أخبارصحيفة البعث

ناريشكين: واشنطن جندت منظمات غير حكومية لزعزعة استقرار روسيا

البعث – وكالات:

كشف مدير جهاز الاستخبارات الخارجية الروسية سيرغي ناريشكين، أن وزارة الخارجية الأمريكية حددت مهمة لمنظمات غير حكومية، بإطلاق حملة لتشويه سمعة العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا.

ونقلت وكالات أنباء روسية عن ناريشكين قوله اليوم: وفقاً للمعلومات التي تلقيناها، فقد حددت وزارة الخارجية الأمريكية مهمة لمنظمات غير حكومية خاضعة لها، تتمثل في شن حملة لتشويه سمعة العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا في المجتمع الروسي.

وأضاف: تم إعداد مجموعة من الشعارات البدائية تحمل إشاعات زائفة وهدفها بث الذعر من أجل حشوها في قنوات التليغرام والشبكات الاجتماعية، ومضمونها الرئيس هو أن نظام كييف “الديمقراطي” بدعم من الغرب العظيم والرهيب على وشك إلحاق هزيمة ساحقة بروسيا “الشمولية”، وفقط احتجاج مدني واسع النطاق من المفترض أن ينقذ البلاد من كارثة وشيكة.

ولفت ناريشكين، إلى أنه من أجل زيادة التأثير على الجموع، توجه وزارة الخارجية الأمريكية رعاتها إلى اللجوء بنشاط إلى استخدام لغة بذيئة وتعبيرات مسيئة وصور مبتذلة عند نشر الدعاية، وقال: من المستحسن تجنب انتشار أكثر المنتجات المزيفة التي لا تصدق وتهدف إلى تجريد القيادة السياسية والعسكرية للاتحاد الروسي من إنسانيتها في أعين الشعب.

وأشار مدير جهاز الاستخبارات الخارجية الروسية، إلى أن واشنطن تعتقد أن هذا النهج هو الأكثر فاعلية فيما يتعلق بشباب المدن ومن المفترض أنهم بعد أن “يبتلعوا” هذا الهراء، سيخرجون إلى الشوارع ويطلقون ليبرالية ديمقراطية  في روسيا أي تغييرات مفيدة للغرب.

وأعرب ناريشكين عن ثقته في أن واشنطن لن تنجح في خططها قائلاً: نود إسداء نصيحة للخارجية الأمريكية بعدم الانزلاق إلى ساحة النزال.. انتبهوا قد ترمون بأنفسكم من المنحدر إلى البحر وتموتون في الماء.

في الأثناء، قال رئيس مجلس الدوما الروسي فياتشيسلاف فولودين إن واشنطن لا تؤمن بانتصار أوكرانيا، لكنها تفكر في كيفية سحب الحبوب بسرعة من هناك وترتيب مجاعة فيها.

ونقلت وكالات أنباء روسية عن فولودين قوله على حسابه في موقع تليغرام: تريد واشنطن ترتيب مجاعة في أوكرانيا وتبحث عن طرق لتصدير الحبوب من كييف.. والرئيس الأمريكي جو بايدن قال إن ذلك ضروري لخفض أسعار المورد.

ولفت، إلى أن واشنطن ورطت أوكرانيا في التزامات ديون وخصصت لها 40 مليار دولار لتوريد أسلحة وغيرها من المساعدات إلى كييف مع الدفع المؤجل وهي تعمل على إطالة أمد العمليات العسكرية على الأراضي الأوكرانية.

وأوضح فولودين أن الولايات المتحدة لا تقدم أي مساعدة حقيقية لأوكرانيا، وهي تأخذ معظم الأشياء الضرورية منها وترتب اعتمادات فائضة، لأن الأوكرانيين أنفسهم يحتاجون إلى احتياطيات الحبوب للعيش حتى موسم الحصاد الجديد.

بدوره، صرح نائب رئيس مجلس الأمن الروسي، دميتري مدفيديف، بأن الولايات المتحدة لن تتمكن من تقييد التنمية الاقتصادية لروسيا ونفوذها السياسي في العالم.

وفي تعليقه على موافقة واشنطن على تخصيص مساعدة بقيمة 40 مليار دولار لكييف كتب مدفيديف، في صفحته على “تلغرام”: “لن ينجحوا”، مضيفاً أن “مطبعتهم ستنكسر بشكل أسرع، بسبب زيادة الولايات المتحدة ديونها العامة المتضخمة بالفعل”.

وعبر عن اعتقاده بأن هدف هذه المساعدة هو “مواصلة الحرب بالوكالة ضد روسيا والرغبة في إلحاق هزيمة ثقيلة ببلادنا والحد من تنميتها الاقتصادية ونفوذها السياسي في العالم”.

وشدد مرة أخرى على أن أهداف العملية العسكرية الروسية الخاصة في دونباس سيتم تحقيقها.

بدوره جدد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف التأكيد على أن هدف العملية العسكرية لبلاده في أوكرانيا حماية سكان دونباس من النازيين الجدد، وضمان عدم تحول كييف بدعم من الغرب إلى مصدر تهديد عسكري لروسيا، مشيراً إلى أنه سيتم توسيع هذه العملية لتحقيق كامل أهدافها.

وقال لافروف ،خلال مؤتمر صحفي مع نظيره العماني بدر بن حمد بن حمود البوسعيدي في مسقط اليوم،: بحثنا مجمل العلاقات الثنائية، بما فيها الحوار السياسي والتعاون الاقتصادي والتجاري، ولدينا مواقف متطابقة أو متقاربة من معظم القضايا الدولية، ونثمن موقف مسقط الموضوعي والمتزن من الأزمة في سورية.

وأوضح لافروف، أنه تم إطلاع الجانب العماني على تطورات العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا، وأبعادها الجيوسياسية، لافتاً إلى أنه سيتم توسيع هذه العملية لتحقيق كل أهدافها المتمثلة بحماية سكان دونباس من النازيين الجدد وضمان عدم تحول كييف بدعم من الغرب إلى مصدر تهديد عسكري لروسيا.

وأشار، إلى أن موسكو لا تريد اندلاع حرب في أوروبا، لكن الغرب هو الذي يتحدث عن ضرورة إلحاق الهزيمة بروسيا، مبيناً أن العملية العسكرية في أوكرانيا ستجبر الغرب على وقف الدفع نحو عالم أحادي القطب.

ولفت لافروف، إلى أن روسيا قامت بفتح ممرات إنسانية بشكل يومي غير أن المتطرفين الأوكرانيين منعوا خروج المدنيين من مناطق العمليات، موضحاً أن الأمم المتحدة فوتت فرصة لحل الأزمة الأوكرانية سلمياً خلال السنوات السبع الماضية بتجاهلها عدم تنفيذ كييف اتفاقات مينسك.

إلى ذلك، وصفت السفارة الروسية في الولايات المتحدة مزاعم وزارة الخارجية الأمريكية بشأن تورط موسكو في هجمات إلكترونية على البنية التحتية الحيوية لأوكرانيا بأنها “عبثية”.

ونقلت وسائل إعلام روسية عن السفارة قولها في بيان: “أولينا اهتماماً ببيان وزارة الخارجية الأمريكية حول تورط روسيا المزعوم في الهجمات الإلكترونية على البنية التحتية الحيوية لأوكرانيا.. مثل هذه التصريحات عبثية وبعيدة عن الأوضاع الحقيقية للأمور.. لم تمارس بلادنا مطلقاً أي عدوان إلكتروني وهذا الأمر يتناقض مع موقف روسيا المبدئي”.

وأضافت السفارة: “نحن ملتزمون باستخدام تكنولوجيا المعلومات والاتصالات حصراً من أجل تنمية المجتمع الدولي”، مشيرة إلى أن الاتحاد الروسي “مستعد لحوار متكافئ ومهني وغير مسيس مع الولايات المتحدة حول مجموعة واسعة من قضايا الساعة المتعلقة بأمن المعلومات، كما أن موسكو تؤكد حفاظها على قنوات مفتوحة للتعاون العملي.. والأمريكيون على علم بذلك”.

ولفتت البعثة الدبلوماسية الروسية في واشنطن إلى أن وزارة الخارجية الأمريكية لا تريد الاعتراف بأن الولايات المتحدة هي أحد المصادر الرئيسة للتهديدات السيبرانية العالمية، موضحة أنه “من الأراضي الأمريكية تحديداً يتم تنفيذ معظم هجمات الكمبيوتر على مواقع البنية التحتية الحيوية في بلدان أخرى بما في ذلك روسيا.. وعلى مدار الأشهر الستة الماضية وحدها أرسلت إداراتنا المختصة نحو 500 إشعار بنشاط ضار من الولاية القضائية للولايات المتحدة”.

وبينت السفارة أن “نظام كييف بموافقة ضمنية من الأمريكيين يعمل بنشاط على إنشاء أول جيش إلكتروني في العالم قوامه نحو 300000 عنصر”، مؤكدة أنه “بدلاً من البحث عن تهديد وهمي من روسيا كان يجدر بواشنطن أن تكبح جماح أتباعها في كييف الذين يخططون علنا ويرتكبون أعمال تخريب إلكتروني ضد الاتحاد الروسي.. ومن المحتمل جداً ألا يقتصر القراصنة الأوكرانيون على الاستفزازات ضد بلدنا فقط وسيحاولون اختبار قوة البنية التحتية الغربية وسيقومون بما يسمى بعمليات تحت علم أجنبي”.

في سياق متصل، أكدت المتحدثة الرسمية باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا، أن الاتصالات مستمرة مع الجانب الأوكراني من أجل استئناف التفاوض بين الطرفين.

وقالت زاخاروفا في تصريح صحفي: “الاتصالات جارية، وروسيا تطالب باعتراف أوكرانيا بعودة شبه جزيرة القرم واستقلال جمهوريتي دونيتسك ولوغانسك.. وهي حقائق راسخة قائمة على الأرض يجب على كييف والدول الأخرى الاعتراف بها”.

كما وصفت زاخاروفا إعلان البرلمان الليتواني أن روسيا دولة تدعم الإرهاب بـ “التصرف المتطرف”.

وأشارت إلى أن “دول حلف الناتو هي الوحيدة التي توافق على مثل هذه الوثائق والمذكرات والبيانات وتتخذ مثل هذه الخطوات المتطرفة، حيث شهدنا خلال العقود الأخيرة أكثر من مرة أعمالاً غير شرعية وعدوانية للحلف دون أي أسس قانونية أو حقائق على الأرض، والتي أدت إلى وقوع العديد من الضحايا ونشوء صراعات جديدة”.

من جانبه، أكد سفير جمهورية لوغانسك الشعبية في روسيا روديون ميروشنيك، أن نظام كييف يقطع كل فرص تحقيق السلام في أوكرانيا.

 

وقال ميروشنيك “إن أوكرانيا تقطع حالياً كل الفرص لتحقيق السلام والحفاظ على حياة الناس ووقف سفك الدماء وتجنب التضحيات غير الضرورية تماماً، وتتخلى عن كل ذلك في علاقاتها مع روسيا وفي علاقاتها المحتملة معنا في جمهوريتي دونيتسك ولوغانسك الشعبيتين”.

وأضاف ميروشنيك: إن “أوكرانيا تعلن أنها لا تهتم بإجراء مفاوضات حول تحقيق السلام ووقف الأعمال القتالية”.

بدوره أكد مساعد الأمين العام السابق للأمم المتحدة هانز كريستوف فون سبونيك، أن الغرب فشل في إقناع معظم دول العالم بفرض عقوبات ضد روسيا على خلفية عمليتها العسكرية الخاصة في أوكرانيا، مشدداً على أن هذه العقوبات فشلت فشلاً ذريعاً.

وقال فون سبونيك في مقابلة مع صحيفة روسية، إن “البرازيل والصين والهند وإيران وباكستان ودول أفريقيا والشرق الأوسط رفضت دعم مطالب واشنطن وكندا والاتحاد الأوروبي ضد موسكو”، لافتاً إلى أن محاولات إيجاد أغلبية عالمية تدعم العقوبات ضد روسيا لم تحقق أي نتيجة.

وأكد أنه في الماضي لم تؤد العقوبات إلى حل النزاعات، بل كانت تزيد من معاناة الشعوب، داعياً إلى البدء بمفاوضات في أقرب وقت ممكن بدلاً من تقاذف الاتهامات إلى حد العبثية وغض النظر عن مخاطر العواقب الوخيمة على الأمن والسلام الدوليين.

في سياق أخر، علق الكرملين على إعلان السلطات الجديدة في مقاطعة خيرسون الأوكرانية الخاضعة لسيطرة القوات الروسية عن نيتها التوجه إلى موسكو بطلب انضمام الإقليم إلى قوام روسيا.

وقال المتحدث باسم الرئاسة الروسية ديمتري بيسكوف في تصريح صحفي: أن القرار بشأن تقديم هذا الطلب من عدمه يعود أولاً إلى سكان مقاطعة خيرسون، وهم الذين يتعين عليهم تقرير مصيرهم.

وشدد بيسكوف إلى ضرورة أن تستند مثل هذه القرارات المصيرية إلى قاعدة قانونية واضحة، وأن تكون شرعية تماماً كما كان في قضية القرم.

وكان نائب رئيس الإدارة العسكرية المدنية الجديدة في مقاطعة خيرسون، كيريل ستريمووسوف، أعلن عن نية سلطات الإقليم الجديدة التقدم إلى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بطلب ضمه إلى قوام بلاده.

وأشار ستريمووسوف، إلى أن مدينة خيرسون جزء من روسيا، ولن تقام في أراضي مقاطعة خيرسون أية “جمهورية شعبية” ولن تنظم أية استفتاءات، مضفاً: سيكون هناك أمر موحد سيأتي بناء على طلب إدارة مقاطعة خيرسون الموجه إلى الرئيس الروسي لضم المقاطعة إلى قوام روسيا”.

ولفت المسؤول إلى أن مقاطعة خيرسون ستنتقل إلى العمل بالقوانين الروسية بحلول نهاية العام الجاري.

وسيطرت القوات الروسية على مقاطعة خيرسون وأجزاء من مقاطعتي خاركوف وزابوروجيه جنوب وشرق أوكرانيا ضمن إطار العملية العسكرية التي انطلقت في 24 شباط الماضي.