تأجيل الدورة الآسيوية.. “رب ضارة نافعة” فنياً ومالياً!
جاء قرار المجلس الأولمبي الآسيوي القاضي بتأجيل دورة الألعاب الآسيوية التي كانت مقررة في الصين خلال شهر أيلول المقبل إلى موعد لاحق لم يحدد بعد – بسبب تداعيات فيروس كورونا – بمثابة الضارة النافعة بالنسبة لرياضتنا التي كانت قد بدأت التحضير لها قبل فترة ليست بالطويلة، فالضار بالنسبة لرياضتنا كان تأجيل فرصة احتكاك قوية لمنتخباتنا في محفل يعد الأقوى بعد دورة الألعاب الأولمبية الصيفية، وبالتالي فقدان فرصة لتقييم واقع الألعاب المشاركة، ومعرفة مكامن الخلل والتقصير كون الدورة معياراً واقعياً لمعرفة أين وصلت منتخباتنا في مسيرة تطورها.
بالمقابل تبدو الجوانب النافعة أكثر بكثير، خاصة أن الألعاب التي تم تثبيتها بالمشاركة لم تكن مختارة بشكل منطقي، حيث إن تواجد كرتي القدم والسلة في قائمة الألعاب التي ستمثّل رياضتنا كان مثار استغراب، خاصة مع قوة المنافسة، وصعوبة تحقيق أية ميدالية فيهما، وبالمقابل تم اختصار عدد لاعبي بعض الرياضات ليكون واحداً في بعضها وكأننا كنا ذاهبين لمشاركة شكلية وليس بدافع المنافسة.
إضافة لما سبق، ووفق مصادر خاصة لـ “البعث”، فإن تكاليف المشاركة في الدورة كانت ستتجاوز نصف مليون دولار، وهو رقم كبير بالنظر إلى حجم البعثة والنتائج المتوقع تحقيقها في الدورة، في ظل ارتفاع مستويات الدول المشاركة، واستبعاد قدرة كرتي القدم والسلة اللتين تشكّلان العمود الفقري للبعثة لصعود منصات التتويج.
هنا تجدر الإشارة إلى أن آخر مشاركة لرياضتنا في الدورة الآسيوية كانت في نسخة أندونيسيا عام 2018، وكانت الحصيلة حينها مخجلة برصيد برونزية وحيدة عبر مجد غزال في الوثب العالي، ما يعطي مؤشراً عن مدى قوة المنافسة، كما أن المشاركات العشر السابقة في الحدث القاري شهدت تتويج رياضتنا باثنتين وثلاثين ميدالية ملونة، وتعد دورة هيروشيما عام 1992 الأنجح لرياضتنا حين حقق لاعبونا سبع ميداليات.
يذكر أن دورة الألعاب الآسيوية التي كان من المقرر إقامتها في مدينة هانغزو الصينية كانت ستحمل النسخة رقم 19، ليأتي قرار المجلس الأولمبي الآسيوي بالتأجيل بعد نقاش مع اللجنة الأولمبية الصينية، واللجنة المنظّمة حول الحالة الوبائية لفيروس “كورونا”، وفق ما أعلن المجلس.
المحرر الرياضي