ثقافةصحيفة البعث

حفل تأبين في أربعين الكاتب والصُّحفي عبد الرحمن الضحاك

حماه – يارا ونوس

بمناسبة مرور أربعين يوماً على رحيل الكاتب والصحفي عبد الرحمن الضحاك أقيم مساء أمس حفل تأبيني في المركز الثقافي، نظمته كلّ من مؤسسة سلمية الثقافية، وجمعية العاديات، وأصدقاء سلمية، تحيةً لذكرى الراحل الذي غادر الحياة في ٤ آذار.

بدايةً كانت قصيدة الرثاء التي ألقاها الشاعر حسين عيسى، تلتها كلمات صديق الراحل الصحفي بشير عيسى تصدح في أرجاء القاعة معبرة عن حزنه قائلاً:

أيها المتنور الواسع بعلمه ومعرفته لكل من اختلف بالرأي معه.

على عجلٍ تركت ساحات وشوارع دمشق، أيّها العصّي على الغياب.. فلا موتَ في حضورك.. أيّها الكبير كنت جامعاً يُعلمُ أن الحكمة تجمع الناس بالأخلاق والمحبة.. تليق بك الحياة، كنت وستبقى منارةً تهتدي بها أرواحاً تائهة..

من جهته ألقى الصحفي أمين ميرزا كلمة الحفل وقال فيها: عصيّةٌ عليّ العبارات، والكلمات فكيف إذا كانت في أربعين زميلٍ كاتبٍ كبير، أديبٍ مُحب، وصديق ودود كالراحل أبي حسان، الموتُ حقٌّ، أمّا الخلود فهو لمن يتركون الأثر والآثار للأجيال القادمة.

بدوره محمد الخطيب قدم كلمة جمعية أصدقاء سلمية، قائلا: في غيابك لا شيء يملأ هذا الخواء المفجع والذي يزداد اتساعاً. أمّا نحن فبتنا يتامى حلمٍ رسمه أمثالك.. ننشد فيه ضوء الشمس والصباح الجميل.. اليوم اجتمع كلّ من أحبك بصدق مثلما كنت تريد، ولكن اليوم أنت المُنصت في حضرة الغياب.

كما ألقى نزار كحلة عن جمعية العاديات كلمة قال فيها: كلّ نفس ذائقة الموت، كان الراحل داعماً كبيراً لقيام الجمعية منذ نشأتها.

كيف لجمعية العاديات أن تنظر وهي أمام هذه القامة الشامخة والتي اعتبرته ابناً باراً لها وما أدراكم بفقدان الأمّ لابنها البار، كانت الجمعية وما زالت تنظر إلى الراحل الكبير وهو الغائب الحاضر نظرة فخرٍ واعتزاز .. صاحب الفكر العميق فقيد سلمية والإنسانية.

وخلال الحفل أشار عُكّاز الفقيد، المهندس محمد الضحاك، إلى الخسارة الكبيرة بفقدان والده، بقوله: رحلَ أبي دون أن يودعني، فالموت يسلبُ آباءنا منّا عنوة دون أن نودعهم، حيث كان العناق الأخير.

واستذكر نجل الفقيد المهندس حسان الضحاك جانباً من سيرته وحياته التي ارتكزت على البساطة، والحكمة، وكان يمثّل مخزوناً هائلاً من القصص والحكايا..

وقال: كنت سندي، ومنارة في ظلمتي، حكاياتك كانت وطني ومنزلي، ووحدها الذاكرة تمدني بالحياة، أنتَ رجل حكيم علمتنا الصبر وتحدّي الصعاب، علمتنا أن نبقى متمسكّين برسالة المحبة بيني وأخوتي، بقيت المنارة والقدوة لمستقبلٍ أفضل.. وهكذا كانت الكلمات الأخيرة لعائلة الفقيد لروحه كلّ الأغاني والورود والسلام…

وتخلل الحفل فيلم وثائقي قصير عرض مراحل حياة الراحل وإنجازاته، من إعداد آل الفقيد.

نذكر أن الراحل عبد الرحمن الضحاك أحد مؤسسي اتحاد الصحفيين في سورية، وقدّم مجموعة من المسلسلات الإذاعية، والتلفزيونية الدرامية والإجتماعية ومنها “ردم الأساطير” ، “الختم والخاتم”، ومسلسل “أوراق سجينة”.. إلخ، كما قام بنشر العديد من القصص والقصائد النثرية.