لا إمكانية لمزيد من التقشف.. جنون الأسعار يشل القدرة الشرائية.. وينذر بالأسواء..!
ريف دمشق – عبد الرحمن جاويش
بضعة أيام ويهل عيد الفطر السعيد.. لكن هناك من عمل على إطفاء السعادة منه، نظرا لعدم تمكن شريحة واسعة من تأمين احتياجات العيد الأساسية، من ملابس وأحذية وحلويات وأطعمة خاصة.. حيث تشهد الأسواق ارتفاعات مستمرة بأسعار السلع والمواد وسط غياب واضح للأجهزة الرقابية. فأسعار الملابس و الأحذية و الحلويات و الموالح والبن أصبحت خارج حدود الاستيعاب وخرجت هذه المواد من ذهن المستهلك.
في جولة لـ “البعث” على أسواق ريف دمشق في دوما وحرستا وعربين في الغوطة الشرقية، تأكدت الشكوى من ارتفاع أسعار السلع الخاصة بالعيد وطقوسه؛ فالحلويات والملابس والأحذية، حدث ولاحرج، والملفت للنظر أن هناك مستودعات للتجار تتلاعب بالفوترة والأسعار، في حين أن مخالفات التجارة الداخلية لا تتعدى المحال الصغيرة والدكاكين، حسب رأي المواطنين الذين التقيناهم في الأسواق والذين أكدوا أن مديرية حماية المستهلك وقوانين ضبط الأسعار والضبوط وسحب العينات لم تعد كافية وفاعلة، ما دفعهم للتساؤل عن دور الرقابة الداخلية مما يحصل في الأسواق..؟!
خلال جولة في سوق دوما الشعبي وجدنا أن البسطات المنتشرة بالسوق باتت مقصدا للفقراء الهاربين من ارتفاع الأسعار، وفي هذا يقول صاحب إحدى البسطات الشعبية: إننا نبيع بأسعار مخفضة لبعض نوعية الملابس ولدينا قناعة بأسعارها المخفضة والمقبولة لدى زبون البسطة، كون المواطنين وخاصة من ذوي الدخل المحدود ليس لديهم القدرة على شراء الملابس من المحلات الغالية، إذ يصل سعر البنطال – مثلا لا حصرا- إلى 40 ألف ليرة، وبين عدد من المتسوقين أن السوق الشعبي بدوما تتوفر فيه كل الاحتياجات بأسعار مخفضة مقارنة بأسعارها بالأسواق الأخرى
وصف عدد من المواطنين تصريحات المعنين حول انخفاض الأسعار بالوهمية، إذ لم تكد تصل تلك التصريحات إلى من يتوجب سماعها والعمل بها، حتى كان العكس وارتفعت الأسعار بشكل جنوني لا يقبله منطق، فأصبحت الحلويات الخاصة بالعيد لدى الكثير من المستهلكين من المنسيات، وأضحى التقشف فيه بحدوده القصوى، لتحل محلها بعض الأصناف الشعبية المقبولة أسعارها نسبياً لدى عدد من العائلات، أما الملابس و الأحذية والبن والشوكولا و السكاكر، فخرجت من قوائم الغالبية الساحقة من المواطنين قبل العيد كون ارتفاع أسعار هذه المواد – حسب مختصين- مرتبط بسعر الدولار والحرب الدائرة بأوكرانيا، مع إضافة عوامل الاستغلال وهوامش الربح المضافة تحت أعذار اعتاد عليها المعنيون: حصار وعقوبات وحروب..!.
مدير التجارة الداخلية وحماية المستهلك بريف دمشق سائر شيحا، اعترف بوجود فوضى في الأسواق قبل العيد، لافتا إلى أن هناك ضبوطا طالت محال ومستودعات، مؤكداً الاستنفار الكلي لعناصر حماية المستهلك بكافة الاسواق، حيث يتم التركيز قبل العيد على مراقبة مواد الحلويات والسكاكر والشوكولا والألبسة والأحذية ومحطات الوقود والأفران وغيرها من مستلزمات العيد. شيحا طالب بتعاون المواطنين هذه الفترة، مبيناً أن لذلك أهمية كبيرة لضبط المخالفين والجشعين ومنع حالات غشهم وتلاعبهم، مشيراً إلى أن السكوت عن المخالفة يزيد الأمور تعقيداً وهو ليس من مصلحة أحد.