نبات القبار أشواكه جارحة لكن عائداته نافعة
حماة – ذكاء أسعد
مطلع شهر أيار من كل عام، يبدأ أهالي ريف حماة الشرقي وباديتها جني موسمهم المعتاد من ثمار نبات القبار الشوكي، إذ يعدّ مصدر رزق للكثير من العائلات لوفرته في هذه المناطق وارتفاع ثمنه، إضافة لزيادة الطلب عليه داخلياً وخارجياً.
ورغم صعوبات جني ثمار هذه النبتة بسبب الأشواك الكثيرة القاسية التي تتفرع منها، إلا أنها باتت مطلباً للجميع اليوم، نظراً لعائداتها المالية، إضافة لاستخداماتها في المجالات الطبية وصناعة المواد التجميلية والمخللات، وكغذاء للنحل لإنتاج العسل.
يؤكد أحد أصحاب مراكز القبار أن سعر الكيلو قد يصل إلى 15 ألف ليرة، إذ يتمّ فرزه بغربال خاص، وتؤخذ منه حبات البراعم التي تسقط فقط، ليتمّ تخزينه عبر براميل متوسطة الحجم عن طريق وضعه بالماء والملح حفاظاً عليه ريثما يتمّ بيعه لتجار المنطقة المختصين بهذا الشأن الذين بدورهم يقومون بتصديره إلى الخارج.
وفي هذا الصدد، يؤكد مدير فرع البادية الدكتور بيان العبد الله أن القسم الأكبر من إنتاج نبات القبار أو ما يُسمّى “الشفلح” يذهب للتصدير، وتعدّ دول الخليج من أكبر المستهلكين له، إضافة لبلدان أخرى تصنّع منه المخللات وتدخله في تصنيع بعض المأكولات، كما تُستخرج من براعمه غير المتفتحة زيوت تُستخدم في صناعة العقاقير الطبية، وتستفيد من أزهاره المتفتحة مراعي النحل الطبيعية في إنتاج العسل.
وأوضح العبد الله أن هناك آلاف الهكتارات على امتداد الجغرافية السورية خارج نطاق الاستثمار، والتي ينبغي إدخالها منظومة الإنتاج الزراعي، مشدداً على أهمية التفكير والبحث عن آلية استثمار مثلى، وقد يكون إدخال نبات القبار أحد الخيارات الممكنة، وذلك بعد إجراء الأبحاث الكافية لما له من عائدية اقتصادية مجزية، حيث يمكن زراعة القبار كون تكاليف ومستلزمات زراعته بسيطة، فهو لا يحتاج للأسمدة والمياه بل ينمو في المناطق الجافة وشبه الصحراوية، وله أهمية قصوى كغطاء نباتي أخضر في مناطق البادية، ويعمل على تثبيت الكثبان الرملية والتقليل من خطورة التغيّرات المناخية.