رياضةصحيفة البعث

تشرين ظهر بشخصية البطل.. وباقي الفرق عانت من المشكلات

ناصر النجار

مما لا شك فيه أن فريق تشرين حظي بما يليق به هذا الموسم، كما الموسمين الماضيين، عندما حافظ على موقعه في صدارة الدوري الممتاز متوجاً للمرة الثالثة على التوالي على قمة الدوري وفرقه.
فوز تشرين لم يأتِ بالمصادفة، فهو يمتلك شخصية البطل، حيث قدّم عروضاً جيدة على مستوى المباريات كما كان داخله مستقراً، لا مشكلات فيه ولا عثرات، وهكذا نجد أن الاستقرار يولّد البطولات ويحقق الإنجازات ويساعد في عملية التطوير لكرة القدم، وهذا الأمر معروف في عالم كرة القدم العالمية والعربية والمحلية.
ولو راقبنا أمور أنديتنا لوجدنا أنها كانت على قسمين: قسم متعثر إدارياً وفنياً وقسم متعثر مالياً، والقسم الثاني يلحقه التعثر الإداري والفني، لأن فقدان المال يخلق المشكلات الكثيرة.
فريق الوثبة كان أكثر فريق يشبه تشرين، وقد سار معه طوال الدوري خطوة بخطوة وتصدّر الدوري لمراحل عديدة لكنه أحبط في مباراة الأهلي المشهورة وأحبط أكثر بالإعادة، فتنازل عن الصدارة طواعية لأنه افتقد النفس الطويل وشعر بظلم يطوله جراء قرارات بعض الحكام الظالمة وقرارات اللجنة المؤقتة، فآثر البقاء في الظل، أما فرق الجيش والفتوة والوحدة والشرطة وأهلي حلب فقد عانت من مشكلات إدارية وفنية كثيرة، وعدم الاستقرار الإداري أدى إلى مشكلات فنية ما أدى لتراجع أداء الفرق هذه بالدوري، والفرق قدمت أداء متراوحاً مرحلة بعد أخرى، ففي حين كان الجيش من المرشحين البارزين للفوز باللقب، إلا أنه وقع بمطبات عديدة أبعدته عن تحقيق حلمه، ومن الأسباب في ذلك عدم الاستقرار الفني بالفريق.
الوحدة كانت مشكلته إدارية وهذه المشكلة تعاظمت مع مرور الزمن وتبعها اختلال في القسم الفني، ما أدى لعدم توازن الفريق وانضباطه فكانت النتائج دون الطموح وإن كان الفريق حريصاً على ألا يغادر المنطقة الذهبية فبقي بين الأربعة الكبار، ويبقى طموح الفريق أكبر مما وصل إليه.
الفتوة كان مكتفياً مالياً لكن الخبرة أعاقت العمل كثيراً، فتولدت الكثير من المشكلات بسبب ضعف الخبرة الإدارية بالنادي والفريق.
الشرطة والحرجلة كانا من الأندية المستقرة إدارياً، لكنهما لم يوفقا فنياً فتعرضا للخطر والضغوط طوال الدوري، ومن الطبيعي عندما يكون الفريق متواضعاً فنياً أن يكون مهدداً بالهبوط طوال الدوري.
أما فرق الطليعة والنواعير وحطين وجبلة وعفرين فمشكلاتها بالدرجة الأولى مالية، وهي حاولت ترميم هذه المشكلة فنجحت حيناً وفشلت حيناً، لكنها لم تحقق المطلوب والمأمول منها هذا الموسم.
بكل الأحوال الموسم الكروي وقد شارف على الانتهاء يجب أن تجتهد الأندية لإعداد دراسة وافية وكافية عن الفريق، فتكشف مواطن الخلل وتعرف أماكن العثرات بعد أن تضع النقاط على الحروف، وهذه الدراسة يجب أن تكون بعيدة عن المجاملات.