تعثر دورينا يعكس الحالة التي وصلت إليها كرتنا… والملاحظات التنظيمية والفنية “حدث ولا حرج”
البعث الأسبوعية – خالد جطل
مع إسدال الستار على منافسات الدوري الكروي الممتاز نجد أنفسنا أمام الكثير من إشارات الاستفهام التي تؤكد أن كرتنا تراوح مكانها رغم مئات الملايين التي صرفت عليها ومئات الأفكار التي قدمت لتطويرها ، فمنذ سنوات أطلقوا على دورينا دوري المحترفين وإلى اليوم نجد أنه دوري أقرب ما يكون إلى دوري الهواة الغير منظم، والبداية كما كل سنة بإصدار برنامج للدوري كما كل الدوريات العالمية لكن دورينا مختلف فالتوقفات والتأجيلات حاضرة بكل زمان ومكان ولأسباب متعددة، وهذا يستدعي من القائمين على كرتنا الترقيع فيما بعد لإنهاء الدوري بموعد محدد فتتم عمليات السلق بضغط المباريات وهنا تبداً مشاكل أخرى ضحيتها الأندية.
أما التأجيل فيحّمل الأندية أعباء مادية هي بالأصل غير قادرة على تأمينها فكيف الحال مع تكرر التوقفات، ناهيكم عن التراخي الذي يحصل لدى معظم اللاعبين وتدني المستوى الفني لديهم وهذا ينعكس سلباً على الحالة الفنية للمنتخب الذي هو الهدف الأول من إقامة الدوري.
فقر مادي
وبالانتقال للأندية نجد أن حال معظمها لا يسر سواء من حيث الحالة المادية التي هي أساس وعماد أي نشاط أو من حيث التعامل بعقلية احترافية وهو ما تفتقده أنديتنا كافة ، وللأسف وما نراه من طفرات للاعبين نجوم بين الحين والآخر وليد الساعة “ومضة ويختفي”، وفيما يخص حالات التعاقدات والأرقام الفلكية للكثير من أشباه اللاعبين يؤكد بما لا يدع مجال للشك أن هناك شيء ما في الخفاء يتم وهو ما يظهر للعلن مع نهاية كل موسم وتلقي اتحاد الكرة للكثير من الشكاوي من اللاعبين على الأندية ، وهذا يزيد الطين بلة ويعمق حالة التراجع على مستوى الأندية.
وفيما يخص واقع فرقنا على سلم الترتيب وبنظرة سريعة نجد أن هناك طابقين فقط، الطابق الأول يضم أربعة فرق هي فرق الصدارة المنافسة على اللقب، فيما نجد أن الطابق الثاني يضم عشرة فرق يجمعها نفق مظلم وإمكانية الهبوط للدرجة الأولى كانت واردة لها جميعاً.
وبالنظر لأسماء الأندية التي كانت مهددة نرى بينها فرق لها اسمها وتاريخها الكروي وسبق لها تحقيق بطولات دوري وكأس لسنوات طوال ويتقدمهم الكرامة ، وهنا تكمن خطورة ما وصلت إليه كرتنا ففريق الكرامة الذي كان وعبر عشرات السنين رافداً لمنتخباتنا بكل الفئات نجده كان مهدداً بالهبوط، وهذا مؤشر خطير على واقع كرتنا خاصة أن الكرامة يعتبر قلعة من قلاع الكرة السورية وتراجعه هذا لا يخصه كفريق بل هو مؤشر خطير على كرتنا بشكل كامل وبنظرة سريعة نجد أن خطر الهبوط هدد فرق أخرى منها أهلي حلب والفتوة وحطين وجبلة بدرجات متفاوتة.
تكرار الاخفاقات!
دورينا هذا الموسم عكس واقع كرتنا التي باتت بالنسبة لمنتخبات آسيا كالحمل الوديع ونتائجنا المخيبة في تصفيات مونديال قطر عكست ذلك وترجمت واقع التراجع بشكل لا يدع مجال للشك بأن القادم مخيف ويجعلنا نقلق لعدم وجود قيادة كروية مختصة تدرك خطورة الموقف ، وعليه بات الجميع ينتظر الفرج والذي قد يكون قريباً مع انعقاد الجمعية العمومية الانتخابية في الثالث والعشرين من الشهر الجاري لانتخاب رئيس وأعضاء اتحاد الكرة الجديد، وتترقب جماهير كرتنا الخلاص والفرج بهذا التوقيت حيث الأمل بإجراء انتخابات تنهي حقبة مظلمة من تاريخ كرتنا، وعلى الطرف الآخر هناك من يتخوف من أن تسير الانتخابات كما في السنوات الماضية حيث تفرض اسماء بذاتها من خلال العلاقات الشخصية والتي كانت وستبقى معضلة تؤرق المخلصين والغيورين على كرتنا والذين يحاربون لإبعادهم عن مراكز القرار لتبقى كرتنا تدور في حلقة مفرغة ونبقى نحن نحصد الخيبات على أمل بتغيير قادم.
وإذا تطرقنا للجانب الإعلامي نرى العجب العجاب بدءاً من الصفحات الإعلامية للكثير من الأندية ومن يقودها ومدى سويتهم الإعلامية خاصة وأن الإعلام هو مرآة كل نادي ويعكس الحالة التي يعيشها هذا النادي أو ذاك، وهنا نجد أنه لا بد من وجود ضوابط تضمن عدم انجرار هذه الصفحات وراء آراء شخصيات مؤثرة لتتحول بعملها نحو منحى آخر.
وإعلامياً كذلك نجد أن الإعلام لا يحظى بمكانته التي ضمنها له اتحاد الكرة عبر سنوات مضت عندما ألزم فرق الدوري بضرورة عقد والتزام مدربي الفرق بالتصريح لوسائل الإعلام عقب نهاية المباريات بغض النظر عن نتيجة المباراة، وما رأيناه بكل جولة من امتناع مدربين ومساعدين عن التصريح لشيء مخجل في دوري يطلق عليه دوري محترفين.
ظالم أم مظلوم؟
وآخر القضايا التي سنتناولها هي الاستعانة بحكام من الأردن الشقيق لقيادة مباراة القمة بين الوثبة الوصيف وتشرين حامل اللقب ، والسؤال هنا من صاحب فكرة جلب حكام عرب لدورينا ولماذا بهذا التوقيت وهل هذا لتأكيد الحيادية وهنا نكون قد أخطأنا بحق حكامنا وهذا أمر في غاية الأهمية، وهل يرى من أقر الاستعانة بالحكام العرب أن هذا سيشكل نقلة نوعية بهذا الجانب؟.
الاستعانة بحكام اشقاء بهذا التوقيت لم يكن بمحله وفق آراء الكثير من المتابعين والطامة الكبرى ما تناولته بعض وسائل الإعلام أن لجنة الحكام لم تكن تعلم بالقصة حتى موعد تعيين حكام الجولة وهنا نجد أنفسنا أمام قضية أخرى وهي غياب التنسيق في البيت الواحد “اتحاد الكرة”.
ومع اقترابنا من نهاية الحديث قد ينتقدنا البعض بأننا لم نرأية إيجابية لدورينا وهنا نقول : ما سبق ذكره حالات سلبية نضيء عليها بين الحين والآخر دون أن نرى أي تحسن أو تصويب لها، أما الإيجابيات فلها مكانها وحينها ولا تحتاج للإضاءة عليها كونها من صلب العمل لأي شخصية او مسؤول باللعبة كل حسب موقعه ومكانه.