لافروف: نخطط والجزائر للتوقيع على وثيقة إستراتيجية
البعث – وكالات:
قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، اليوم الثلاثاء، إن “روسيا والجزائر تعتزمان التوقيع على اتفاقية تعكس النوعية الجديدة للعلاقات الثنائية بين الدولتين”.
وأضاف لافروف خلال لقاء مع نظيره الجزائري رمطان لعمامرة: “طيلة هذه السنوات نعمل بنشاط على تطوير التعاون التجاري والاقتصادي”.
وأشار الوزير الروسي إلى “التطور السريع للعلاقات الودية” بين الدولتين، مضيفاً: “من أجل الحفاظ على مستوى عالٍ من التفاعل، يخطط الجانبان لإبرام وثيقة استراتيجية جديدة بين الدولتين تعكس النوعية الجديدة لعلاقاتنا”.
وكشف لافروف، أنّه ناقش خلال زيارته الجزائر، تطوير التعاون العسكري التقني، معبّراً عن تقديره موقف الأشقاء الجزائريين تجاه العملية العسكرية الروسية في دونباس.
وقال لافروف إن “من المقرَّر عقد اجتماع للجنة الحكومية المشتركة لروسيا والجزائر بشأن التعاون الاقتصادي في الجزائر، في غضون أشهر قليلة مقبلة”، مؤكداً أنّ “روسيا مع الجزائر لمصلحة مبدأ سيادة الدول، وهو مبدأ يتم تجاهله من جانب الولايات المتحدة وحلفائها”.
وأعلن لافروف أنّ الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، “يأمل عقد لقاء شخصي مع الرئيس الجزائري”، ويدعوه إلى زيارة روسيا.
ولفت لافروف إلى أنّ روسيا ترى أن موقف رئيس الدبلوماسية الأوروبية، جوزيب بوريل، بشأن تجميد الأصول الروسية، هو “سرقة”، مشدداً على أنّ “الاتحاد الأوروبي لم يعد لديه سياسة خارجية مستقلة، وهو متضامن تماماً مع سياسة الولايات المتحدة”.
وأكد لافروف أنّ “روسيا ستعمل بدأب على منع إقامة عالم أحادي القطب، ومنع هدم الأسس التي قامت عليها منظمة الأمم المتحدة”. كما ثمّن “الموقف العربي الموحّد في إطار الجامعة العربية”، مؤكداُ أنه “متّزن وموضوعي تجاه التطورات في أوكرانيا”.
أمّا بشأن الجانب الاقتصادي، فقال لافروف إن “هناك 3 مليارات دولار هي حجم التبادل (مع الجزائر)، ولدينا آفاق أوسع من ذلك، وخصوصاً مع اهتمام كبير من الشركات الروسية (في هذا الخصوص)”، مشيراً إلى أنّه ناقش مع الجزائريين ملفات دولية ومواضيع تتعلق بالتنسيق في المحافل الدولية، وإطار “أوبك بلس” والدول المصدرة للغاز.
وأضاف: “نحن مستعدون لتقديم مزيد من المنح إلى الطلاب الجزائريين”.
ووصل وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، الإثنين، إلى الجزائر، حيث كان في استقباله وزىر الخارجية الجزائري رمطان لعمامرة. وكان لافروف، أكد في الرابع من نيسان/أبريل الماضي، بمناسبة استقباله لعمامرة في موسكو، رغبته في زيارة الجزائر قريباً.
وتأتي زيارة لافروف إلى العاصمة الجزائرية، ومباحثاته المنتظرة مع كبار المسؤولين الجزائريين، بعد يومين فقط من المكالمة الهاتفية، التي تلقاها وزير الخارجية الجزائري رمطان لعمامرة من نظيره الأوكراني دميتري كوليبا.
لكن وبحسب المتابعين للعلاقات الجزائرية الروسية، فإن الهدف الرئيسي لزيارة لافروف إلى الجزائر، هو تعزيز التنسيق والمشاورات، حول ملف الطاقة، وخصوصاً في قضية توريد الغاز إلى أوروبا، لاسيما وأن العديد من دول جنوب أوروبا، إضافةً إلى ألمانيا، تسعى بقوة إلى تعويض الغاز الروسي بشكل كامل عن طريق زيادة إمدادات الغاز الجزائري نحو اوروبا، وحماية منظمة “أوبك” من الضغوطات الأميركية الشديدة لتعديل اتفاق “أوبك+”، والذي يشمل الدول المنضوية في المنظمة وروسيا.
وأكّد الخبراء أنّ “الاستراتيجية الروسية وبدعمٍ من الصين والعديد من حلفاء موسكو في إدارة أزمة العقوبات الغربية، خاصة في قطاع الطاقة، من خلال فرض عملة الروبل في تسعير الغاز الروسي، قد قلبت المعادلات الإستراتيجية التي تحكم هذا القطاع ولمدة وعقود طويلة”.
وأشاروا إلى أنّ هذه الزيارة تأتي في هذا السياق إذ إنّ “أهمية زيارة لافروف إلى الجزائر، قد تكون خطوة في اتجاه تعزيز تحالف، موجود أصلاً، يضم موسكو، الجزائر، الصين، إيران، وفنزويلا، في وجه الضغوطات الأميركية”.