الرد الروسي بدأ.. “غاز بروم” توقف إمدادات الغاز إلى بلغاريا وبولندا
البعث – وكالات:
لم يعُدِ اختياراً القبول بشروط الدفع الروسية مقابل إمدادات الغاز لأوروبا، فأيّ محاولة للتعنّت ستؤدّي تلقائياً إلى خلل في إمدادات الغاز الروسي وستقفز أسعار الغاز في القارة بشكل يمكن أن يقود إلى ارتفاع نسب التضخم المرتفعة أصلاً في هذه الدول، الأمر الذي ينذر باندلاع احتجاجات في هذه الدول على خلفية تفاقم الوضع المعيشي.
فقد أعلنت شركة “غازبروم” الروسية، اليوم الأربعاء، أنها أوقفت إمدادات الغاز الطبيعي من روسيا إلى بلغاريا وبولندا بسبب عدم قيام الدولتين بسداد ثمن الإمدادات بالروبل الروسي.
وقالت الشركة الروسية، في بيان اليوم: إنها أوقفت ضخ الغاز تماماً إلى شركتي “بولغاراز” (بلغاريا) و”بي جي إن آي جي” (بولندا) بسبب عدم الدفع بالعملة الروسية.
وجاء في البيان: “شركة “غازبروم أكسبورت” أخطرت شركتي “بولغاراز” (بلغاريا) و”بي جي إن آي جي” (بولندا) بتعليق إمدادات الغاز اعتباراً من 27 نيسان حتى يتم السداد وفقاً للإجراء المنصوص عليه في المرسوم”.
وأضاف البيان: إن “شركة “غازبروم أكسبورت” لم تتسلّم ثمن إمدادات الغاز الطبيعي التي تمّت خلال شهر نيسان الجاري حتى نهاية يوم 26 نيسان 2022.
وحذرت شركة “غازبروم” بلغاريا وبولندا بصفتيهما دولتي عبور من “سرقة” الغاز الروسي الذي يمرّ عبر أراضيهما إلى دول ثالثة، وقالت الشركة في البيان: إن “بلغاريا وبولندا دولتا عبور لإمدادات الغاز الروسي وفي حال السحب غير المصرح به للغاز الروسي من ترانزيت الغاز الروسي الموجّه إلى دول ثالثة، فإن إمدادات الترانزيت ستنخفض بهذا الحجم”.
وعلى الفور، قفزت أسعار الغاز الطبيعي في أوروبا اليوم، بنحو 21% بسبب تعنّت بلغاريا وبولندا وعدم قبولهما سداد ثمن الغاز الروسي بالروبل، الأمر الذي دفع “غازبروم” لوقف الإمدادات لهاتين الدولتين.
وفي بداية تعاملات الأربعاء قفزت أسعار عقود الغاز في البورصات الأوروبية بنحو 21% وتجاوزت مستوى 1350 دولاراً لكل ألف متر مكعب. وجاء الارتفاع في ظل قيام شركة “غازبروم” الروسية بوقف إمدادات الغاز الروسي لبولندا وبلغاريا لعدم قبولهما سداد ثمن الغاز الروسي بالروبل.
بالمقابل، قبلت الدولتان الأوروبيتان النمسا وهنغاريا بسداد ثمن الغاز الطبيعي الروسي المورّد إليهما بناء على الآلية التي طرحتها موسكو، أي عبر “غازبروم بنك”.
فقد أكد وزير الخارجية الهنغاري أن بلاده ستدفع ثمن الغاز الروسي المورد إليها بناء على الآلية التي طرحتها موسكو، مشدّداً على أن إمدادات الغاز الروسي إلى هنغاريا عبر بلغاريا تتم بشكل طبيعي.
وقال وزير الخارجية والتجارة الخارجية الهنغاري، بيتر زيجارتو، اليوم الأربعاء: “موعد سداد الغاز الروسي التالي محدّد في 22 أيار (2022)، وسيتم ذلك من خلال تحويل ثمن الغاز باليورو إلى حسابنا باليورو في (غاوبروم بنك)، الذي سيحولها بدوره إلى روبل ويرسلها إلى “غازبروم أكسبورت” الروسية”.
وأشار الوزير الهنغاري إلى استمرار تدفق الغاز الطبيعي من روسيا إلى هنغاريا كما هو مقرر، على الرغم من توقف الإمدادات إلى بلغاريا، التي تعدّ دولة عبور للغاز الروسي.
من جهته، أعلن المستشار النمساوي كارل نهامر، أن النمسا وشركة الطاقة النمساوية “أو أم في” قبلتا شروط الدفع مقابل الغاز الروسي بالعملة الروسية الروبل.
وقال المستشار النمساوي: تمّت الموافقة على الشروط الروسية من خلال فتح حساب مناسب لدى أحد البنوك الروسية، في إشارة إلى “غازبروم بنك”.
وأضاف المستشار: “قبلنا شروط الدفع، كما فعلت الحكومة الألمانية. لقد تبيّن أنها تتماشى مع العقوبات. بالنسبة لنا، كان هذا مهمّاً”.
وأشار إلى أن بولندا وبلغاريا، وفقاً للمعلومات الواردة، رفضتا دفع ثمن الغاز الروسي بموجب الآلية التي طرحتها موسكو، وبالتالي واجهتا مشكلات في توريد الغاز من روسيا.
وبعد فرض الدول الغربية عقوبات على روسيا، طال التحفظ على جزء من احتياطيات روسيا الدولية، أعلنت موسكو عن تحويل مدفوعات الغاز بالنسبة للدول غير الصديقة إلى الروبل، وذلك لضمان استلام ثمن الغاز المورد.
ووقع الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، في 31 آذار الماضي، مرسوماً يحدّد نظاماً جديداً لدفع ثمن إمدادات الغاز الروسي من المشترين من الدول “غير الصديقة لروسيا”.
وبموجب المرسوم الرئاسي يتوجّب على الشركات الأوروبية من الدول غير الصديقة فتح حسابين في بنك “غازبروم بنك” الأول باليورو والثاني بالعملة الروسية الروبل.
وستقوم الشركات الأوروبية بتحويل ثمن الغاز الروسي باليورو، بينما سيقوم “غازبروم بنك” بتحويل أموال اليورو في بورصة موسكو إلى الروبل الروسي ومن ثم إرسالها إلى شركة “غازبروم”. ويعني ذلك أن الشركات الأوروبية عملياً ستسدّد ثمن الغاز الروسي باليورو لكن إلى حساب جديد.