وسيلة نقل بيئية بلا بطاقة ذكية
حلب – غالية خوجة
اعتاد الإنسان السوري على توظيف ذكائه في الحياة، لذلك، يجد الحلول لكافة المصاعب، ويبتكر وسائل حياته، ومنها اعتماده على الدراجات الهوائية، ووسائل النقل المعتمدة على الحيوانات، وهو مشهد يذكّرنا بطريقة الحياة في حلب مع حضور “الترام” و”السيارة”، ورغم ذلك اعتمد الحلبية على وسائل النقل الطبيعية، وها هم يستعيدون تلك الذكريات ويكافحون من أجل يومياتهم متحدين كل أنواع الحصار، متمسكين بوطنهم وحياتهم ويسهّلون عليهم الصعاب، فيعملون ويتنقّلون، ومنهم هذا الشخص الذي كان ذاهباً لعمله، وصادفته في أحد أحياء حلب القديمة، فحييته واستأذنته لأصوره، فرحّب بشهامة، وشكرني.
وإذا ما مشيت في كل حي من أحياء حلب، فإنك تصادف أناساً طيبين أنهكهم الصبر والتعب ورغم ذلك يتحدون الظروف، ويرحبون بك بحفاوة ويقفون أمام الكاميرا بثقة.
وفي مشهد آخر اعتمد السائقون، وخصوصاً سائقو السرافيس، على تجزئة الطريق المخصص لهم غير مبالين بشهر رمضان، ولا بامرأة عجوز صائمة تنتظر أن ينقلها السرفيس إلى وجهتها ضمن خطّ سيره المرخص له، غير مبالين بالأطفال والنساء والشباب والعاجزين المتكئين على عصيهم الطبية.
مشاهد المواصلات مؤلمة، وتجعلنا نتساءل: أين دور الجهات المختصة، المعنية؟ وما دور شرطي المرور؟ ولماذا لا يوجد شرطي مرور، مثلاً، في آخر محطة سرافيس طريق الباب، ودوار الشعار، وباب الجنان؟ وهل على كل منا أن يقتني دراجة هوائية؟ أو وسيلة نقل حية؟!