مجلة البعث الأسبوعية

ارتفاع أسعار الأعلاف يهدد الثروة الحيوانية بطرطوس  والمربون يبيعون قطعانهم

البعث الأسبوعية – دارين حسن

تقاطعت وتقاسمت هموم مربي الثروة الحيوانية بطرطوس، ليشكل ارتفاع أسعار الأعلاف والمحروقات بشكل كبير وعدم توفرهما إلا بالسوق الحرة أبرزها، الأمر الذي دفع بعضهم إلى بيع نصف القطيع بأسعار زهيدة لإيفاء الديون المتراكمة عليه، ومنهم من عزف عن التربية لصعوبة تقديم الخدمات وإكمال مسيرة التربية، والبعض ما زال مستمرا معلقا أمله مع كل فوج ولا سيما لمربي الدواجن، تلك الخضات وعدم الاستقرار  انعكس سلبا على من تخلى عن مهنته وعلى المستهلك الذي انكوى بنار الأسعار إثر قلة العرض في الأسواق مقابل غياب واضح للرقابة التموينية…!

 

عزوف عن التربية

استمرار البعض في التربية وتحمل الخسائر والخيبات يأتي من باب تأمين أدنى متطلبات المعيشة في هذه الظروف الصعبة، حسب المربين الذين عزوا ارتفاع أسعار منتجات الثروة الحيوانية من ألبان وأجبان ولحوم وحليب وبيض … إلى قلة العرض في السوق نتيجة عزوف الكثيرين عن التربية .

 

الأسعار كاوية

جولة واحدة في الأسواق تبين ارتفاع أسعار منتجات الثروة الحيوانية بشكل لافت ومتتال ومنذ أشهر طويلة، حيث وصل سعر الفروج “حي ومنظف” إلى  9500 ليرة، وسعر طبق البيض لامس الـ 12 ألف ليرة، بينما قارب سعر كيلو لحم الغنم الـ 35 ألف ليرة، وكيلو الحليب بألفي ليرة في ظل عجز المواطن عن شراء تلك المنتجات رغم أهميتها الغذائية والصحية لحياته وحياة أطفاله، ووسط غياب الرقابة التموينية عن الأسواق…!

 

تراكم الديون

وللحديث عن واقع التربية وبلسان أصحابها، التقت “البعث” بعض المربين، حيث تحدث ياسر أحمد مربي دواجن عن صعوبات التربية قائلا:  أحصل على مئة لتر مازوت على كل/ 2000 / صوص، كما أؤمن الأعلاف من خلال معتمد من القطاع الخاص لأن دائرة الزراعة تمنح مقنن علفي لا يكفي لأسبوع، حيث إن كل صوص يحتاج إلى /4 / كيلو علف الذي يفوق سعر الطن منه/ 3/ مليون ليرة، وأشار أحمد إلى أن بذمته دين لمعتمد الأعلاف بحدود الـ 35 مليون ليرة، وعن دواعي استمرار التربية رغم الخسائر لفت أحمد إلى أن أمله في كل فوج يدفعه لمتابعة التربية.

 

مقننات غير كافية

ولدى حكمت حمود مزرعة أبقار وأغنام في قرية بمحصر، وهو مربي منذ خمسين عاما  كان يملك قطيعا، لكن ارتفاع  الأعلاف دفع به لبيع نصف ما يملك منذ ستة أشهر، مبينا أنه يؤمن الأعلاف من السوق الحرة لأن ما يحصل عليه من الدورة العلفية /150/ كيلو على الرأس لشهرين غير كاف، حيث إن رأس البقر تحتاج إلى/ 10 / كيلو علف باليوم هذا غير الحشيش والتبن، مشيرا إلى عدم حصوله على العلف في الدورة الماضية.

وأوضح المربون أن سعر  كيلو التبن وصل إلى/ 1300 / ليرة بعد أن كان/ 100/ ليرة العام الماضي، في حين قارب سعر كيلو العلف/ 2200 / ليرة وسعر الكيس منه/ 110/  آلاف ليرة زنة خمسين كيلو بعد أن كان بحدود/ 40/ ألف ليرة، كما أشاروا  إلى غلاء الأدوية البيطرية و عدم فعالية اللقاح الصناعي للأبقار وارتفاع أجور الطبيب البيطري، مبينين أن المربي قد يضطر إلى دفع / 400 / ألف ليرة أجور للطبيب ولا تلقح البقرة، ولقاحها وحده يكلف مئة ألف ليرة.

 

باعوا أبقارهم

متابعون في الشأن الزراعي لفتوا إلى أن أغلب مربي الأبقار والأغنام يبيعون ما لديهم لإيفاء ديوانهم المتراكمة لمعتمدي الأعلاف الذين لا يدينون المربي إلا عن طريق معرفة أو بدفعه سعرا أعلى مع كل ارتفاع للأسعار، لا بل إن منهم من باع بقرته “مصدر عيشه الوحيد” بمليوني ليرة رغم انه اشتراها بـ 4 مليون لعدم قدرته على الاستمرار بتربيتها.

 

مطالب محقة

بدوره محمد حسين رئيس اتحاد فلاحي طرطوس، أوضح أن ارتفاع أجور نقل المنتجات، وضيق المساحة المخصصة للرعي  أدى إلى اعتماد المربين على الأعلاف غالية الثمن الأمر الذي ساهم في رفع أسعار المنتجات، مبينا أن إنتاج المحافظة يغطي حاجة السوق ويزيد عنها بدليل أن الفائض يصدر إلى محافظة حماه.

وطالب بتأمين الأعلاف من حيث الكمية والجودة والنوعية للرأس الواحد وتأمين سوق لتصريف المنتجات، ودعم الزراعات التي تستخدم في تغذية الحيوان مثل الباقية والكرسنة والفول للتخفيف عن المربين قيمة الأعلاف المصنعة، وإيجاد مستوصفات بيطرية بكل منطقة وتأمين المعدات المطلوبة لها، وتزويد مديرية الزراعة، دائرة الصحة الحيوانية بسيارة إسعاف للوحدات البيطرية أسوة بوزارة الصحة.

 

بيانات وإحصاءات

يبلغ تعداد رؤوس الأبقار على مستوى المحافظة / 37100 / رأسا، بينما كان العام السابق/ 36031 / رأسا،  بمعدل زيادة مقدارها / 2,96 %، ويبلغ تعداد رؤوس الأغنام / 173944/ رأسا، بينما كان في العام السابق / 146300 / رأسا، بمعدل زيادة  مقدارها / 18,8 %، كما ويبلغ تعداد رؤوس الماعز /31122/  رأسا بينما كان العام الماضي / 23539/ رأسا، بمعدل زيادة مقدارها/ 32, 2 % ، ويبلغ عدد مداجن الفروج اللحم المرخصة حتى تاريخه /1875/ مدجنة، وغير المرخصة حوالي / 450/ مدجنة، أما مداجن أمات فروج اللحم المرخصة / 29/ مزرعة، وغير المرخصة /8/ مداجن، ومزارع تربية بيض المائدة المرخصة / 16/ مدجنة، وغير المرخصة / 20 / مدجنة، أما عن المداجن التي تم تسويتها هذا العام فلا يوجد أي ترخيص عن طريق التسوية، وذلك حسب ما أفاد به رئيس دائرة الانتاج الحيواني في مديرية زراعة طرطوس المهندس محمد حسن.

 

الواقع الصحي جيد

وأشار رئيس دائرة الصحة الحيوانية في زراعة طرطوس الدكتور نزيه سليمان إلى أن الواقع الصحي للثروة الحيوانية جيد، ولم يتم تسجيل أي إصابات بأمراض سارية أو معدية حتى تاريخه، وتقوم العناصر الفنية البيطرية بتأمين التحصينات الوقائية ضد الأمراض السارية والمعدية لكل حيوان وعلى مدار العام تقدم بشكل مجاني، كما تقوم بالتشخيص المخبري/ تشريح، زرع، حساسية/ وفحص عينات دم وحليب بشكل مجاني لجميع الحالات الواردة للمخبر، وتوزيع قشات السائل المنوي عن طريق الفنيين البيطريين لمربي الأبقار وتلقيح أبقارهم بشكل مجاني.

 

حفاظا على ما تبقى

وتبقى زيادة المقنن العلفي والالتزام بالدورة العلفية وتأمين المحرقات للمربين لزوم التربية، إضافة إلى إيجاد آلية لتسويق المنتج بحيث يؤمن تكلفة الإنتاج مع هامش ربح للمربي كفيلة بعودة وتنشيط التربية واستقرارها ما ينعكس إيجابا على المربي والمستهلك من خلال زيادة المنتجات وتأمينها في الأسواق والأهم انخفاض ثمنها.