دراساتصحيفة البعث

يوم القدس العالمي

علي اليوسف

تعمد الإمام الخميني في عام 1979 بعد إنتصار الثورة الإسلامية في إيران إحياء اليوم العالمي للقدس والذي اختار أن يكون الجمعة الأخيرة من شهر رمضان من كل عام. فيوم القدس ضرورة ملحة لأنه تعبير عن رفض الاحتلال للمدينة المقدسة، ودعوة لتحريرها من براثن الاحتلال الصهيوني، ويوم للتضامن، وصوت للدفاع عن الشعب الفلسطيني. بمعنى آخر، إنه صرخة حق إزاء صمت حاول الاحتلال الإسرائيلي فرضه بكل ما يملك من قوة منذ عام 1948.

ومن الطبيعي أن يكون لهذا اليوم أهميته، خاصة هذه الأيام والعالم يشاهد القتل والدمار في كل من سورية والعراق وليبيا واليمن. ولو تمت مقارنة ما طرحته إيران بما طرحه أصحاب وداعمو ما يسمى “الربيع العربي”، فإن الفارق كبير جداً ففي الطرح الأول دعوة لتحرير مدينة ودولة من الاحتلال الصهيوني، وفي الثانية دعوة صريحة لإسقاط دول بأكملها، وجرها إلى التطبيع مع المحتل الصهيوني.

إن يوم القدس العالمي مناسبة للتذكير بالقضية الفلسطينية وضرورة تحرير المقدسات، وهو مناسبة للدعوة إلى الوحدة ونبذ الخلافات وإعادة بوصلتها نحو تحرير القدس، لأن القدس تبقى عنواناً دائماً. إن يوم القدس هو مناسبة للشعوب أولاً كي تعيد تسطير بوصلتها نحو تحرير المقدسات وتحرير القدس، والأهم تحرير الإنسان من الظلم والتطبيع والمهانة التي تحكم به بعض الأنظمة شعوبها.

وما دام الشعب الفلسطيني يتعرض يومياً للإضطهاد، والقتل، والتشريد من قبل الكيان الصهيوني، لذلك فإن الاحتفال بيوم القدس العالمي سيعيد إلى الذاكرة قضية فلسطين وأهميتها حتى تكون القضية الأولى التي يدافع عنها الجميع.

ومنذ إطلاقه، أصبح يوم القدس مناسبة شعبية كبيرة جداً تحرج كل العملاء، وخاصةً هؤلاء الذين ينفذون الأجندات الصهيو – أمريكية. ومن هنا، يوم القدس هو يوم عالمي الهدف منه التنبيه لما يدور من مؤامرات صهيو – أمريكية تجاه القضية الفلسطينية والأمة العربية، ودعوة لتحرير كل شبر مستعمر من قبل الكيان الصهيوني، والولايات المتحدة، والنظام التركي، وغيرهم من المحتلين، أصحاب ما يسمى “رايات الحرية”.