ “كاليبر” مستودعات تحتوي على شحنة ضخمة من الأسلحة والذخيرة الأجنبية على أرض معمل الألمنيوم في زابوروجيه بجنوب أوكرانيا.
وقال المتحدث باسم الدفاع الروسية إيغور كوناشينكوف: إن “صواريخ عالية الدقة طويلة المدى من طراز كاليبر أطلقت من البحر، دمّرت حظائر للطائرات في أرض مصنع زابوروجيه للألمنيوم احتوت على دفعة كبيرة من الأسلحة والذخائر الأجنبية التي قدّمتها الولايات المتحدة ودول أوروبية للقوات الأوكرانية”.
وأضاف كوناشينكوف في إفادة يومية قدّمها للصحفيين صباح اليوم الأربعاء: إن طيران الجيش الروسي استهدف 59 منشأة عسكرية أوكرانية خلال الليلة الماضية.
وأدّت ضربات القوات الجوية الفضائية الروسية خلال الليل إلى مقتل أكثر من 120 من عناصر الوحدات القومية المتطرفة وتدمير 35 قطعة من المدرعات، إضافة إلى منظومة Buk-M1 للدفاع الجوي.
وأسقطت الدفاعات الجوية الروسية 18 طائرة مسيرة أوكرانية، بينها اثنتان من طراز “بيرقدار تي بي 2″، وصاروخاً تكتيكياً من طراز “توتشكا أو”.
وأشار كوناشينكوف إلى أن القوات الصاروخية المدفعية أنجزت 573 مهمة إطلاق نار في أوكرانيا خلال الليل وأصابت من خلالها 432 منطقة تمركز للقوات والمعدات العسكرية و67 موقعاً مدفعياً وبطاريتين لراجمات الصواريخ و7 مستودعات ذخيرة.
ومنذ بداية العملية العسكرية الخاصة تم تدمير 141 طائرة أوكرانية، و110 مروحيات، و607 طائرات دون طيار، و273 منظومة صواريخ مضادة للطائرات، و2596 دبابة ومدرعة أخرى، و296 راجمة صواريخ، و1134 قطعة من المدفعية الميدانية ومدافع الهاون، إضافة إلى 2413 مركبة عسكرية خاصة.
إلى ذلك، قال محافظ مقاطعة كورسك رومان ستاروفويت: تم في الليلة الماضية تشغيل نظام الدفاع الجوي، ولم تقع إصابات أو دمار في المنطقة.
وأضاف المحافظ: “في الساعة 2.45 من الليلة الماضية، سمع العديد من سكان كورسك ما يشبه الانفجارات. يجري التحقق من تفاصيل الحادث. وفقاً للمعلومات الأولية تم تشغيل منظومة الدفاع الجوي”.
من جانبه قال محافظ مقاطعة فورونيج ألكسندر غوسيف: إن منظومة الدفاع الجوي في المنطقة اكتشفت ودمّرت طائرة استطلاع صغيرة دون طيار في السماء فوق فورونيج.
وأكد المحافظ أن الحياة تسير بشكل طبيعي في المنطقة، ولا يوجد ما يهدّد حياة وصحة السكان.
وشدّد المحافظ على أنه يراقب ويتابع شخصياً، كل تطورات الوضع في المنطقة.
قبل ذلك، ذكر مصدر في مديرية حالات الطوارئ في مقاطعة فورونيج، أنه تم سماع وقوع انفجارين بالقرب من منطقة شيلوفو في مدينة فورونيج.
وأشار المصدر إلى أن مجموعة ميدانية تابعة للمديرية توجّهت إلى المنطقة ويجري التحقق مما حدث هناك.
جاء ذلك بينما قال محافظ مقاطعة بيلغورود فياتشيسلاف غلادكوف، على قناته في تيليغرام: إن النيران اندلعت في مستودع ذخيرة بالقرب من قرية “ستارايا نيليدوفكا”.
وأكد المحافظ عدم وجود إصابات بشرية نتيجة الحادث.
وقال: “لقد تحدّثت بالهاتف لتوّي مع دينيس زولوتوخين رئيس المركز السكني الريفي غولوفينسكي. ووفقاً للمعلومات الأولية، اشتعلت النيران في مستودع للذخيرة بالقرب من قرية ستارايا نيليدوفكا”.
وأشار محافظ المقاطعة إلى عدم حدوث أي تدمير للأبنية السكنية والمنازل. وشدّد على عدم وقوع إصابات بين المدنيين.
قبل ذلك، ذكر غلادكوف أنه استيقظ من نومه، على أصوات تشبه انفجارات.
وفي مجال الحرب السيبرانية، أعلنت أوكرانيا تنظيم 660 هجمة قرصنة على شركات في روسيا وبيلاروس، وفقاً لما صرّح به نائب رئيس الوزراء الأوكراني، ميخايلو فيودوروف، من تعبئة ما سمّاه “أول جيش إلكتروني في العالم”.
جاء ذلك في مقابلة نشرت صباح اليوم، الأربعاء، في جريدة ” El País” الإسبانية، حيث قال فيودوروف، الذي يشغل كذلك منصب وزير التحول الرقمي لأوكرانيا: إن كييف شاركت في تنظيم أكثر من 660 هجمة قرصنة ضد الشركات والمؤسسات الروسية والبيلاروسية، حيث زعم أنه نظم “أول جيش إلكتروني في العالم”، يتضمن في الوقت الحالي حوالي 300 ألف متخصص، ومتطوّع، يتم الاتصال معهم من خلال تطبيق “تليغرام”، الذي يتم من خلاله نشر المهام اليومية. وقال فيودوروف: لا يوجد اتصال شخصي مع المتطوعين.
أمنياً، أحبط جهاز الأمن الفيدرالي الروسي عملاً تخريبياً ضد منشأة نقل في مقاطعة بيلغورود، واعتقل مواطنين روسيين كانا يستعدان لتنفيذه.
وأوضح مركز العلاقات العامة في جهاز الأمن الفيدرالي الروسي أن المعتقلين الاثنين هما من أنصار القوميين المتطرفين الأوكرانيين، وقد أرسلا بيانات عن الجنود الروس إلى الموقع الأوكراني “ميروتفوريتس”.
وأفاد الأمن الفيدرالي الروسي أن “جهاز الأمن الفيدرالي في بيلغورود، اعتقل اثنين من المواطنين الروس المؤيدين للنازية الأوكرانية، أثناء استعدادهما لارتكاب أعمال تخريبية في أحد مرافق البنية التحتية للنقل في مقاطعة بيلغورود”، القريبة من الحدود الأوكرانية، كما ثبت أن “هذين الشخصين أرسلا إلى الموقع الأوكراني، ميروتفوريتس، معلومات عن جنود القوات المسلحة للاتحاد الروسي الذين شاركوا في العملية العسكرية الخاصة”، مضيفاً: إن المشتبه بهما يدليان باعترافات مفصلة.
وفي المواقف الدولية، أكد وزير دفاع النظام التركي خلوصي أكار، التزام بلاده بتطبيق بنود اتفاقية مونترو الخاصة بعبور السفن الحربية من المضائق التركية أثناء الحروب.
وفي مقابلة أجرتها معه وكالة أنباء الأناضول عقب اجتماع لبحث الوضع في أوكرانيا، عُقد في قاعدة رامشتاين الجوية التابعة لحلف ناتو، جنوب غربي ألمانيا، قال أكار: “بعد اندلاع الحرب الأوكرانية الروسية، أبلغنا جميع الأطراف أنه لن تكون هناك سفن حربية تعبر مضيق البوسفور ضمن إطار مونترو، ولم يحصل حتى الآن أن حدث عبور من المضيق بأي شكل من الأشكال”.
ونقلت الوكالة عن وزير الدفاع التركي إشارته إلى التزام البلدان المعنية بطلب أنقرة، مشدّداً على أنه “لا ينبغي بأي حال أن يتحوّل البحر الأسود إلى منطقة منافسة استراتيجية، وإلا فقد تكون لذلك تداعيات خطيرة للغاية”.
وعن الألغام البحرية المنجرفة في مياه تركيا الإقليمية بالبحر الأسود، صرّح أكار بأنه تم إبطال مفعول 3 ألغام بشكل آمن حتى الآن، مضيفاً قوله: إن سفن صيد الألغام والمروحيات وطائرات الدورية البحرية وفرق “الدفاع تحت الماء” في حالة تأهب.
وتابع وزير الدفاع التركي في هذا السياق قائلا: “نراقب حالياً مضيق البوسفور عن كثب، واتخذنا تدابير إضافية لضبط الدخول والخروج وعدم مواجهة أي مفاجآت، كما قمنا بتركيب رادارات للرصد”.
دولياً أيضاً، قالت وكالة “بلومبرغ”: إن مخزونات الأسلحة الأمريكية ستنفد في غضون بضعة أشهر، إذا استمر البيت الأبيض في إرسال مساعدات عسكرية إلى أوكرانيا.
ونقلت الوكالة عن النائبة السابقة لوزير الدفاع الأمريكي إيلين لورد قولها: “هذا تهديد كبير لأمننا”.
وأضافت لورد في حديث للمشرّعين الأمريكيين: إن الولايات المتحدة سلّمت لسلطات كييف، ما يقرب من ربع مخزونها من أنظمة الدفاع الجوي المحمولة من طراز “ستينغر”.
بدوره، أشار ديفيد بيرتو رئيس مجلس الخدمات المتخصصة (Professional Services Council)، إلى أنه منذ بداية العملية العسكرية الروسية الخاصة في أوكرانيا، وضعت الولايات المتحدة حوالي ثلث مخزوناتها من الأسلحة في حالة تأهب، في حين لم يتم التوقيع على عقود حول تجديد هذه المخزونات.