انخفاض منسوب نهر الفرات بسبب نقص كميات المياه الواردة من تركيا
الرقة- حمود العجاج
مع وجود مساحة كبيرة من مشروع الفرات الأوسط خارج السيطرة حالياً، تتكرر معاناة الفلاحين ومشكلاتهم في عملية الري نتيجة الِأذيات في المحاصيل، لاسيما الاستراتيجية منها كالقمح والقطن، بسبب النقص في كميات المياه الواردة في المواسم السابقة نتيجة انخفاض كميات المياه الواصلة من تركيا عبر نهر الفرات، وتأثير ذلك على انخفاض منسوب نهر الفرات حتى وصل التدفق في أوقات سابقة إلى حوالي 200 متر مكعب بالثانية، بينما الكميات المطلوبة وفقاً للاتفاقات الناظمة يجب ألا تقل عن 500 – 600 متر مكعب بالثانية، حسب مصدر في مديرية زراعة الرقة.
وأشار المصدر إلى التأثير السلبي على مستوى المياه الجوفية، وجفاف معظم الآبار السطحية بعد لجوء الفلاحين للري لتلافي التعويض في النقص الحاصل، إضافة إلى انتهاء العمر الافتراضي لمشروع الفرات الأوسط بعد مرور أكثر من 35 عاماً على تنفيذه وبدء الاستثمار فيه، وبالتالي انخفاض كفاءته، وعدم إمكانية إعادة تأهيله بعد سيطرة الميليشيات الانفصالية والإرهابية وما سبقها على معظم مشاريع الري في محافظة الرقة منذ عام 2013.
رئيس اتحاد فلاحي الرقة عبد الله الرفاعي أكد التزام الفلاحين والمنتجين بزراعة القمح، حيث تجاوزت خطة تنفيذ زراعته لهذا الموسم المساحات المخططة، وهذا يتطلب توفير كميات كافية من مياه الري حتى يصل المحصول إلى الحصاد، مطالباً باحتياطات داعمة لري المحاصيل، وعدم الاعتماد بشكل كلي على مياه الري المتدفقة عبر مشروع الفرات الأوسط لعدم تحكم مؤسسات الدولة السورية بمحطات الري بشكل كامل، ولذلك يبقى التعويل على المنظمات الدولية العاملة في سورية من خلال نصب محركات دائمة على نهر الفرات لعدم إمكانية ري المحاصيل أثناء انقطاع مياه الري بشكل مفاجئ، ولتدارك النقص في كميات مياه الري الواردة إلى الأراضي المروية في الريف الشرقي المحرر.
الجدير بالذكر أن هناك مساحة تقدر بـ 6 آلاف هكتار في مشروع نظام ري مغلة الذي يعد امتداداً لمشروع الفرات، وتتعرّض عنفات محطة الري هناك للتوقف بشكل جزئي أو كلي بسبب تراجع منسوب المياه في نهر الفرات.
يشار إلى أن المساحة المستفاد منها بالريف المحرر تصل إلى 5000 هكتار من أصل مساحة مشروع الفرات الأوسط البالغة 11000 هكتار.