التاريخ المشرف !
بشير فرزان
امتلكت الطبقة العاملة السورية تاريخاً أبيض ومشرفاً في القضايا الوطنية، ووقفت في خندق الصمود خلف الجيش العربي السوري لمواجهة الحرب التي تستهدف الشعب السوري بكل مكوناته، ولم يسجل تاريخها إلا كل ما يندرج تحت الوطنية والإباء والتفاني والعطاء في خدمة البلد، ولسنا بحاجة إلى إرجاع عقارب الساعة إلى الوراء كثيراً فقد استبسل عمال الوطن في ساحات العمل الإنتاجي وأمنوا استمرار دوران العجلة الإنتاجية خلال سنوات الحرب رغم كل ما تعرضت له المنشآت العمالية والاقتصادية من سرقة وتخريب وتدمير، وكان العمال وتنظيمهم النقابي شركاء في خدمة الوطن والوقوف في وجه كل التحديات التي تواجهه، فاستنفروا وحشدوا طاقاتهم الخدمية والعينية في شراكة حقيقية مع الحكومة لمواجهة كل المستجدات.
وطبعاً، هذا الواقع العمالي يتماهى من حيث الايجابية مع الواقع النقابي، فقد تصدرت المنظمة العمالية ممثلة بالاتحاد العام لنقابات العمال ساحة العمل، وكانت في المقدمة، فخلال سنوات الحرب لم تتوان الحركة النقابية العمالية ولم تسقط من أجندة عملها اليومي، ورغم دقة الظروف وصعوبة الأحداث، أنها مؤتمنة على المصلحة الوطنية العمالية، فعبرت بعملها وخططها إلى كل موقع إنتاج وكانت حاضنة لحقوق العمال والمدافعة عنها وفي الوقت ذاته الشريك الحقيقي للحكومة في صناعة القرار والعين الرقابية التي تشير إلى مواقع الخلل، سواء في يوميات عملها أو من خلال مؤتمراتها النقابية السنوية.
وبعد سنوات الحرب الطويلة، لا يمكن تكذيب الحقيقة الوطنية التي جسدها العمال وتنظيمهم النقابي بمواصلة العمل والإنتاج لتوفير مقومات الصمود وتأمين مستلزمات الحياة بكل أصنافها.. هذا عدا عن الكثير من الخطوات التي تمت ضمن خطط وبرامج الاتحاد لتحقيق المزيد من المكتسبات وتقديم كل ما من شأنه تدعيم الصمود ولسنا هنا بصدد تعدادها .
وفي عيد الأول من أيار، تتزاحم المواقف المشرفة والحاضرة في الذاكرة التاريخية السورية عن الطبقة العاملة التي تستمر في العمل والاعمار والبناء لتؤكد من جديد قدرتها على القيام بواجباتها ومهامها على أكمل وجه وبهمة عالية. وفي المقابل، هناك سلة مطالب عمالية تنتظر الاستجابة من المؤسسات التنفيذية التي وعدت بمعالجة الكثير من الملفات والقضايا العمالية والإنتاجية.. وفي عيد العمال نعيد التذكير بها خاصة في هذه الظروف الصعبة اقتصادياً ومعيشياً على أمل أن تخرج هذه المطالب من خانات التجيير والتأجيل إلى ساحات التنفيذ ..
وكل عام وعمال الوطن بألف خير .