دراساتصحيفة البعث

الولايات المتحدة تسلب الشعب الأفغاني شريان الحياة

هناء شروف 

دعا 14 خبيراً في مجال حقوق الإنسان في الأمم المتحدة مؤخراً الولايات المتحدة إلى الإفراج عن 7 مليارات دولار من الأصول الأجنبية لبنك “دا أفغانستان”، بسبب القلق إزاء الوضع الإنساني الحرج في أفغانستان، وذلك لتمكين توفير المساعدة الإنسانية دون عوائق لتغطية الاحتياجات الأساسية لعشرات الملايين من الناس في البلاد.

وفي بيان صدر قبل أيام قالوا إنهم لاحظوا بأسف القرار الأخير الذي اتخذته الإدارة الأمريكية بتجديد حظر الأصول الأجنبية للبنك المركزي الأفغاني وعزمها على استخدام جزء منه لأغراض أخرى داخل الولايات المتحدة.

يُشار إلى أن الرئيس الأمريكي جو بايدن وقّع أمراً تنفيذياً في 11 شباط الماضي يضع الأصول تحت تصرف إدارته لاستخدامها كتعويض لأسر ضحايا الهجمات الإرهابية ضد الولايات المتحدة في 11 أيلول 2001.

يأتي النداء المشترك لخبراء حقوق الإنسان التابعين للأمم المتحدة في وقت تهدّد فيه الأزمة الإنسانية المتزايدة في أفغانستان حياة أكثر من نصف سكان البلاد، ولاسيما النساء والأطفال. وقد وصف الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش الوضع في البلاد بأنه “أزمة إنسانية ملحمية على شفا كارثة تنموية”، ودعا الولايات المتحدة إلى إعادة تقييم أي إجراء يتمّ اتخاذه من جانب واحد، وإزالة جميع العقبات التي تعترض توفير الاحتياجات الضرورية والمساعدات المالية والإنسانية.

ويُقدّر خبراء حقوق الإنسان التابعون للأمم المتحدة أن البلاد لديها أكبر عدد من الأشخاص الذين يعانون من انعدام الأمن الغذائي الطارئ في العالم، حيث يحتاج أكثر من 23 مليون شخص إلى مساعدات غذائية، ويعاني ما يقرب من 95 في المائة من السكان من عدم كفاية استهلاك الغذاء.

ومما يثير القلق بشكل خاص أن هناك أكثر من 4 ملايين نازح داخلياً، بما في ذلك الأشخاص الذين ينتمون إلى الأقليات، وأكثر من 3.5 ملايين يلتمسون اللجوء في البلدان المجاورة.

لذلك يقول خبراء الأمم المتحدة: “لا ينبغي للولايات المتحدة فقط أن تعيد دون قيد أو شرط أصول الشعب الأفغاني التي جمّدتها بشكل غير قانوني، ومعظمها أموال من البنك الدولي وصندوق النقد الدولي لتنمية البلاد، بل عليها أيضاً الاعتذار للشعب الأفغاني وتعويضه على مدى 20 عاماً من احتلالها العسكري للبلاد”.

بعد تحطيم البلاد وتدمير مستقبل عدة أجيال لم تبتعد الولايات المتحدة، فحسب بل تعتزم أن تأخذ لنفسها شريان الحياة الذي يعتمد عليه الشعب الأفغاني، الأمر الذي يفضح تماماً وحشية ما يُسمّى بالقواعد القائم عليها النظام الدولي الذي تحاول الولايات المتحدة نشره في باقي العالم!.