الكنيسة الروسية: إدراج رجال الدين ضمن عقوبات الغرب بعيد عن المنطق
البعث – وكالات:
لم يترك الغرب الممثل بالولايات المتحدة الأمريكية والدول الأوروبية وسيلة للضغط على الاتحاد الروسي إلا وقاموا به، فسطروا الحزمة تلو الأخرى من العقوبات على موسكو لإيقاف عمليتها الخاصة لحماية الدونباس، حتى وصلنا إلى الحزمة السادسة التي حاول من خلالها الغرب الكشف عن مدى الحقد والكراهية التي يكنها للشرق للمعتقدات وحرية الأديان الموجودة فيها حتى لو كان أوروبياً كـروسيا، حيث كشفت وكالة الأنباء الفرنسية عن وثيقة للاتحاد الأوروبي تقترح فرض قيود على البطريرك كيريل كجزء من الحزمة السادسة من العقوبات ضد روسيا إضافة إلى إدراج 58 شخصاً في القائمة السوداء. الأمر الذي اعتبره رئيس دائرة السينودس في بطريركية موسكو للعلاقات بين الكنيسة والمجتمع والإعلام فلاديمير ليغويدا أن الإدراج المحتمل للبطريرك كيريل بطريرك موسكو وسائر روسيا على قائمة عقوبات الاتحاد الأوروبي “بعيد كلياً عن المنطق السليم”.
وكتب ليغويدا على قناته في تلغرام اليوم: كلما زادت عشوائية العقوبات الغربية تجردت من الفطرة السليمة وأصبح بعيداً تحقيق السلام الذي من أجله ترفع الكنيسة الأرثوذكسية الروسية رجاءها في كل قداس، مضيفاً ينبغي على المرء أن يكون غير ملم أبداً بتاريخ كنيستنا كي يقوم بتخويف رجال الدين والمؤمنين بها بإدراجهم في قوائم ما.
في الأثناء أكد المتحدث باسم الرئاسة الروسية دميتري بيسكوف أن الكرملين يراقب مسألة عزم الاتحاد الأوروبي على فرض الحزمة السادسة من العقوبات على روسيا ويجري حساب مجموعة متنوعة من الخيارات للرد عليها.
وقال بيسكوف للصحفيين اليوم وفق ما نقلت وكالة تاس: هذه خطط في الوقت الحالي ومناقشتها مستمرة في الاتحاد الأوروبي ومن جهتنا نحسب مجموعة متنوعة من الخيارات بشكل عام إذا تحدثنا عن العقوبات فهي سلاح ذو حدين وعليهم دفع ثمن باهظ إثر ذلك.
وشدد بيسكوف على أن الأوروبيين يدفعون بالفعل ثمناً باهظاً وقال: إن تكلفة هذه العقوبات على المواطنين الأوروبيين سترتفع كل يوم.
من جهتها علقت المتحدثة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا على خطط الاتحاد الأوروبي بفرض حزمة جديدة من العقوبات ضد روسيا بالقول: لن أتحدث لفترة طويلة عن حزمة الطاقة والعقوبات الوشيكة إذا كانوا يريدون إيذاءنا حقاً وإيلامنا بحق فليلغوا أنفسهم لأننا سنفتقدهم كثيراً آنذاك.
ورداً على سؤال صحفي عما إذا كان ينبغي الإصغاء إلى التقارير الغربية حول إمكانية اتخاذ الرئيس فلاديمير بوتين قرارات مهمة بخصوص العملية الروسية في أوكرانيا في التاسع من أيار الجاري منها إعلان التعبئة العامة قال المتحدث باسم الرئاسة الروسية دميتري بيسكوف: لا يجب الإصغاء إليها.. إنها كذب ومحض هراء.
كما نفى بيسكوف صحة التقارير عن شروع الجيش الروسي باقتحام مصنع آزوفستال وقال: إن الرئيس بوتين سبق أن أمر القوات الروسية بعدم اقتحام المصنع المحاصر مضيفاً”نرى أن هناك حالات تصعيد مرتبطة بخروج المسلحين الأوكرانيين للانتشار في المواقع الخاصة بإطلاق النار والعمل جار على التصدي لهذه المحاولات على وجه السرعة”.
وأقر بيسكوف بعدم إحراز أي تقدم يذكر في المفاوضات الجارية بين موسكو وكييف بغية وقف القتال محملاً المفاوضين الأوكرانيين مسؤولية المواقف المتضاربة.
وقال: في المسار التفاوضي لا يمكن الحديث عن أي ديناميكية وأشرنا عند مختلف المستويات إلى عدم الاتساق لدى الجانب الأوكراني موضحاً أن كييف تغير مواقفها يومياً وأن موسكو ترصد أكثر فأكثر تصريحات مماثلة لتلك المواقف التي صدرت مؤخراً عن السفير الأوكراني لدى بريطانيا فاديم بريستايكو الذي قال: إن الوقت فات للتفاوض بين الطرفين.
بدوره أكد مدير إدارة التعاون الاقتصادي في وزارة الخارجية الروسية دميتري بيريشيفسكي أن موسكو وفي ظل العقوبات لن تميز في التعامل مع الشركات على أساس الجنسية حتى من الدول غير الودية.
وقال بيريشيفسكي في مقابلة مع صحيفة روسيسكايا غازيتا نشرت اليوم.. “نحن منفتحون أيضاً على مواصلة الحوار البناء مع شركاء الأعمال مما يسمى بالبلدان غير الصديقة” مضيفاً.. “لن نميز في التعامل مع الشركات على أساس الجنسية”.
وأشار إلى أن الحكومات الغربية من خلال العقوبات خلقت ظروفاً مواتية لشركاتها الخاصة للقيام بأعمال تجارية مع روسيا والتي سيتعين عليها الآن تعديلها مبيناً أنهم يفعلون ذلك مثل نقل الدفع لموارد الطاقة لدينا إلى الروبل.
وأوضح بيريشيفسكي.. أن موسكو تعتزم تكثيف العلاقات البناءة مع الذين لم ينضموا إلى إجراءات غير ودية ضد روسيا وشركاتنا ومواطنينا.
وقال نائب رئيس الوزراء الروسي ألكسندر نوفاك إنه من غير المرجح أن يتمكن الاتحاد الأوروبي من استبدال النفط والغاز الروسي بالكامل في السنوات المقبلة، مبيناً أنه حتى مجرد مناقشة رفض أوروبا للنفط الروسي سيكون أمراً سلبياً بالنسبة للسوق ويتأثر به على الفور
في سياق متصل، أعلنت وزارة الخارجية الروسية أن موسكو حظرت دخول رئيس الوزراء الياباني فوميو كيشيدا ووزير الخارجية يوشيماسي هاياشي الأراضي الروسية كما فرضت عقوبات على 63 مواطناً يابانيا.
وقالت الوزارة في بيان أصدرته اليوم وفق ما نقل موقع روسيا اليوم: “موسكو تحظر كيشيدا وهاياشي من دخول روسيا ومن بين المدرجين أيضاً على القائمة السوداء قائمة الممنوعين من دخول روسيا وزراء المالية والدفاع والعدل”.
وأضاف البيان: “أطلقت إدارة كيشيدا حملة غير مسبوقة ضد روسيا وتوجيه خطابات وتصريحات غير مقبولة بما في ذلك الافتراء والتهديدات المباشرة وتردد صدى ذلك من قبل الشخصيات العامة والخبراء وممثلي وسائل الإعلام في اليابان الذين يشاركون تماماً في مواقف الغرب تجاه بلادنا”.
ولفت البيان إلى أنه تماشياً مع هذا المسار تتخذ طوكيو خطوات عملية تهدف إلى تفكيك علاقات حسن الجوار والإضرار بالاقتصاد الروسي والمكانة الدولية لبلدنا وقال: “مع مراعاة ما سبق وكذلك العقوبات الشخصية التي فرضتها الحكومة اليابانية على روسيا بما في ذلك شخصيات في القيادة العليا للدولة حيث تم اتخاذ قرار بشأن حظر غير محدد لدخول مواطني اليابان إلى روسيا”.
وكانت اليابان لحقت بركب دول الغرب ولا سيما واشنطن بفرض حزمة من العقوبات ضد روسيا بعد إطلاق العملية العسكرية الخاصة فى أوكرانيا شملت حظر بعض الصادرات اليابانية إلى روسيا وتجميد أصول عدد من البنوك الروسية إضافة إلى فرض عقوبات شخصية ضد القادة الروس ورجال أعمال هناك.
دولياً، انتقدت السفارة الصينية في الولايات المتحدة اليوم المزاعم الكاذبة الصادرة عن وزارة الخارجية الأمريكية بأن مسؤولي الصين ووسائل إعلامها يعملون بشكل روتيني على تقديم دعاية للكرملين ونظريات المؤامرة والمعلومات المضللة بشأن قضية أوكرانيا.
وتعليقاً على بيان نشر مؤخراً على موقع وزارة الخارجية الأمريكية على الإنترنت قال المتحدث باسم السفارة وفق ما أوردت شينخوا “إن موقف الصين بشأن القضية الأوكرانية محايد وموضوعي وفوق مستوى الشبهات وعندما يتعلق الأمر بنشر معلومات مضللة ينبغي على الجانب الأمريكي التفكير بجدية في نفسه”.
وأشار المتحدث إلى أنه “على مر السنين شنت الولايات المتحدة حروباً في العراق وأفغانستان وسورية ما أسفر عن مقتل 335 ألف مدني وهذا ليس تضليلاً”.
وقال المتحدث: “الغالبية العظمى من دول العالم تؤيد حل الأزمة الأوكرانية من خلال الحوار والمفاوضات ولا يريد أي منها رؤية تصاعد الموقف أو حتى خروجه عن السيطرة.. هذه ليست معلومات مضللة”.
كما أوضح المتحدث أنه في وثيقة العمل التي قدمتها الولايات المتحدة إلى اجتماع الدول الأطراف في اتفاقية الأسلحة البيولوجية في تشرين الثاني عام 2021 اعترفت أمريكا بأن لديها 26 مختبراً بيولوجيا في أوكرانيا.
كما أكد الرئيس المكسيكي أندريس مانويل أوبرادور أن سلطات بلاده لا تعتزم فرض عقوبات على روسيا على خلفية عمليتها العسكرية الخاصة في أوكرانيا.
ونقلت وسائل اعلام عن أوبرادور قوله اليوم: “أعتقد أننا بحاجة إلى إيجاد فرص لإجراء حوار والتوصل إلى اتفاق أما بالنسبة للعقوبات فنحن لا نخطط لفرضها”.
وأضاف أوبرادور إن “المكسيك تتخذ موقفا محايداً وتؤيد الحل السلمي للنزاعات”.